جزاكما الله كل خير، حقاً ان بعض الظن اثم،ولكن سنرى ان كان الخلل فنياً ام لا وساعاود النشر.
الرد الاول الذي حذف كان بعد رد الاخ علاء الدين الجواهري..
________________________________________________
بارك الله بك يا أختنا حكيمة على الموضوع والتوضيح.
ولي اضافة هنا : مقتبسة من اصدارات دار القاسم.
الاحتفال بالمولد النبوي
لقد كثرت البدع في زماننا هذا وانتشرت ، وعلى سبيل المثال لا الحصر منها التزام كيفيات وهيئات معينة : كالذكر على هيئة الاجتماع بصوت واحد ، والتزام عبادات معينة لم يوجد لها ذلك التعيين في الشريعة : كالتزام صيام النصف من شعبان وقيام ليلته، والاحتفال بيوم الإسراء والمعراج ، وتخصيصه بعبادة معينة ؛ علماً بأن تاريخه قد اختلف في تحديده ، وحتى لو عرف تاريخه ؛فإن الله لم يميزه بعبادة مخصوصة. أخي الكريم :
وهناك بدعة خطيرة تُفعل في هذا الشهر (ربيع الأول ) تمس شخصية الرسول (صلى الله عليه وسلم) ، وهي بدعة الاحتفال بعيد مولده (صلى الله عليه وسلم) والمتتبع للتاريخ الإسلامي يجد أن مثل هذه الاحتفالات لم تكن موجودة عند المسلمين الأوائل ،بل ولا في القرون المفضلة ، حتى جاءت الدولة الفاطمية ، والتي انتسبت إلى فاطمة ظلماً وعدواناً ، بل إن المحققين من المؤرخين يرون أنهم ينحدرون من أصل يهودي _ وقيل: مجوسي _ ، وقد احتفل الفاطميون بأربعة موالد : مولد النبي(صلى الله عليه وسلم) ، وعلي بن أبي طالب ، وولاده الحسن والحسين رضي الله عنهم أجمعين .
أيها الأخ المبارك:
لقد قسم العلماء الاجتماع الذي يكون في ربيع الأول ،ويسمى باسم المولد ،إلى قسمين:
أحدهما: ما خلا من المحرمات ؛ فهو بدعة لها حكم غيرها من البدع.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله ،في (( الفتاوى الكبرى)) : أما اتخاذ موسم غير المواسم الشرعية ؛ كبعض ليالي شهر ربيع الأول التي يقال : إنها ليلة المولد ، او بعض ليالي رجب ، او ثامن شوال الذي يسميه الجهال عيد الأبرار ،فإنها من البدع التي لم يستحبها السلف الصالح ولم يفعلوها )).
وقال في (( اقتضاء الصراط المستقيم )) ((إن هذا (أي : اتخاذ المولد عيداً) لم يفعله السلف ، مع قيام المقتضي له ، وعدم المانع منه )).
قال : (( ولو كان هذا خيراً محضاً أو راجحاً ،لكان السلف رضي الله عنهم أحق به منا ؛ فإنهم كانوا أشد محبة لرسول الله(صلى الله عليه وسلم) وتعظيماً له منا وهم على الخير أحرص )).
وقال الفاكهاني في رسالته في المولد المسماة بـ ((المورد في الكلام على عمل المولد ))قال في النوع الخالي من المحرمات من المولد : (( لا أعلم لهذا المولد أصلاً في كتاب ولا سنة ، ولا ينقل عمله عن أحد من علماء الأمة ، الذين هم القدوة في الدين ،والمتمسكون بآثار المتقدمين ، بل هو بدعة أحدثها البطالون ، وشهوة نفس اعتنى بها الأكالون )).
وأما القسم الثاني :
من عمل المولد ، وهو المحتوي على المحرمات ؛ فهذا منعه العلماء أيضاً.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في فتوى له : ((فأما الاجتماع في عمل المولد على غناء ورقص ونحو ذلك واتخاذه عبادة ؛ فلا يرتاب أحد من أهل العلم والإيمان في أن هذا من المنكرات التي ينهى عنها ، ولا يستحب ذلك إلا جاهل أو زنديق )).
وقال الفاكهاني في ((رسالته )) : الثاني (أي : من نوعي عمل المولد وهو المشتمل على الرقص والغناء والاختلاط ) ...لا يختلف في تحريمه اثنان ، ولا يستحسنه ذوو المروءة من الفتيان ، وإنما يحلو ذلك لنفوس موتى القلوب ،وغير المستقلين من الآثام والذنوب ، ولاسيما أنهم يرونه من العبادات لا من الأمور المنكرات المحرمات ؛ فإنَّا لله وإنا إليه راجعون ، بدأ الإسلام غريباً وسيعود غريباً كما بدأ)).
