مجلة الخيمة حوار الخيمة دليل المواقع نخبة المواقع Muslim Tents
التسكين المجاني التسكين المدفوع سجلات الزوار بطاقات الخيمة للإعلان في الخيمة
الأسئلة الشائعة قائمة الأعضاء التقويم البحث مواضيع اليوم جعل جميع المنتديات مقروءة

العودة   أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية > القسم الإسلامي > الخيمة الإسلامية
اسم المستخدم
كلمة المرور

 
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
  #1  
قديم 26-04-2006, 07:29 AM
أبو إيهاب أبو إيهاب غير متصل
مشرف
 
تاريخ التّسجيل: Mar 2004
المشاركات: 1,234
إفتراضي تداعيات موضوع الدانمارك !!!

يقول الشيخ عيسى النويهي -إمام وخطيب المركز الثقافي الإسلامي بأوديسا بأوكرانيا-:

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد..
السيد علي المحترم، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
قرأت استشارتكم حول مقاطعة المسلمين لدولة الدنمارك الأوروبية، وأحببت أن أوضح لكم وجهة نظري الشخصية في الموضوع، والتي على ما أعتقد يشاطرني فيها كم كبير جدا من المسلمين الغيورين الذين هبوا لنصرة نبيهم الكريم صلى الله عليه وسلم، راجيا منكم أن يكون صدركم واسعا لتقبل رأيي، وأن تكون قلوبكم وعقولكم متيقظة ومعتدلة وعادلة في حكمها على الآراء، وتجيبوا لأنفسكم عن استفساراتي الكثيرة التي أطرحها في هذه السطور، ولكم مني جزيل الشكر .

أولا وقبل كل شيء أود أن أذكر بعض المسلّمات البدهية التي يجب أن تكون معلومة لكل مسلم:
1- القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة هما المرجع الأول والأخير بل والوحيد لكل مسلم في تلقيه لأمور دينه وتصوراته عن الكون والحياة، والسنة الكونية التي ذكرتموها في سؤالكم موجودة فيهما بشكل واضح.


2- الميزان الذي يستخدمه المسلم في قياس أي أمر دنيوي سواء كان سياسيا أو اجتماعيا أو اقتصاديا أو ثقافيا أو فكريا.. إنما هو ميزان الشرع الحنيف، وليس عادات الناس وتقاليدهم وأعرافهم أو قوانينهم وقيمهم الوضعية.


3- حسن الظن بالمسلمين واجب، والحذر من غير المسلمين كذلك واجب، ولا يتلقى المسلم معلوماته عن دينه وأبناء ملته من مصادر غير موثوقة كالمصادر الأوروبية والأمريكية، وإذا أراد المسلم أن يحكم على تلك المصادر بأنها تستحق الثقة أكثر من مصادر المسلمين فلا ينسب الغلط إلى الدين نفسه، وليعتبر أنه أعلن الولاء لهم على حساب إخوانه المسلمين.


4- على المسلم أن يتبين المعلومة بروية ودقة، ويتأكد أولا من صحتها قبل أن يحكم بحكم قد يكون جائرا، خصوصا على الجهة الأقرب وهي المسلمون.


5- تطبيق القواعد الشرعية على الوقائع يحتاج إلى علماء أفذاذ تنطبق عليهم كافة شروط الاجتهاد التي وضعها علماء أصول الفقه، وأصعب ما في المسألة إنزال مثل هذه القواعد على غير المسلمين، وقد لا تكون هذه القاعدة فعالة إلا يوم القيامة فقط.


6- موضوع "لا إكراه في الدين" معلم واضح من معالم ديننا، نعتز به، ونعلم علما يقينيا أنه لا يوجد مسلم على وجه الأرض يمارسه على غير المسلمين إطلاقا، وأن أتباع الديانات الأخرى هم الذين يمارسون مثل هذا الإكراه على الآخرين، والذي يقرأ ويطالع بكثرة في هذا المضمار يجد العجب العجاب .


