عرض مشاركة مفردة
  #111  
قديم 01-02-2005, 08:24 PM
الصورة الرمزية لـ الوافـــــي
الوافـــــي الوافـــــي غير متصل
عضو جديد
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2003
الإقامة: saudia
المشاركات: 24,409
إفتراضي

فما هو السر وراء هذا الأمر؟؟ وما هي حقيقته؟؟

نحن لا نستبعد ومن باب حسن الظن بك – رغم أنه لم يعد لذلك متسع أو مجال – أن يكون غياب أخوالك تواضعاً منهم، ونأياً بأنفسهم عن أضواء السلطة، وعن مظنّة الإتهام بالتقرّب والتزلف إليك، أو ربما خجلاً منك ومن أفعالك، ومع ذلك فإن "غيابهم" أو "تغييبهم" هذا هو في غير محله، وإذا لم يكن ضاراً بهم فهو دون أدنى شك ضار بك في أعين شعبنا البدوي البسيط وبخاصة في هذه الآونة التي كثر فيها اللغط حول هذا الموضوع.

ولنتحدث معك بكل صراحة..

أنت يامعمر مطالب بكشف السر عن أخوالك وتقديمهم إلى الليبيين وتعريفهم بهم حتى ولو لم يكونوا من أصحاب "البطولات والأمجاد والملاحم الجهادية" كأعمامك "المغاوير"، وحتى لو كانوا أناساً عاديين بسطاء من أمثالنا، ذلك أن الإستمرار في إخفاء هوية أخوالك هو أشد خطراً عليك.. ذلك لأنك الآن – وأكثر من أي وقت مضى – متّهم في نظر أبناء شعبنا بأنك ابن سِفاح وأن والدك الحقيقي قد لا يكون هو "محمد أبومنيار قذاف الدم" وبالتالي فلست من قبيلة القذاذفة.. وأن والدتك الحقيقية ليست هي المرحومة "عائشة بالنيران".. وأن أمك الحقيقية هي سيدة يهودية.. وأن هذا هو التفسير الحقيقي والوحيد ل"غياب" أو "تغييب" أخوالك.

وإذا كنت لا تعلم حتى الآن فلتعلم أن هناك روايات محددة عديدة يتناقلها الليبيون حول معجزة ولادتك وحقيقة والدك وأخوالك.

تتحدث أول هذه الروايات عن فتاة يهودية كانت تعيش في بلدة سرت وكانت تعمل في بيت أحد المعمرين الطليان الذين كانوا يعيشون في المنطقة ويملكون بها إقطاعيات واسعة.. وقد حملت تلك الفتاة المسكينة سِفاحاً من ذلك المعمّر الإيطالي لتنجب منه طفلاً ذكراً، وقَد طلب ذلك الإيطالي من "محمد ابومنيار قذاف الدم" الذي كان يعمل لديه (قلت يعمل لديه ولم أقل يجاهد) هو الآخر كي يتولى رعاية ذلك الطفل حفاظاً على سمعة وشرف الأم المسكينة.. ولم يتردد أبومنيار في تلبية طلب سيده الإيطالي فتولى تربية ذلك الطفل وأطلق عليه اسم "معمر" ليعرف فيما بعد باسم "معمر ابومنيار القذافي".

أما الرواية الثانية.. فتزعم نفس ما ورد في الرواية الأولى من وقوع الاعتداء على الفتاة اليهودية المسكينة من قبل المعمّر الإيطالي الذي كانت تعمل لديه. وتختلف عنها في أن تكليف السيد أبومنيار برعاية "الطفل السِفاح" جاءت بطلب من قسيس كنيسة ترهونة الذي كان السيد أبومنيار يعمل لديه في الكنيسة كحاجب (وبالإيطالية تندنتي).

أما الرواية الثالثة.. فتزعم أن كلا من السيد أبومنيار والفتاة اليهودية كانا يعملان لدى المعمر الإيطالي في بلدة سرت.. وأن السيد أبومنيار اعتدى على الفتاة اليهودية فأنجبت منه طفلاً هو أنت.. وتتشعب الرواية هذه عند هذه النقطة، ففيما يزعم بعض رواتها أن الفتاة اليهودية تركت طفلها للسيد أبومنيار الذي أخذه لزوجته المدعوة عائشة بالنيران لترعاه وليكون أمره سراً كبيراً بينها وبينه، تزعم رواية أخرى أن السيد أبومنيار تزوج من الفتاة اليهودية التي أسلمت وعرفت فيما بعد باسم "عائشة بالنيران".

إذن فأنت – وفقاً لهذه الروايات – إبن سِفاح من أم يهودية ومن أب قد يكون هو "محمد أبومنيار قذاف الدم"، وقد يكون أحد المعمّرين الإيطاليين الذين كانوا يعيشون في منطقة سرت الليبية. بل وتسترسل هذه الروايات لتزعم أن الإسم الأصلي لهذه الفتاة الأم اليهودية هو "زعفرانة بنت رحمين" أو هو "حالو راشيل السرتاوية" أو هو "ميمونة".

