عرض مشاركة مفردة
  #1  
قديم 13-07-2003, 09:19 PM
د . عبد الله قادري الأهدل د . عبد الله قادري الأهدل غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Feb 2001
المشاركات: 609
إفتراضي نداء.. إلى شبابنا المسلم.. وحكومات شعوبنا الإسلامية..

بسم الله الرحمن الرحيم

نداء إلى شبابنا المسلم.. وحكومات شعوبنا الإسلامية..

للجهاد هدفان رئيسان:

الهدف الأول:
نشر الدعوة الإسلامية لإخراج الناس من الظلمات إلى النور... وإزالة العقبات التي تعترض الدعوة، ويطلق العلماء على الجهاد لتحقيق هذا الهدف جهاد الطلب، وهو فرض كفاية.

الهدف الثاني:
الدفاع عن المسلمين وبلدانهم، عندما يعتدي عليهم عدوهم، ويطلق على هذا النوع من الجهاد جهاد الدفع، وهو فرض عين على أهل البلد الذي يحصل الاعتداء عليه، فإذا لم يكف أهل البلد وجب على من يليهم..

الهدف الأول: يصعب اليوم تحقيقه بالقتال اليوم..

لأن حال المسلمين في تفرقهم وعدم ثقة بعض دولهم في بعض..
وقلة الانسجام بين كثير من الدول وشعوبها..
وعدم الإعداد المادي الكافي لمحاربة الأعداء..
وعدم الاستغناء عن الأعداء في كثير من مرافق الحياة...

ومنها على سبيل المثال السلاح بكل أنواعه وقطع غياره، كل ذلك لا يتيح للمسلمين هذا النوع من الجهاد.

ومع ذلك فإن وسائل نشر الدعوة اليوم متوفرة توفراً لم يسبق له نظير في تاريخ البشرية، من جريدة ومجلة ونشرة مكتوبة وكتاب، وأشرطة كاسيت وأشرطة فيديو، وإذاعة وتلفاز محلي وفضائي، وبريد عادي، وهاتف واتصال مباشر بكل بلدان العالم، وبكل فئاته ومؤسساته، وبريد إلكتروني، ومواقع إنترنت.. وبكل لغات الأمم...

ولو تم التعاون بين المسلمين، كل فيما يجيده ويقدر عليه، لنشر الدعوة بهذه الوسائل وغيرها، لما بقيت بقعة في الأرض خالية من بلوغ هذا الدين... والمقصر في اتخاذ هذه الوسائل مع قدرته وحاجة الناس إلى نشاطه آثم، مالم تقم بذلك طائفة كافية تسقط الإثم عن غيرها.

والأصل في الجهاد إذا توافرت شروطه، ومنها العدد الكافي والعدة، أن يكون للمجاهدين قيادة شرعية منبثقة من أهل الحل والعقد، جامعة للفقه في الدين ومعرفة الواقع الذي يتيح لها قرار الإقدام أو الإحجام، مراعاة لجلب المصالح للأمة ودفع المفاسد عنها.

هذا ما كان يحصل في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم، فهو الذي كان يقود الجيش الإسلامي في الغزوات، وهو الذي كان يرسل السرايا ويؤمر عليها الأمراء، وهو الذي كان يرسل العيون لجمع المعلومات عن الأعداء...

وهو الذي كان يمنع أًصحابه من القتال عندما تكون المصلحة في ذلك، حتى ولو كان للدفاع عن أنفسهم، كما كان الحال في مكة، فقد كان بعض الصحابة يتحرقون شوقاً إلى مجاهدة المشركين الذين اشتدَّ أذاهم عليهم، فلم يأذن الله تعالى لهم بالقتال، وهو العليم الحكيم.

قال تعالى: (( أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ قِيلَ لَهُمْ كُفُّوا أَيْدِيَكُمْ وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ فَلَمَّا كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقِتَالُ إِذَا فَرِيقٌ مِنْهُمْ يَخْشَوْنَ النَّاسَ كَخَشْيَةِ اللَّهِ أَوْ أَشَدَّ خَشْيَةً وَقَالُوا رَبَّنَا لِمَ كَتَبْتَ عَلَيْنَا الْقِتَالَ لَوْلا أَخَّرْتَنَا إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ قُلْ مَتَاعُ الدُّنْيَا قَلِيلٌ وَالآخِرَةُ خَيْرٌ لِمَنِ اتَّقَى وَلا تُظْلَمُونَ فَتِيلاً )) [النساء (77)].

قال ابن كثير رحمه الله في تفسير الآية:
"كان المؤمنون في ابتداء الإسلام وهم بمكة مأمورين بالصلاة والزكاة.. وكانوا مأمورين بالصفح والعفو عن المشركين والصبر إلى حين، وكانوا يتحرقون ويودون لو أمروا بالقتال ليشتفوا من أعدائهم.