وقال الفاكهاني : (( وقد أحسن أبو عمرو بن العلاء حيث يقول : لا يزال الناس بخير ما تُعجِّب من العجب .. هذا مع أن الشهر الذي ولد فيه النبي (صلى الله عليه وسلم) _ وهو ربيع الأول _ هو بعينه الذي توفي فيه ؛ فليس الفرح فيه بأولى من الحزن )).
لا شك أن العواطف ودعوى حب الرسول (صلى الله عليه وسلم) هي التي حدت بأولئك الجهلة أن يـبتدعوا ولا يتبعوا ، ولكن كيف تجتمع دعوى حب الرسول (صلى الله عليه وسلم) مع مخالفة أمره في النهي عن الإحداث في الدين ، والضدان لا يجتمعان . وقد جعل الله ميزان محبته ودليلها اتباع رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ؛ قال تعالى: ( قُلْ إِن كُنـتُمْ تُحِبُّونَ اللهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللهُ وَيَغْفرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ) [آل عمران :31].
اللهم اجعلنا متبعين لا مبتدعين . وتوفنا على الإسلام والسنة يا أرحم الراحمين .
___________________________________
الرد الثاني الذي حذف كان بعد رد الاخ عمر الشادي
2/9/2000 الساعة4:43pm
_______________________________
من هم أولئك الذين أحيوا تلك الاحتفالات؟ هل هم مالك أو الشافعي أو أحمد أو أبو حنيفة، أو السفيانان أو غيرهم من أئمة الهدى رضي الله عنهم؟ حتى يحتج بافعالهم!!
*قال الشيخ محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله ولا يكون ذلك إلا بسد باب الابتداع في العبادات والاستحسان في الدين باسم البدعة الحسنة،لأن هذه التسمية بذاتها من البدع أيضاً،ورسول الله،صلى الله عليه وسلم ، يقول: (( كل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار)) ولا يمكن أن يكون هذا الحديث من العام المخصوص كما يقول بعض المتأخرين، لأسباب كثيرة، منها :أنه لا يوجد ما يخصه من النصوص ، وما يتوهمونه منها مخصصاً، فليس كذلك، بل ما صح منها مما يورده بهذا الخصوص ،فإنما يدل على استحسان بعض الوسائل المحدثة،لأنها قد توصل إلى أمور مشروعة بالنص، فهذه الوسائل هي التي تقبل التقسيم إلى خمسة أقسام،لا البدعة الدينية ، وهذا كما يقال: (ما لا يكون الواجب إلا به فهو واجب) ومن ذلك جمع القرآن، وتصنيف الكتب وغير ذلك، فكلها من الوسائل المشروعة لأنها تؤدي إلى ما هو مشروع بالنصوص كما لا يخفى ، فليست هي من البدعة في شيء خلافاً لما يظنون ، وهذه الوسائل هي من التي يمكن حمل الحديث الصحيح عليها: ((من سن في الإسلام سنة حسنة...ومن سن في الإسلام سنة سيئة..)) وسبب وروده يدل على ذلك دلالة قاطعة ، لأن النبي ، صلى الله عليه وسلم، إنما قاله بمناسبة قيام رجل من الصحابة – بعد أن حضهم النبي، صلى الله عليه وسلم، على الصدقة، فذهب الرجل إلى داره ثم عاد ومعه من الصدقة ، فوضعها أمام النبي، صلى الله عليه وسلم، فلما رأي سائر الصحابة ما فعل الرجل ، استنوا به، وجاء كل واحد منهم بما تيسر من الصدقة، فاجتمع النبي، صلى الله عليه وسلم، ما شاء منها، فقال هذا الحديث، أفترون ذلك الصحابي أتى ببدعة حسنة، حين جاء بالصدقة ولذلك فإننا نقطع بأن باب التقرب إلى الله تعالى ليس يمكن دخوله إلا من طريق اتباع محمد، صلى الله عليه وسلم، كيف لا وهو القائل: ((ما تركت شيئاً يقربكم إلى الله إلا وقد أمرتكم به))، وقد فهم هذه الحقيقة سلفنا الصالح ، رضي الله عنهم ، ولذلك أمرونا باتباعها فقالوا: ((اتبعوا ولا تبتدعوا فقد كفيتم، عليكم بالأمر العتيق)).*
*......* تحقيق كلمة الإخلاص .الحافظ ابن رجب الحنبلي.تحقيق وتخريج .إبراهيم الحازمي.
_____________________________________
مع الاعتذار للاخ صلاح الدين