إذا كان الحديث حول حقيقة نسبك وحقيقة وهوية أخوالك قد عمّ وانتشر بين الليبّيين مؤخراً بعد صدور كتاب "أوراق الموساد المفقودة"1 لمؤلفه "جاك تايلور" والذي اتهمك صراحة بأن جذورك من حيث الأم يهودية، وإذا كان هذا الموضوع قد زاد ذيوعاً وانتشاراً بعد تصريحاتك خلال شهر أبريل 1993 التي أبديت فيها استعدادك لإرسال عدد من الحجاج الليبيين لزيارة بيت المقدس2، وتهديداتك بتغيير القبلة بالنسبة لليبيين، وفي ظل لقاءاتك المتكررة بعدد من رجال الإعمال من أصل يهودي وتاجر السلاح اليهودي "يعقوب نمرودي" الذي تجمعك به صلات حميمة بأنه يتوقع بأن تكون ثاني رئيس عربي يزور إسرائيل بعد السادات.. ومع ذلك فإن الحديث عن موضوع نسبك اليهودي المشبوه، قد ذاع بين الليبيين وغيرهم منذ زمن بعيد يكاد يرجع إلى السنوات الأولى من عمر انقلابك المشئوم.

ودعني أقف في هذا الموضوع عند بعض المحطات وأذكرك ببعض التفاصيل والوقائع..

الواقعة الأولى.. تتعلق بما كتبته صحيفة "أوجي" OGGI الإيطالية في شهر أكتوبر عام 1970 حول حقيقة نسبك، وأن أمك هي سيدة يهودية كانت تعيش في منطقة سرت الليبية.

أما الواقعة الثانية.. فهي تتعلق بما كشف عنه الأستاذ المحامي "إبراهيم الغويل" من أنه – أثناء ترأسه لتحرير جريدة البلاغ الليبيية خلال السنوات الأولى للإنقلاب – قام هو والأستاذ "أحمد صدقي الدجاني" خلال سنة 1973 بإجراء مقابلة صحفية معك.. وأنك ذكرت لهم خلال تلك المقابلة بأنه كان لك ابن عم يشبهك تماماً وأنه كان من أم يهودية، وأن ذلك الأمر كان يسبب لك حرجاً ومتاعب كثيرة مع أصدقائك وبين زملائك، ولم ينته ذلك الحرج وتلك المتاعب إلا بوفاة ذلك القريب (ابن العم)! ويروي الأستاذ الغويل المحامي أنه عندما عاد إليك لمراجعة نص المقابلة الصحفية قبل نشرها قمت بقلمك الخاص بشطب الفقرة المتعلقة بابن العم (الفقيد).. وإذا كانت المقابلة قد صدرت بدون تلك الفقرة فإننا لا نشك أن ذاكرة الأستاذ الغويل والدكتور الدجاني ما تزال تحفظ تلك الواقعة، كما أن أرشيف جريدة البلاغ ما يزال يحتفظ بصورة كاملة من تلك المقابلة وآثار قلمك عليها.3

أما الواقعة الثالثة.. فهي تلك التي رواها الرائد "عمر عبدالله المحيشي" وأكدّها من بعد السفير المرحوم "خليفة عبدالمجيد المنتصر".. فلقد ذكر الرائد المحيشي الذي لا نشك أنك ما تزال تذكر أنه كان رفيق كفاحك وكان أحد أعضاء مجلس قيادة الثورة أنه تلقّى أثناء قيامه بمهام أمين مجلس قيادة الثورة (بعد إستقالة الرائد مختار القروي) في عام 1972، تلقى في مقرّه بطرابلس رسالة باللغة الإيطالية قام بإحالتها على المرحوم خليفة المنتصر السفير بوزاة الخارجية الليبية ليتولى ترجمتها إلى العربية، وقد كانت تلك الرسالة وفقاً لما رواه المرحوم المحيشي وأكدّه المرحوم خليفة المنتصر مرسلة إليك من قبل كاردينال مدينة ميلانو – حينذاك – يُذكرُك فيها بالدماء اليهودية والمسيحية التي تجري في عروقك ويناشدك بموجب ذلك أن تلعب دوراً في التقريب بين أبناء الديانات الثلاث اليهودية والمسيحية والإسلام.. ويتكهّن البعض أن ذلك الكاردينال هو نفسه القسيس الذي كان يرعى كنيسة ترهونة، والذي لجأ إليه المعمر الإيطالي الذي سبق أن أشرنا إليه طالباً منه مساعدته في البحث عن شخص يكفل ابنه الحرام من فتاة سرت اليهودية، وهو الذي طلب بدوره من المدعو "محمد ابومنيار قذاف الدم" الذي كان يعمل ساعياً عنده كي يرعى ذلك "الإبن الحرام" الذي هو "أنت"، وهو الشئ الوحيد الذي يمكن أن يفسر كلمات كاردينال ميلانو في رسالته إليك.

