21-01-2007, 11:24 AM
|
مشرف
|
|
تاريخ التّسجيل: Mar 2004
المشاركات: 1,234
|
|
خطابات متبادلة بين المودودى ويهودية أسلمت .. خطاب "4" !!!
خطاب "4"
لاهور ، فبراير 25 1961
عزيزتى الأنسة مارقوس
السلام عليكم ورحمة الله
وصلنى خطابك المؤرخ 31 يناير متأخر بعض الشئ . وأعتذر بتأخرى فى رد سريع بسبب بعض الإلتزامات السابقة الإضرارية . وأخشى أن يكون هذا التأخير قد سبب لك بعض الضيق الذى أقدم اعتذارى عنه .
لقد درست مخطط حياتك بعناية فائقة واهتمام . وحين قراءته ، أدركت كيف أن العقل المتفتح والغير متحيز يمكنه التوصل إلى "الطريق الصحيح" بشرط أن يبذل الجهد الثابت والمخلص .
قصة آلامك ومعاناتك وما احتوته من محن عقلية لم يرد فيها ما لم أتوقعه . إذا مر شخص بمنازعة لأمر ثابت ومتجذر ببيئته المحيطة به ، وفى نفس الوقت لا يجد من حوله الذين يتعاطفون معه أو يقدرون أفكاره و قيمه ، فمن غير العادى ألا تمر أو يمر بانهيار حقيقى لأعصابه . عدم توافقك هو محصلة طبيعية لمجتمعك . مزاجك وذوقك وأفكارك وتصرفاتك هى فى الأساس مختلفة بشكل مباشر عن تلك التى فى مجتمعك الذى تعيشين فيه . واحتكاكى الدائم بهم قد يكون سببا لألم أكثر مما حدث . أنت تشبهين نبتة استواية زرعت فى منطقة قطبية وأنت تواجهين هذا الأمر المقدر . من الأفضل لكل شخص أن ينمو ويترعر فى مناخ محبب إليه . فى المناخ المعادى ، حرى بالمرء أن يفقد توازنه العقلى كما أن قراته الذهنية من المحتمل أن تذبل . يضاف إلى ذلك أنك مازلت لم تتزوجين . مجتمعك لا يحب إمرأة مثلك . كل مميزاتك تعتبر عيوبا عندهم . قد لا تستطيعين أن تجدى رفيق حياتك المتاسب فى وضعك الحالى ، وإذا كنت مرتبطة بشكل متكلف ، بشخص ما هناك ، فهذا بالكاد يثبت إمكانية ترتيب زواج ناجح أو مرغوب فيه .
ومنذ استلامى لخطابك الأول ، وأنا مشغول الفكر بمشاكلك . وأعتقد أنه ليس أمامك إلا أحد البديلين ، إما أن تعملى للإسلام بشكل علنى فى أمريكا وتجمعى حولك مجموعة من المتعاطفين للإسلام ومساعدين لك ، أو أن تهاجرى إلى إحدى الدول الإسلامية وأفضل لك باكستان . وبالنسبة لى ، فلا يمكننى أن أختار لك أحد البديلين الذى يناسبك . ذلك يتوقف على ظروفك وكفاءتك التى أنت أدرى بها منى . ولكن لو قررتى الحضور لباكستان ، فستكونين فى وسط أناس يتشابهون معك فى الرأى ، مع وجود اختلاف فى اللغة . بإذن الله ، ستجدين هنا كل القيم وكذلك كل التعاون والتشجيع . كما أنك قد تجدين هنا رجلا طاهرا مناسبا ليرافقك فى الحياة . وفى حالة حضورك لباكستان ، فيمكننى تقديم كل المساعدات لك ، ولكنى آسف جدا لأن أرسل لك مساعدة مالية للحضور نظرا للقيود الصارمة هنا فى تحويل العملات الأجنبية .
وأتمنى ألا يقف والديك وكل محبيك أمام اختيارك ، ويجب أن يدركوا الحقيقة بأن وقوفهم أمام رغبة ابنتهم فى تخطيط حياتها قد يؤدى بها إلى اليأس وإلى خطورة الإنهيار العصبى . وعلى العكس ، إذا كانت محظوظة بما فيه الكفاية ، لتعيش فى جو مجتمع ودى ومناسب لها ، فسيكون رأيها متفتحا صحيا ويزداد حماسها وتصبح قادرة على حياة مفيدة ومنتجة . وأعتقد لو أنهم استوعبوا هذه النقطة كاملة ، لن تكون هناك مقاومة من ناحيتهم . فى الواقع ، أنه ليس من غير المحتمل أنهم سيرحبون باقتراحاتى هذه .
