الموضوع: التبرك و أدلته
عرض مشاركة مفردة
  #2  
قديم 12-07-2003, 09:53 AM
الهبوب الهبوب غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Jul 2003
الإقامة: عريني
المشاركات: 152
إفتراضي

ثم تأمل معي هذه النصوص التي يرويها الخطيب البغدادي في تاريخه بسنده لتعرف ما كان عليه الأوائل من التبرك بالصالحين .

قال الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد 1/ 120 ـــ 125 :" باب ما ذكر في مقابر بغداد المخصوصة بالعلماء والزهاد بالجانب الغربي في أعلا المدينة.

مقابر قريش
دفن بها موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب وجماعة من الأفاضل معه
أخبرنا القاضي أبو محمد الحسن بن الحسين بن محمد بن رامين الإستراباذي قال أنبأنا أحمد بن جعفر بن حمدان القطيعي ( راوية المسند ) قال سمعت الحسن بن إبراهيم أبا علي الخلال يقول :
"ما همني أمر فقصدت قبر موسى بن جعفر فتوسلت به الا سهل الله تعالى لي ما أحب ""
ومقبرة باب حرب خارج المدينة وراء الخندق مما يلي طريق قطربل معروفة بأهل الصلاح والخير ، وفيها قبر أحمد بن محمد بن حنبل وبشر بن الحارث ، وينسب باب حرب الى حرب بن عبد الله أحد صحابة أبي جعفر المنصور واليه أيضا تنسب المحلة المعروفة بالحربية
أخبرنا أبو عبد الرحمن إسماعيل بن أحمد الحيري الضرير قال أنبأنا أبو عبد الرحمن محمد بن الحسين السلمي بنيسابور قال سمعت أبا بكر الرازي يقول سمعت عبد الله بن موسى الطلحي يقول سمعت أحمد بن العباس يقول :
خرجت من بغداد فاستقبلني رجل عليه أثر العبادة فقال لي من أين خرجت ؟ قلت : من بغداد هربت منها لما رأيت فيها من الفساد خفت أن يخسف بأهلها فقال : ارجع ولا تخف فان فيها قبور أربعة من أولياء الله هم حصن لهم من جميع البلايا قلت : من هم قال : الامام أحمد بن حنبل ومعروف الكرخي وبشر الحافي ومنصور بن عمار. فرجعت وزرت القبور ولم أخرج تلك السنة "

"ومقبرة باب الدير
وهي التي فيها قبر معروف الكرخي أخبرنا إسماعيل بن أحمد الحيري قال أنبأنا محمد بن الحسين السلمي قال سمعت أبا الحسن بن مقسم يقول سمعت أبا علي الصفار يقول
سمعت إبراهيم الحربي ( ت285 ) يقول قبر معروف الترياق المجرب
أخبرني أبو إسحاق إبراهيم بن عمر البرمكي قال نبأنا أبو الفضل عبيد الله بن عبد الرحمن بن محمد الزهري قال
سمعت أبي يقول قبر معروف الكرخي مجرب لقضاء الحوائج ويقال إنه من قرأ عنده مائة مرة قل هو الله أحد وسأل الله تعالى ما يريد قضى الله له حاجته
حدثنا أبو عبد الله محمد بن علي بن عبد الله الصوري قال سمعت أبا الحسين محمد بن أحمد بن جميع يقول سمعت أبا عبد الله بن المحاملي يقول اعرف قبر معروف الكرخي منذ سبعين سنة ما قصده مهموم الا فرج الله "
" وعند المصلى المرسوم بصلاة العيد كان قبره يعرف بقبر النذور ويقال ان المدفون فيه رجل من ولد علي بن أبي طالب رضي الله عنه يتبرك الناس بزيارته ويقصده ذو الحاجة منهم لقضاء حاجته
حدثني القاضي أبو القاسم علي بن المحسن التنوخي قال حدثني أبي قال كنت جالسا بحضرة عضد الدولة ونحن مخيمون بالقرب من مصلى الأعياد في الجانب الشرقي من مدينة السلام تريد الخروج معه الى همذان في أول يوم نزل المعسكر فوقع طرفه على البناء الذي على قبر النذور فقال لي ما هذا البناء فقلت هذا مشهد النذور ولم أقل قبر لعلمي بطيرته من دون هذا واستحسن اللفظة وقال قد علمت أنه قبر النذور وانما أردت شرح أمره فقلت هذا يقال انه قبر عبيد الله بن محمد بن عمر بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب ويقال انه قبر عبيد الله بن محمد بن عمر بن علي بن أبي طالب وان بعض الخلفاء أراد قتله خفيا فجعلت له هناك زبية وستر عليها وهو لا يعلم فوقع فيها وهيل عليه التراب حيا وانما شهر بقبر النذور لأنه ما يكاد ينذر له نذر الا صح وبلغ الناذر ما يريد ولزمه الوفاء بالنذور وأنا أحد من نذر له مرارا لا أحصيها كثرة نذورا على أمور متعذرة فبلغتها ولزمني النذر فوفيت به فلم يتقبل هذا القول وتكلم بما دل أن هذا إنما يقع منه اليسير اتفاقا فيتسوق العوام بأضعافه ويسيرون الأحاديث الباطلة فيه فأمسكت فلما كان بعد أيام يسيرة ونحن معسكرون في موضعنا استدعاني في غدوة يوم وقال اركب معي الى مشهد النذور فركبت وركب في نفر من حاشيته الى أن جئت به الى الموضع فدخله وزار القبر وصلى عنده ركعتين سجد بعدهما سجدة أطال فيها المناجاة بما لم يسمعه أحد ثم ركبنا معه الى خيمته وأقمنا أياما ثم رحل ورحلنا معه يريد همذان فبلغناها وأقمنا فيها معه شهورا فلما كان بعد ذلك استدعاني وقال لي ألست تذكر ما حدثتني به في أمر مشهد النذور ببغداد فقلت بلى فقال إني خاطبتك في معناه بدون ما كان في نفسي اعتمادا لاحسان عشرتك والذي كان في نفسي في الحقيقة أن جميع ما يقال فيه كذب فلما كان بعد ذلك بمديدة طرقني أمر خشيت أن يقع ويتم وأعملت فكري في الاحتيال لزواله ولو بجميع ما في بيوت أموالي وسائر عساكري فلم أجد لذلك فيه مذهبا فذكرت ما أخبرتني به في النذر لمقبرة النذور فقلت لم لا أجرب ذلك فنذرت ان كفاني الله تعالى ذلك الأمر أن أحمل الى صندوق هذا المشهد عشرة آلاف درهم صحاحا فلما كان اليوم جاءتني الأخبار بكفايتي ذلك الأمر فتقدمت الى أبي القاسم عبد العزيز بن يوسف يعني كاتبه أن يكتب الى أبي الريان وكانت خليفته ببغداد يحملها الى المشهد ثم التفت الى عبد العزيز وكان حاضرا فقال له عبد العزيز قد كتبت بذلك ونفذ الكتاب "

فتحصل عندك أن كبار أئمة السلف يرون التبرك بالصالحين أحياء وأمواتا .



يتبع