عرض مشاركة مفردة
  #27  
قديم 08-10-2003, 01:23 AM
مسلم فاهم مسلم فاهم غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Aug 2003
المشاركات: 518
إفتراضي

ومواصلة البيان اعتقاد أهل السنة والجماعه والرد على من مال عن هذا الطريق نبين بعض الشبه التى ينفثونها بين بعضهم البعض :

فمنها التمويه بان أهل السنة قد تأولو النسيان الذي في كتاب الله على غير ظاهره ولقد بينا في القاعدة السابقة ان من الصفات ماهي صفة نقص محض وقد ورد نفيها في كتاب الله عن ربنا عز وجل ومن هذه الصفات صفة النسيان قال تعالى : { وما كان ربك نسيا } { مريم :64 } . وقال : { قل علمها عند ربي في كتاب لا يضل ربي ولا ينسى } { طه : 52 } .

ثم قال سبحانه عن الكافرين (( فاليوم ننساهم كما نسوا لقاء يومنا هذا ))

والنسيان يأتي بمعاني منها معنى الترك وليس الذهول .

قال ابن جرير رحمه الله : (( اليوم ننساهم كما نسوا لقاء يومهم هذا} أي ففي هذا اليوم وذلك يوم القيامة ننساهم، يقول: نتركهم في العذاب المبين جياعا عطاشا بغير طعام ولا شراب، كما تركوا العمل للقاء يومهم هذا ورفضوا الاستعداد له بإتعاب أبدانهم في طاعة الله )) .

وقال رحمه الله مبينا ان للنسيان معنيان وانهما يكوننا للبشر ولايكون للخالق الا واحد منها :
فأما الذي يكون من العبد على وجه التضييع منه والتفريط، فهو ترك منه لما أمر بفعله، فذلك الذي يرغب العبد إلى الله عز وجل في تركه مؤاخذته به، وهو النسيان الذي عاقب الله عز وجل به آدم صلوات الله عليه، فأخرجه من الجنة، فقال في ذلك: {ولقد عهدنا إلى آدم من قبل فنسي ولم نجد له عزما )

فنسيان آدم كان عن تفريط اذ لو كان عن عجز وذهول لم يؤاخذ عليه لان الله تعالى لايؤاخذ الا بما تكسب الايادي والقلوب .

ولذلك نزه الله نفسه عن هذه الصفة ثم ذكرهافي موضع آخر من الكتاب أو السنة مضافة إلى الله عز وجل فيعلم بذلك أن المراد بهذه النسبة إحدى معاني الصفة التي لا تدل على النقص إذا أضيفت إلى الرب تعالى . والنسيان يأتي بمعنى الترك ( كما قررنا ذلك من كلام ابن جرير رحمه الله ودلل عليه بالكتاب ) ، فيكون معنى الآية أن الله عز وجل يتركهم في العذاب ، وهذا من تمام عدله وكماله عز وجل .



فهذا حمل للصفة على احد معانيها وليس اخراج لها عن ظاهرا الى معنى آخر بل النسيان هنا على الحقيقة ( اي على ظاهره بمعنى الترك ) .

والله الموفق .
__________________
اللهم ألحقنا بحبيبنا نبى الرحمه صلى الله عليه وسلم وارزقنا قفوا آثاره واتباع سنته ,,,,

هذا وأصل بلية الاسلام ** تأويل ذي التحريف والبطلان

وهو الذي فرق السبعين ** بل زادت ثلاثا قول ذي البرهان