لقد سلتنى عن كتاب "الإسلام على مفترق الطرق" . لقد قرأت هذا الكتاب وذلك مع كتب أخرى لمحمد أسد ، الذى أتيحت لى فرصة التعارف معه شخصيا بعد أن اعتنق الإسلام ، واستقر فى شبه القارة الهندية-الباكستانية . وربما تكونى مهتمة لتعلمى بأنه أيضا كان يهوديا من أصل نمساوى . وأحترم كثيرا عرضه للأفكار الإسلام ونقده للثقافة الأزروبية وفلسفتها المادية . وآسف أن أقول ، على كل حال ، بأنه فى أيامه الأولى من اعتناقه الإسلام كان وفيا وملتزما بتعاليم الإسلام ، ولكنه بالتدريج انحرف إلى من يسمون بالمسلمين "التقدميين" ، مثل اليهود "الإصلاحيين" . ومنذ فترة قريبة طلق زوجته العربية وتزوج ببنت أمريكية مودرن ، عجلت بالتأكيد كثيرا فى انحرافه . وبالرغم من أن هذه الحقائق السوداوية لا يجوز معارضتها ، ولا تبريرها كثيرا ، فأنا لا ألومه كثيرا عليها . أثناء السنة الأولى من اعتناقه الإسلام والتى تقابلنا فيها ، تغيرات طيبة ودمثة شملت حياته . ولكن حينما يبدأ المرء فى العيش كمسلم حقيقى ، كل قدراته تفقد قيمتها السوقية . هذه القصة الحزينة مع "محمد أسد" ، الذى كان معتادا على العيش فى مستو مرتفع ومواصفات حديثة للحياة ، وبعد اعتناقه للإسلام واجه شظف العيش وصعوبات مالية . ولهذا فقد أجبر على تقديم التنازلات واحدة بعد الأخرى . وما زلت آمل بعد هذه التغيرات المضادة ، ألا تكون أفكاره وقناعاته قد تغيرت بالرغم من أن حياته العملية قد شابها كثير من التعديلات . يقول الرسول عليه الصلاة والسلام "أنه سيأتى زمن القابض فيه على دينه كالقابض على الجمر" . وقد تحققت هذه النبوءة . فى أيامنا هذه ، إذا أراد المسلم رجلا أو إمرأة أن يطبق ما تعلمه من الإسلام يقابل مقاومة شديدة من الحضارة المادية فى كل خطوة يخطوها . البيئة بكاملها تنقلب ضد هذا المسلم . إما أن يقدم تنازلات ، أو يصبح معاديا للمجتمع . الأعصاب القوية والثابتة ، لاغنى لها عن الكفاح الحازم والمتواصل .
هل اتصلت بالمراكز الإسلامية بواشنجتون د. س . أو مونتريال ، فقد تكون مفيدة لك ؟؟؟ عنوان المركز الإسلامى بمونتريال هو كالآتى :
(The Islamic Center, 1345 Red Path Crescent, Montreal-2, and Quebec, CANADA).
أشكر لك تعبيرك عن خوفك على فى رحلتى المتوقعة إلى إفريقيا . ولحسن الحظ ، الأجزاء التى أنوى الذهاب إليه آمنة وسليمة جدا . أنوى الذهاب إلى الصومال ، وكينيا ، وأوغندا ، وتنجانيقا ، وزنجبار ، وموريتوس ، وجمهورية جنوب إفريقيا ، كلها بها تجمعات من الهند وباكستان والمسلمين العرب ، وبمعونتهم آمل أن أنشر الإسلام فى إفريقيا .
"مداخلة :::
هذه الفقرة انتقد فيها عبد الناصر انتقادا شديدا ، ربما يتفق معه الكثير ولا يتفق معه آخرون ، وحرصا على احترام الجميع وحساسية البعض ، فلم أشأ أن أرفقها" .
فقط المخلصون المتواضعون منكرى الذات المجاهدون بصلابة الذين لديهم الإستعداد للتضحية بمكاسبهم الشخصية وطموحاتهم ، هم الذين يدافعون عن الإسلام .
لقد سعدت جدا بأنك أصبحت مسلمة ملتزمة تؤدين الصلوات اليومية وتصومين رمضان . أهنئك ، وأدعو الله سبحانه وتعالى أن يحفظك ويثبتك ويهديك لطريق الإسلام .
أخوك فى الإسلام
أبو الأعلى
آخر تعديل بواسطة أبو إيهاب ، 21-01-2007 الساعة 12:01 PM.
|