7- يجب على كل مسلم وجوبا حتميا لازما أن يقدس ويعظم شعائر دينه؛ بدءا من الخالق عز وجل، ثم القرآن الكريم والسنة النبوية، ثم شخص النبي صلى الله عليه وسلم ورسالته وهديه وأخلاقه، ثم العبادات كافة والمساجد وسائر الشعائر... إلخ {ذَلِكَ وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللهِ فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى الْقُلُوبِ} (الحج: 32).

8- وعلى كل مسلم واجب احترام مقدسات الآخرين وشعائرهم التعبدية وأماكن عبادتهم وطقوسهم ما لم يؤثر أي من ذلك على عقيدة المسلم وولائه وحريته الدينية وسيادة دولته ودينه.


9- الأصل في قناعات المسلم وعواطفه أن تكون لصالح دينه وأمته ومقدساته، وليس لصالح أعداء الإسلام والمسلمين، ولا يعذر المسلم أمام الله إذا دافع عن غير المسلمين ضد المسلمين لمجرد أنه اشمأز من تصرفات بعض المسلمين، أو لم يقتنع بأساليب المسلمين ووسائلهم في محاولتهم لإثبات حقهم.

10- ما يسمى بـ"الأمور المنطقية" شيء نسبي لا يستطيع شخص أو جهة ما أن يجزم به؛ فيقول: هذا منطقي وهذا غير منطقي؛ لسبب بسيط هو أن محل المنطق العقل، وعقول الناس لا تستوي مطلقا، والأمور المنطقية الوحيدة المسلم بها هي ما نزل من رب العزة جل وعلا، والمسلمون يجتهدون في ذلك وربما يصيبون وربما يخطئون شأنهم كغيرهم من البشر أصحاب العقول .


إذن..
فقيام المسلمين بصور التظاهر والإنكار للإساءات لا يعتبر بأي حال من الأحوال مطالبة قسرية منا للآخرين أن يحترموا مقدساتنا؛ فإن هذا حق للجميع، كفلته جميع الأديان والمعتقدات والقوانين والأعراف الدولية، تماما كدفاع الشعوب المقهورة للمحتل والغاصب والغازي، واغتصاب القيم أشد نكاية، وإلا فكيف نفسر قيام محاكم التفتيش في إسبانيا إبان انتهاء العهد الإسلامي فيها ولمئات السنين يجبرون فيها المسلمين على اعتناق النصرانية، وإلا يسامون أشد العذاب ثم يعدمون؟ وماذا نفسر ثورة مارتن لوثر على الكنيسة البروتستانتية؟ وماذا نفسر القمع البريطاني المذهبي للجيش الجمهوري الأيرلندي والأيرلنديين عامة؟ وماذا نفسر الحرب الإمبريالية الأمريكية الأوروبية على نظام الاتحاد السوفيتي الاشتراكي؟ وماذا نفسر تدمير الولايات المتحدة الأمريكية لمقدرات الشعوب والأنظمة في فيتنام واليابان وكوبا وبنما وأفغانستان والعراق، ومن قبلها فعلت ذلك أوروبا بالعالم أجمع؛ حتى قالوا: "إمبراطورية بريطانيا لا تغيب عنها الشمس"!، وفرنسا وإيطاليا وإسبانيا والبرتغال، وما قام به النازيون والفاشيون والشيوعيون، والعدو الإسرائيلي الذي التهم الأرض العربية الإسلامية الفلسطينية برمتها وقتل أهلها وشردهم، ولا يزال يمارس عليهم شتى أصناف القهر والقتل والتجويع والتنكيل بدعم صارخ من أمريكا وأوروبا؟! وماذا نفسر الفرض الأمريكي والأوربي للمناهج الدراسية والأنظمة الديمقراطية طبقا للمقياس الأمريكي والأوربي على دول العالم الثالث ودول الشرق الاشتراكية؟ وماذا نفسر حملة التطهير الديني الذي سموه تطهيرا عرقيا في البوسنة وكوسوفو وتايلاند والشيشان وجنوب السودان وغيرها، والتي راح ضحيتها مئات الآلاف من المسلمين الأبرياء؟ .
وماذا نفسر إطلاقهم لمصطلح الإرهاب على المسلمين دون غيرهم ودين الإسلام دون غيره، وهم هم الذين يتفننون بأساليب وفنون الإرهاب الدولي ليل نهار في فلسطين وأفغانستان والعراق وحول ملف إيران النووي، ويمنعون أنواع القوة عن المسلمين، بينما يبيحونها لأنفسهم ولربيبتهم (إسرائيل)؟.


