المعتــــزلة وحقيــقة أمـــرها
بســـــم الله الرحمن الرحيــــــم
الحمدلله حما يوافي نعمه ويكافيء مزيده، لك الحمد يا ربنا حمدا يليق بجلالك ولعظيم سلطانك، والصلاة السلام على النبي الخاتم وعلى آله وصحبه أجمعين ... وبعد:
لقد أرسلت إلى شيخنا الإمام ناصر الحق السيد/ طارق بن محمد السعدي في أمر عن المعتزلة، فأحببت أن أنشره بينكم لتعم الفائدة وحتى لا ينخدع المسلمون ما يروجه المجسمة صد أهل السنة والجماعة وإليكم ما يلي: -
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
سـيدي ناصر الحق سـيف الله الصقيل الإمام طارق بن محمد السعدي، وفقك الله تعالى.
سيدي الكريم، من المعلوم أن المعتزلة يوافقوننا بالنسبة للمتشابهات حيث يقومون بتأويلها، فما الأمر الذي يجعلهم طائفة ضالة ولا يعدّون من أهل السنة والجماعة؟؟
هل سبب ذلك: أنهم يقولون بأن صفة الكلام لله عبارة عن صوت وحروف ويدعون بأن هذه الصـفة مخلوقة فقط، أم هناك أمـر آخر غيـر هذا؟
هذا، وتقبلوا جزيل الاحترام والتقدير.
المؤيد الأشعري
============================
الجواب:
عزيزي المؤيد الأشعري، السـلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته وطيباته.
وبعد: فما يجب على كل مسلم أن يعرفه: أن أصل الإسـلام هو: ( توحيد الله تعـالى )، فمن وحَّـد الله تعـالى في شيء وأشـرك في آخـر، أو أتى بما يناقض التوحيد فيه لم يُقبـل منه توحيده ولم يُعْتَـد به.
فإن أتى بالتوحيد على الوجه الصحيح صار مسلماً ما لم يأت بفعل يخالف حقَّ التوحيد ويتعارض معه.
فإن علمت هذا، تبين لك أن من حاد عن التوحيد الحق الذي ابتنى عليه مذهب أهل الحق أصولاً وفروعاً، ضال والعيـاذ بالله تعالى.
وهذا هو حـال المعتزلة الذين حصروا العلم في تصورهم والموجودات في مداركهم، وخلطوا بين الحق والباطل، فشـطحوا عن مسـألة الكلام التي ذكرت وأبعدوا، فكان من جملة ما بلغنا فيما اتفقت عليه فِرقهـم:
v ( نفي صـفات الله تعـالى كالعلم والقـدرة .. الخ )، فزعموا أن الله تعـالى عالم بلا علم!! وهكذا ..!! وسمُّوا ذلك توحيداً!!
v ( تعطيـل صفة الكلام )، فزعموا أن كلام الله تعالى محدث، فالقرآن مُحدث!! وكذا كل خطاب مِنَ الله تعالى!!
v ( أن الله تعالى غير خالق لأفعال العِباد )، فزعموا أن العَبـاد هم الذين يقدرون على أفعالهم!! وسـمّوا ذلك عدلاً!! بينما سماهم أهل الحق به ( قدريّة ).
v ( اسـتحالة رؤية الله تعالى )، فزعموا أنه لا يَرى نفسـه ولا يراه غيره!!
ومن جملة ما بلغنا فيما اختلفوا فيه:
v ( تعطيل بعض أسماء الله تعالى )، فزعم بعضهم أن الله تعالى ليس سميعاً ولا بصيراً ولا مريداً!! وآخرون منعوا من قول حسـبنا الله ونعم الوكيل؛ زاعما أن اسـم الوكيـل غير جائز!!
v ( خالقية الله تعـالى )، فزعـم بعضهم أن خالقية الله سـبحانه وتعـالى تنتهي إلى حـد لا يقـدر أن يخلق شيئاً بعـده!!
v ( المقدورات )، فزعم بعضهم أن المخلوق يقدر على خلق أشياء لا يقدر الله تعالى عليها!!
v ( الحوادث )، فزعم بعضهم أن الحوادث كلها كانت قبل حدوثها أشياء!!
v ( الأعراض )، فزعم بعضهم أن الله تعالى لم يخلق شيئاً من الأعراض الموجودة!! وآخرون: أنه لا فاعل لها!! وآخرون: عدم وجودها!!
v ( المنزلة بين المنزلتين )، فزعـم بعضهم أن الفاسق ليس بمؤمن ولا كافـر ولا منافق ولا مشـرك!! وهو سبب تسـميتهم في بـادئ الأمـر ( معتـزلة )، ولكن قاضيهم عبـد الجبـار استحسن الاسـم بزعـم: أن القرآن أطلق لفظ الاعتـزال على اعتزال الباطل!! فأعمي عن قول الله تعـالى: { فإن لم تؤمنوا لي فاعتزلون }.
v ( خلود أهل الكبيرة )، فزعم بعضهم أن أهل الكبائر موحِّدون خالدون في نار جهنم!!
v ( العقـاب لا على فعـل )، فزعم بعضهم أن المكلف القـادر إذا مات قبـل أن يفعل بقدرته طـاعة اسـتحق الذم والعقـاب!!
v ( الأصول )، فزعم بعضهم أن الإجماع وخبر الواحد والقياس ليس بحجة مطلقاً.
إلى آخر ما تجده مذكوراً في كتب علماء أهل الحق، سيما ما يتعلق بالفِرَق منها؛ إذ نكتفي بما أشرنا إليه مما يطلعك على عمق فساد هذه الفِرقة وبعدها عن الحق.
وأعود لأنبهك على قولك بعد ذكر مسألة الكلام:" فقط "!! فإنه لو لم يكن غيرها لكفت في ضلالهم.
خادم الحق
طارق بن محمد السعدي
===============================
جزا الله الإمام الشيخ سيف الله الصقيل السيد/ طارق بن محمد السعدي .
|