من دون ذا قتل الوليد
حدثتني خالة لينة -الطفلة التي تبلغ من العمر ثلاث سنوات، وتتكلم العربية الفصحى في داخل البيت الذي بـُشـّر مؤخرا بمولود جديد اسمه فراس-، تقول الخالة أن لينة تتسلل خفية كل صباح نحو أخيها الصغير فراس، لتبدي له حقيقة مشاعرها، فتقبل عليه ملء وجهها، صاكة أسنانها، بابتسامة ثعلبية، تقبض بعدها وجنتيه بين السبابة والإبهام، وتقول :
أنا أحبكَ يا فِلاااااااااااااااس (فراس)، أحبكَ كثيييييييييييييلا (كثيرا)، لكن لماذا ليثَ (ليس) عندكَ أثـنان (أسنان)، ولماذا لا تقضي الحاجة في الحمام، ولماذا تبكي كثيييييييييييييلا (كثيرا) طوال الليييييييييل، وتعذ ّب أمي؟ قل لي لماذا يا فلاااااااااس؟
كل هذا وهي تلوك وجنتيه يمنة ويسرة، والمسكين فلاس لا يدري لماذا حلّ عليه غضبها.
وينتهي هذا الفصل عادة ببكاء فلاس، وبكاء لينة بعد أن تقبض عليها أمها بجُرمِها المشهود، الذي تعودت عليه كل صباح.
|