من قال: إن المسلمين لم يقاطعوا أمريكا؟! ألا يتابع المسلم المثقف الأخبار في أرجاء العالم الإسلامي منذ ما لا يقل عن عشر سنوات وربما أكثر حتى يدرك تماما أن العديد من المسلمين يقاطعونها ولا يزالون؟


ثم ما الفرق بين الإساءة الصادرة عن شخص مشافهة والإساءة الموثقة برسوم أو كتابات أو ما شاكلها؟ أيهما أعظم؟ وما الفرق بين العدو المعلن القديم لأسباب معلومة، والعدو الذي يجعل من نفسه كذلك لأول مرة وبشكل مفاجئ وبسابقة لا مثيل لها؟ أليس البادئ أظلم، أم أن هذه القاعدة والسنة الكونية باتت مطوية؟.


أية معايير مزدوجة يملكها الضعيف المقهور المكبل؟ ماذا في أيدي المسلمين من إمكانات ليدافعوا بها عن أنفسهم؟ ألم يمنعوا عنا السلاح والقمح وحرية الكلمة حتى الهواء النقي استكثروه علينا؟! هل المقاطعة الاقتصادية جرم عظيم وكبير، مات به أناس كثيرون جوعا، وأعلنت فيه شركات إفلاسها؛ فعمَّت الفوضى والبطالة أرجاء المعمورة، وهل كل ذلك ظلم لا يستحقونه لأنهم لم يشاركوا فيه؟.


ألم يسمع كل البشر في العالم تصريحات رئيس وزراء الدنمارك وهو يثني على حرية التعبير في بلده، ويرفض مجرد الاعتذار أو تخفيف حدة توتر المسلمين عنده على الأقل؟ من يدعي أنه اعتذر أو أنه غير مطالب بالاعتذار؟ وأين الذين يتابعون استطلاعات الرأي في الدنمارك والتي نشرت على رؤوس الأشهاد تتبنى فيها الأغلبية رأي الحكومة في رفض الاعتذار وردع الصحيفة؟ أليست تلك دولتهم وحضارتهم وشركاتهم وأموالهم ومواقفهم؟ فما حاجتنا بعد ذلك بكل ذلك منهم؟.


إذا كانت الدنمارك مظلومة فهل فرنسا كذلك وإيطاليا والنمسا، والوزير الإيطالي الذي لبس سترة عليها أحد الرسوم؟ وهل لو أننا استطعنا مقاطعتهم جميعهم بالفعل نكون غير منصفين ونكيل بمكيالين؟.


أمريكا ظالمة بالدرجة الثانية بعد أوروبا؛ لأن عمر أوروبا أكبر وظلمها أسبق؛ بل إن أمريكا نفسها عبارة عن مستعمرة بريطانية، وأمريكا اللاتينية مستعمرة إسبانية برتغالية، وهذه حقائق يعلمها كل من على وجه الأرض، ولا ينتطح فيها عنزان؛ فلماذا يلام المسلمون فقط؟ وعلى ماذا؟ على ما لا يملكون وما لا يقدرون؟!.


ومن قال: إن إساءة الدنمارك لنبينا وديننا كانت الأول من نوعها في العالم؟ فالشواهد على ذلك لا تعد ولا تحصى، ولو حصرنا منها ألفا فقط للزم كل قارئ لها أمر البراءة الفورية من مناصرة أعداء الإسلام ونبذ الدفاع عنهم وحتى الشعور معهم .


أي جهة في العالم أصدرت استطلاعا أو دراسة عادلة اعتبرت فيها أن 90% من الدعاة والواعظين يسخرون من عقائد غير المسلمين؟ وإذا سلمنا بهذا الأمر فما المقصود بـ"السخرية" هنا؟ أيعتبر القرآن الكريم متطرفا لأنه وضح عقائد الآخرين لأتباعه وحذرهم من الأخذ بها؟ فماذا نقول إذن للتوراة والإنجيل المحرفين اللذين يدعوان لتسفيه الأنبياء، واتهامهم بالموبقات والكبائر كالقتل والزنا وشرب الخمر وزنا المحارم واستحلال أموال الناس وغصبها.. أم أننا لم نقرأ شيئا من ذلك؟.


