الـ NLP و الداعية
الـ NLP و الداعية
عبد الله بن سُليمان العُتَيِّق
يعيشُ العالَمُ ثورةً معلوماتيةً في نواحٍ عدةٍ من المعارف ، و يسعى فئام من المعرفيين إلى اغتنام الأوقات في تحصيل ذلك ، و لا لوم على أحدٍ فإن المعارف أغذيةُ العقول ، و طعام الفؤاد .
و من تلك العلوم و المعارف ما يتعلَّقُ بالذات البشرية ، و هندسة أحوالها ، و مراعاة أنماط تفكيرها ، و هو ليس من العلوم المُسْتَحْدَثَةِ حقيقتها ، و عوائدها كثيرةٌ جداً من نواحٍ عدة .
و أجلُّ تلك العوائد فيما يكون متعلَّقُه الغير أن العارف بها _ و لو ابتداءً _ يستطيع إيصال المعلومة إلى من يريد بأبسط طريق ، و أخصر أسلوب إقناعي .
و هذا الشيء من المهمات للداعية و العالم ، حيث أنه يواجه جمهوراً من الناس في إبلاغ دعوته و تختلف أنماط الناس من شخص إلى آخر ، فمنهم _ على التقسيم البشري الـNLP _ من يتعامل بنمط الصورة ، و منهم من يتعامل بنمط السمع ، و منهم من يتعامل بنمط الحسِّ و الشعور ، و التعامل مع كلٍّ بما هو من حاله و طريقته مهم جداً .
من هذا نعرف مدى أهمية هذا العلم للداعية ، و مدى قيمته العائدة عليه حين إنزاله في أرض العمل و التطبيق .
و الغفلة عنه من آفات الدعاة ، و من نقائص الدعوة ، إذ كيف نعرف درباً يُوْصِلُ المعلومة و النصيحة لأهلها من أسهل ما يكون و نعرضُ عنه لا نلوي على شيء ؟! .
عرف طوائف من أهل الشر و الإفساد هذا العلم ، و منافعه فتعلموه و استغلوا جهالةَ الصالحين به فاستعملوه في الفساد _ و من عادة بعض أهل الصلاح أن أي شيءٍ يستعمله أهل الباطل في الشر فهو شرٌّ عندهم ، و لو كان في الخير من الأمور التي لا يُستغنى عنه فيها _ فأثَّروا في عامة الناس الذي لا يفرقون بين الحق و الباطل ، و لا يعرفون للحق علائمَ إلا أن يكون من قبيل الهشِّ الضعيف .
و هنا تكمن خطورة تعلمِ هذا العلم لمن لا يخشى اللهَ _ تعالى _ ، و نعرف أهميته _ أيضاً _ للداعية الزاهد في هذا العلم .
و ليس في تعلمه شيءٌ من المحظورية و إنما الشأن فيها أنه باقٍ على أصل الإباحة و لا يُنقلُ عنها إلا بنصٍّ ثابت الدلالة عليه .
فعلى أهل الدعوة أن يعتنوا بدراسة هذه العلوم ، و الأخذ بمعاقدها ، و النيلُ لجوامعها ، و استعمالها في البذل الدعوي .
سدَّد الله الخُطى ، و أقالَ الخَطا ، و رفع الدرجة ، و غفر الزلة .
13/3/1424هـ _ الأربعاء
الرياض
__________________
وظلم ذوي القربى أشد مضاضة *** على النفس من وقع الحسام المهنّد
سأغيب وقد يطول غيابى
فان طال
فتذكّرونى بالخير
وسامحونى على التقصير والذلل
وان عدت فترقبونى فى حلّة جديدة
اخوكم/
عاشق القمر
|