ولم يكن الحال إذ ذاك مناسباً لأسباب كثيرة، منها قلة عددهم بالنسبة إلى كثرة عدد عدوهم ومنها كونهم كانوا في بلدهم وهو بلد حرام وأشرف بقاع الأرض، فلم يكن الأمر بالقتال فيه ابتداء كما يقال، فلهذا لم يؤمر بالجهاد إلا بالمدينة لما صارت لهم دار ومنعة وأنصار.

عن ابن عباس رضي الله عنهما:
أن عبد الرحمن بن عوف وأصحاباً له أتوا النبي صلى الله عليه وسلم بمكة، فقالوا: يا نبي الله كنا في عزة ونحن مشركون، فلما آمنا صرنا أذلة قال: ( إني أمرت بالعفو، فلا تقاتلوا القوم )..

فلما حوله الله إلى المدينة أمره بالقتال فكفوا، فأنزل الله (( أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ قِيلَ لَهُمْ كُفُّوا أَيْدِيَكُمْ )) الآية.

ورواه النسائي كبرى 11112 والحاكم 2307 وابن مردويه من حديث علي بن الحسن بن شقيق به" [تفسير القرآن العظيم (2/349) تحقيق سامي بن محمد السلامة، دار طيبة].

وفي هذا درس للمسلمين الذين يستوطنون البلدان الغربية، فإن وضعهم يشبه وضع المسلمين عندما كانوا في مكة؛ لأن أهل الحل والعقد والمالكين للقوة المادية الشاملة هم غير المسلمين..

فقيام بعض المسلمين [وهم قلة مستضعفة] بالهجوم على أهل البلد، قتالاً أو اغتيالاً أو تخريباً لمؤسسات، تترتب عليه مفاسد يصعب حصرها، وما قد يظن فيه من مصلحة لا يسوغ الإقدام عليه، لأن مصلحته ضئيلة جدا بجانب المفاسد المترتبة عليه.

فقد سوغ ما حصل في 11 سبتمبر في نيويورك وواشنطن، لليهود والصليبيين التعجيل بعدوانهم على المسلمين الموجودين في الغرب [إن ثبت أن بعض المسلمين قاموا به] وفي العالم الإسلامي كله، وبخاصة البلدان العربية، وبالأخص فلسطين وأفغانستان والعراق، وتخطيطهم الماكر للسيطرة على بقية دول المنطقة والعدوان على ثوابتها وإذلال أهلها، أمر غير خاف على من يتتبع تصريحاتهم، وما يخفون أشد.

[وإنما قلت: "التعجيل بعدوانهم" لأن العدوان كان مقرراً قبل حدث سبتمبر بفترة طويلة، حيث تم لهم انهيار "العدو الأحمر" وهو الاتحاد السوفييتي بشيوعيته، فالتفتوا إلى عدو أقدم من الاتحاد السوفييتي، وهو "الإسلام" فسموه "العدو الأخضر"..

http://www.alhayatalmasria.com/30122001/68099news.htm

http://www.plofm.com/new_page_674.htm

http://www.islamonline.net/arabic/po...rticle27.shtml

http://www.islamonline.net/Arabic/da...rticle04.shtml ]

ومما لا شك فيه أن لليهود أصابعهم الخفية في هذه الأحداث الخطيرة [أحداث سبتمبر وما تلاها]..

http://www.saaid.net/Doat/ahdal/40.htm

وزاد إغراء العدوِّ على عدوانه، الهجمات التي حصلت على مؤسساته ومصالحه في بعض البلدان الإسلامية وغيرها، فلم يبق بلد من بلدان المسلمين وغيرهم، خالياً من القوات الأمريكية ومخابراتها التي تتدخل في شئون دول تلك البلدان، وتكره حكوماتها على تنفيذ ما تريد.

ومن المفاسد التي ترتبت على ذلك ما يأتي:

المفسدة الأولى:
احتلال بعض البلدان الإسلامية، وما ترتب عليه من إزهاق للأرواح، والاعتداء على الأعراض والنهب للأموال والاستيلاء على الخيرات والهدم للمؤسسات والقضاء على ما بقي من القوة العسكرية.

المفسدة الثانية:
أسر شباب الأمة ورجالها، الذين تحتاج الأمة إلى استغلال طاقاتهم في مشروعات تعود عليها بالخير في ضرورات حياتها، وجميع مصالحها، والزج بهم في معسكراتهم الظالمة في غوانتنامو وغيرها، والمبالغة في إذلالهم و تعذيبهم...

ولو حصل الاهتمام بهذا الشباب وأعد إعداداً مناسباً في المجالات النافعة، من التفقه في الدين والدعوة إلى الله، والعمل في مؤسسات التعلم والتعليم والإعلام، والإغاثة الشاملة للمسلمين في كل أنحاء الأرض... ومنها القيام بالدعوة إلى الله باللغات الممكنة، وبالوسائل المتاحة التي هيأها الله تعالى، في هذا العصر، كما هو معلوم.