أو ربما يقول البعض: إن الدعاة والواعظين لا يلتزمون بأحكام قرآنهم، ولا يتبعون تعاليمه، فيجتهدون من عند أنفسهم، ويستبيحون مقدسات الآخرين؟.
وما هي مقدسات الآخرين؟
الأنبياء؟ هم لنا وليسوا لهم.. نقدسهم أكثر منهم وأعظم .
الكتب السماوية؟ حرفوها فلم تعد لله في شيء.. ولا يجرؤ مسلم على امتهانها ووطئها بقدمه إطلاقا، وأتحدى بذلك العالم بأسره .


معتقداتهم؟ ما مصدرها؟ السماء أم الأرض؟ هم يعلمون حقيقة ذلك أكثر مني ومنك.
دور العبادة؟ هم يفجرونها في العراق باستخدام أسرى المسلمين كرها؛ فمن لم يذهب لجلب المعلومات لهم ينسفون به الحزام، وليس هدفهم المعلومات بل تفجيره حقا، أم أن هذا الكلام جديد على البعض منا؟!.
ووصايا نبينا بدور العبادة والرهبان والنساك في الحرب لا تخفى على أحد.. فكيف في السلم؟ حتى الوثنيون لم يرحموا المسلمين في تايلاند وإندونيسيا، ونكلوا بهم وقتلوا الآلاف منهم.


بالطبع نحن لا ننكر أن عند الآخرين مقدسات تخصهم وتهمهم، ولكن:
كلام الدعاة والواعظين المسلمين عن بيان العقائد المختلفة وتحذير المسلمين من اتباعها يكون امتثالا لتوجيهات القرآن الكريم والهدي النبوي الشريف دون شتم أو سباب، وهذا بعكس دعاتهم ووعاظهم ورهبانهم وأحبارهم وسياسييهم ضد الإسلام وعقيدة المسلمين وشعائرهم ومقدساتهم؛ فهم يسيئون لديننا أيما إساءة، وينالون من مقدساتنا أبشع نيل، وليس أدل على ذلك مما يفعله الأمريكان والإسرائيليون من قصف للمساجد وقتل للنساء والأطفال في دور العبادة والمدارس والجامعات، وما فعله الأمريكان مؤخرا بالمصاحف والأسرى المسلمين في السجون العراقية والكوبية.


ألا يستحق نبينا الكريم نبي الرحمة والعفو والصفح أن ندافع عنه ولو بمنع أموالنا القليلة عن المسيء له؟
ألا يعتبر ديننا جديرا بأن نطالب الآخرين باحترامه واحترام معالمه ومقدساته حتى لو اختلفنا في الوسائل؟
أيحق لنا كمسلمين أن تقودنا العلمانية والعولمة في نسج معالم حياتنا وحضارتنا وعندنا هذا الخير كله؟
ألسنا بشرا كسائر البشر لنا أحاسيس ومشاعر؟ أم أننا حشرات وعناكب تبني بيوتا واهية، وإذا ما نبست ببنت شفة ديست بالنعال، وما من معضلة؟!.


هل سقوط ثلاث طائرات مدنية على أرضهم مبرر كاف وحجة دامغة لإعادة الحروب الصليبية؟ ومن قال إنها انتهت أو توقفت حتى تعود مجددا؟!.
مَن مِن المسلمين يدعي أن الإسلام يظلم الغرب وينكل به، وليس العكس؟.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

آخر تعديل بواسطة أبو إيهاب ، 26-04-2006 الساعة 07:39 AM.
 


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع
بحث في هذا الموضوع:

بحث متقدم
طريقة العرض

قوانين المشاركة
لا بإمكانك إضافة موضوع جديد
لا بإمكانك إضافة مشاركات جديدة
لا بإمكانك إضافة مرفقات
لا بإمكانك تعديل مشاركاتك

كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

حوار الخيمة العربية 2005 م