الكــــــــلام المُـعـطّـــــــــــــر .......!!
*****
-** الناس في حسن الظن بالله على قسمين :
-أما القسم الأول : فحسن ظنهم بالله تعالى ناشئ عن شهود جماله ، ورؤية كماله ، فحسن ظنهم بالله لا ينقطع ، سواء واجههم بجماله ، أو بجلاله ، لأن اتصافه بالرحمة والرأفة والكرم و…و… لا ينقطع .. فإذا واجههم بجلاله أو قهريته علموا ما في طي ذلك من تمام نعمته وشمول رحمته ، فغلب عليهم شهود الرحمة والجمال ، فدام حسن ظنهم على كل حال ..
- وأما القسم الثاني : فحسن ظنهم بالله تعالى ناشئ عن شهود إحسانه ، وحسن معاملته وامتنانه ، فإذا نزلت بهم شدة ، نظروا إلى سالف إحسانه ، وحسن ما أسدى إليهم من حسن لطفه وامتنانه ، فقاسوا ما يأتي على ما مضى ، فتلقوا ما يرد عليهم بالقبول والرضى .. وقد يضعف هذا الظن ، لضعف النظر والتفكر ، ويوقى بهما ، بخلاف الأول فإنه ناشئ عن شهود الوصف والوصف لا يتخلف .. والثاني إنما هو ناشئ عن شهود الفعل ..
- هذا الصنف من الناس بقسميه هم الصنف المتميز في هذه الحياة ، أما كثيرون جداً فقد أساءوا الظن بالله عز وجل ، وإنا لله وإنا إليه راجعون ..
مَـن فاتهُ منكَ وصلٌ حظهُ الندمُ *** ومَـن تكنْ همهُ تسمو به الهـممُ
والسمعُ إن جالَ فيه مَـن يحدّثهُ *** سوى حديثك أمسى وقره صــممُ
في كلِ جــارحةٍ عــينٌ أراكَ بها **** مني وفي كلِ عضوٍ بالثناءِ فـمُ
.......
|