أما الواقعة الرابعة.. فهي تتعلق بمقتل "عمار ضو التقّازي" سفيرك في روما خلال شهر يناير من عام 1984، في العاصمة الإيطالية، فالذي تسرب من معلومات – ستظل قيد البحث والتدقيق والتمحيص – هو أن سيدة يهودية اتصلت بسفيرك في روما المدعو عمار ضو ومعها يهودي من أصل ليبي يدعى "مردخاى فضلون" مقيم هو الآخر في روما، وأن هذه السيدة أسرّت لذلك السفير بمعلومات ووثائق مفادها أنها أخت صغرى لوالدتك، وأنها هاجرت مع بقية أهلها إلى إسرائيل في عام 1948، وطلبت من السفير أن ينقل هذه المعلومات والوثائق إليك، مؤملة أن تقدم لها ولأسرتها مساعدة مالية مناسبة، ونظراً لخطورة وجدية المعلومات والوثائق فإن السفير التقازي لم يستطع أن يسكت على الأمر أو أن يحجبه عنك أو أن يبت فيه وحده4، ومن ثم قرّر السفر فوراً إلى طرابلس وطلب مقابلتك لإطلاعك على الموضوع الخطير واستلام تعليماتك بعد أن استطلع نصيحة صديقه الحميم "أبوزيد دوردة"، وقد كان ردّك للتقازي بعد أن استمعت إلى القصة التي جاء يحملها – وفقاً لما رواه لذات الصديق – "ارجع إلى مقر عملك وسوف تأتيك التعليمات مني مباشرة".. وتشاء "الصدف" أن يتم اغتيال التقازي بعد عودته من طرابلس بأيام معدودة، ثم بعد عدة أسابيع اخترقت رصاصات صدر اليهودي المدعو "مردخاى فضلون" المقيم في روما يوم 2 أغسطس 1985، والعجيب أن السلطات الإيطالية لم تستطع إلقاء القبض على الجناة في الحالتين.

أما الواقعة الخامسة.. فهي تتعلق بمصرع المقدم "صالح أبوفروة" أمين مكتبك لشئون التحقيقات في شهر يناير من عام 1983، عندما كان بصحبتك أثناء إحدى زياراتك الرسمية لرومانيا، وإذا كانت أجهزة دعايتك قد روجت أن المرحوم أبوفروة قد لقي مصرعه أثناء رحلة صيد كنت قد قمت بها خلال تلك الزيارة، إلا أن المعلومات قد تسربت بأنه قد لقي مصرعه على يد أحد أعوانك في رومانيا لإن سيدة يهودية قامت بالإتصال بأمين مكتبك للتحقيقيات خلال تلك الزيارة في رومانيا وطلبت منه تدبير لقاء لها معك مدعية بأنها قريبة لك من جانب والدتك،5 وأنها كانت قد هاجرت مع أسرتها إلى إسرائيل عام 1948. فكان أن أصدرت أوامرك لأحد حراسك بأن يقوم بتصفية أبوفروة وقد كان.

أما الواقعة السادسة.. فهي تتعلق بما ثبت حول ترددك سراً بطائراتك الخاصة – وأكثر من مرة – على مزرعة بالقرب من مدينة "فلورنسا" الإيطالية حيث يقطن "عجوزان" إيطاليان منذ سنوات بعيدة، وفيما احتار البعض منا في تفسير هوية هذين العجوزين الإيطاليين وطبيعة الصلة التي تشدك إليهما وتجعلك تتردد لزيارتهما عدة مرات.. فإن بعضاً من أبناء شعبنا لم يتردد في الزعم بأنه قد تكون لك بهما صلة قرابة حقيقية.. وربما كان أحدهما هو ذلك "المعمر" الإيطالي الذي كان يقيم في سرت والذي قد يكون والدك الحقيقي، وأن السيدة العجوز قد تكون هي تلك الفتاة اليهودية السرتاوية (المدعوة زعفرانة، أو ميمونة، أو حالو راشيل السرتاوية).6

أما الواقعة السابعة.. فهي تتعلق باعترافك بنفسك عن جذورك التي أشرت إليها في لحظة من لحظات الوحي الفني في قصتك التي نشرتها لك صحيفة "المستقبل" تحت عنوان "الفرار إلى جهنم" والتي تحدثت فيها عن جدتك حيث قلت: "هكذا قال الحاج مجاهد ولد عمتي عزة بنت جدّاي غنيمة أخت الكونتيسا ماريا"!

نعم.. هذه جملة "وقائع" يمكن التحقق من صحتها من عدمه، فإذا صحت فإن دلالتها واضحة، وإذا ثبت زيفها فتكون حجة على مدعيها ومروجيها.

ولكنك تعلم أن التحقق من مدى صحة هذه الوقائع والإدعاءات لا يكون إلا بأحد أمرين: الأول، أن تأمر أنت بفتح باب التحقيق في هذه الوقائع وهو ما نستبعد حدوثه كل الإستبعاد. والثاني: أن تقدم أخوالك لليبيين كي يتعرفوا عليهم وهو الأمر الذي نحسب أنه على درجة عالية من البساطة والسهولة.

غير أننا نعلم أن هذا لن يحدث.. فأخوالك لا وجود لهم فوق أرض ليبيا كما يبدو.

.. يتبع ..
__________________


للتواصل .. ( alwafi_248@hotmail.com )

{ موضوعات أدرجها الوافـــــي }