ومن ذلك إدماج كثير منهم في جيوش شعوبهم ودربوا تدريباً عالياً على أنواع السلاح، ليكونوا عوناً لها على الدفاع عن أرض المسلمين ومقدساتهم...

أقول: لو حصل ذلك لكان لهذا الشباب شأنه العظيم في عزة هذه الأمة ونجدتها وبناء نهضتها...

المفسدة الثالثة:
محاربة الاقتصاد الإسلامي، المتمثل في إغلاق البنوك والمصارف الإسلامية، وتجميد أموا الناس فيها.. بحجة أنها تمول الإرهاب.

المفسدة الرابعة:
التضييق على المؤسسات الخيرية وتجميد أموالها، بل حظر نشاطها، وحرمان الفقراء والمساكين، والمرضى والأئمة والمؤذنين، والمدارس والدعاة الذين يبينون للناس حقائق الإسلام.

المفسدة الخامسة:
التدخل السافر في مناهج التعليم في البلدان الإسلامية، إذ يراد لها أن تخلو من كل ما يُفَقِّه الأجيالَ المسلمة، بوسائل قوتها وعزتها، وأسباب ضعفها وذلتها، ويربطها بكتاب ربها وسنة نبيها، ويظهر لها سيرة أئمة الهدى من سلفها من الصحابة ومن تبعهم بإحسان، ويجعلها على علم بأوليائها من عباد الله المؤمنين، وأعدائها من اليهود والصليبيين.

ويبقيها ذات غيرة على ضرورات حياتها، فتبذل كل ما تملك من غال ونفيس لحفظ نفسها و دينها وعرضها ومالها وعقلها، ويبقيها متمسكة بأخوتها وأواصر وحدتها، واضعة أمام أعينها خريطة أرضها التي يجب عليها حمايتها، من جاكرتا شرقاً إلى نواكشوط غرباً، ومن عدن جنوباً إلى البلدان الإسلامية في آسيا الوسطى شمالاً.

ويغرس في نفوسها الشهامة والنجدة التي تدفعها إلى حفظ الأرض المباركة، وثالث مساجدها "الأقصى" الذي دنس اليهود واليهوديات ردهاته وسطوحه وجميع جوانبه، بأقدامهم القذرة، وأهانوا أئمته وعلماءه، حرموا خيرة شباب الأمة المسلمة من ارتياده وهم يشاهدون مآذنه ويسمعون نداء مؤذنه...

[COLOR= crimson]المفسدة السادسة: [/color]
عزم الأمريكان على إنشاء قواعد عسكرية في البلدان الإسلامية ذات التاريخ العريق، في "كابل" و"بغداد" و"دمشق".. وفي بلدان آسيا الوسطى، بل في بعض بلدان الجزيرة العربية...

إضافة إلى القواعد التي أقاموها ولا زالوا يقيمونها في بعض البلدان الإفريقية، ليتمكنوا من السيطرة الكاملة على بلدان المسلمين، من حدود الصين شرقاً، إلى موريتانيا غرباً، مع العلم أن كثيراً من قادة الجيوش الأمريكية وجنودها هم من اليهود...

المفسدة السابعة:
تمزيق البلدان الإسلامية وتجزئتها، وجعل الدولة الواحدة دويلات، والدويلة الصغيرة أحياء، وإيقاد نار العداوة والبغضاء بين أبناء البلد الواحد، ليمزقهم التنازع ويجعل بعضهم يصوب رصاصه إلى صدور بعض، ليخلو لهم الجو فيتصرفون في شؤون الأمة بعد إضعافها كما يريدون..

المفسدة الثامنة:
القضاء على الحركات الجهادية، وبخاصة في الأرض المباركة، بحشد الدول الغربية، وبخاصة أمريكا والدول الأوربية وغيرها، و من العملاء في فلسطين وغيرها من ".....!"..

ويترتب على القضاء على الحركة الجهادية استتباب الأمن لليهود وتفرغهم لإحداث القلاقل والاضطرابات في البلدان الإسلامية، وبخاصة العربية منها.

المفسدة التاسعة:
تقوية اليهود وتثبيت دولتهم وتوسيعها، بحيث تصل حدودها إلى النيل والفرات، وهذه المفسدة مترتبة على المفسدتين السابقتين، لأن إضعاف المسلمين والقضاء على الحركة الجهادية التي لا يوجد لها بديل يشغل اليهود، من أعظم الوسائل لتقوية اليهود، وهذه المفسدة لا تتم إلا بتغير شامل لخارطة المنطقة، ومن أولاها طرد من بقي من الفلسطينيين من الأرض المباركة إلى خارج أرضهم.

وقادة اليهود يصرحون اليوم في كتبهم وأبحاثهم بالخطوة الأولى لهذا الطرد، وهي طرد الفلسطينيين إلى الأردن، كما صرح بذلك رئيس وزرائهم الأسبق نتنياهو في كتابه: "بلدة تحت الشمس"...
__________________
الأهدل