( 35 )
عندما تكون ضيفاً على أحد فإنك ستكون في حكم مضيفك ..
وستلتزم بمباديء وعادات هذا الضيف الذي أنت في بيته
فلا تأتي وتفرض عليه أموراً هي لا تتفق مع دينه أو توجهه أو عاداته وتقاليده
فمثلاً ( وحاشاك ) لن تجرأ عند زيارتك أن تأتي بقارورة خمر وتطلب منه أن تشربها في بيته !!
وأنت تعلم أنه لا يرضى بذلك لأنه لا يتفق مع دينه ثم أخلاقه وما تربى عليه ..
وأيضاً لن تجرأ على طلب أن ترى محارمة أو تطلع على خصوصياته ..
كل ذلك من المباديء الأساسية في الزيارة وكل العالم أجمع متفقون على ذلك ، ويعلمون ذلك بالفطرة
لكن عندما يأتي أحدهم ويفرض عليك أمراً خارج ما تؤمن بيته
ويريد أن يطبقه في بيتك ضارباً بعرض الحائط دينك وكرامتك ومبادئك التي تربيت عليها ..
عندها ستقول له لا وألف لا واخرج من بيتي لا مرحباً بك وبمن أتيت به ..
نعم زارنا قبل ثلاثة أيام وزير العدل الأسباني .. وكان من ضمن وفده خمس صحفيات
لم نعترض على ذلك وجاملناه وقلنا من باب الحكمة أن نكرم الضيف في حدود
لكن يبدو أن هذا الضيف لا يعرف أصول الضيافة ولا يفهم في أمور العدل شيئاً !!
طلب منا من غير سابق إخبار أنه سيلقى محاضرة في منبع التوحيد وفي مدرسة
العلم والعلماء وفي جامعة تخرج الدعاة على منهج القرآن وسنة نبينا صلى الله عليه وسلم
لم نعترض على ذلك أيضاً .. لكن تمادى هذا الضيف وأراد أن يفرض قوته
ويستعرض عضلاته بأن يدخلن معه تلك الصحفيات ويجلسن بجانبه !!
عندها قلنا له قف إلى هذا الحد .. سنضع لهن مكان يليق بهن في مكان معزول
ويستطعن المشاركة والحوار من خلال شبكة بحيث يكن معزولات عن الرجال ..
فأزبد وأرعد وصاح وناح وقال لا أرضى إلا أن يكن بجانبي وجهاً لوجه !!
نسي أو تناسى أنه في معقل العلم والعلماء
في ( المعهد العالي للقضاء ) بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية !!
أتيناه بكل الطرق لكن أصر على رأيه فأعلناها في وجهه لا مرحباً بك ولا بزيارتك ..
عندها قطع زيارته ولم يأتي .. فقلنا الحمد لله وكفى الله المؤمنين شر القتال ..
لن أعجب من ذلك فالقوم لايعطون للأخلاق والمباديء وزناً
وكل شيء عندهم مباح متاح ، ويعتقدون أنهم سيطروا على العالم
ويريدون فرض حثالاتهم على الآخرين ..
كما قلت لن أعجب من ذلك فنحن نعرف القوم ..
لكن عجب العجاب هنا عندما أقرأ لأناس من بني جلدتنا ممن يعيشون بيننا
ويلبسون ثيابنا ويتكلمون لغتنا يأتيك أحدهم ويصف موقف الجامعة بالمتزمت المتشدد المنغلق
وهاك من العبارات الرنانة .. ثم يأتي ويستشهد بحوادث وقعت أيام الرسول
حيث كان صلى الله عليه وسلم يجتمع بالنساء ويعقد لهن المجالس ..
فيا الله كم هو هذا الاستخفاف بعقول البشر ؟! وكم هي مقارنات عجيبة غريبة ؟؟!!
ويا الله كم لهذا المغفل أو ذاك أن يستدل بأحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم
ويورد الحجج والبراهين ليثبت لنا فساد منهجه وتوجهه ..
أما علم هذا وذاك وتعلموا وتفقهوا في دينهم قبل أن يستدلوا ويفتروا على نبينا صلى الله عليه وسلم .. ؟؟!!
إنه والله الطعن من الخلف في الظهر .. إنهم يعلمون ويدركون ذلك
لكن ولله الحمد والمنة لم يفلحوا ولن يفلحوا إذاً أبدا ..
لن أطيل عليكم أكثر مما أطلت ..
وسأضع بين يديكم هذا المقال الرائع الذي كتبه الدكتور محمد البشر
ففيه وصف كل ماحدث ..
وزير العدل الأسباني والصحفيات في جامعة الإمام !! ( اضغط هنا ) ..
دائم العلو
الخميس : 6 / 1 / 1428 هـ