ويقيم الشيخ الصفار المشهد العراقي في جزئيته المتعلقة باحتمال نشوب صراع مذهبي بأنه "مشهد يبعث على التفاؤل لأن الشعب العراقي إلى غاية الآن أثبت نضجا بتلافيه الفتنة الطائفية على الرغم من أن الأحداث التي وقعت كانت كبيرة بدءاً من استشهاد السيد الحكيم وما حدث في كربلاء والكاظمية يوم عاشوراء، وما حصل في بغداد من اغتيال أئمة السنة. هذه الأحداث –كما يقول- كانت تؤهل لتفجير فتنة طائفية خصوصا في ظرف كالظرف العراقي، لكن الشعب العراقي وقياداته أبدوا نضجا وتجاوزوا الأحداث. ونأمل أن تستمر هذه الحالة في العراق وتكون قدوة لبقية الشعوب، لذا علينا أن نستنهض وعي الأمة وهمم المصلحين والمفكرين حتى لا تتم مثل هذه المخططات والتي هي في أغلبها داخلية يستفيد منها الخارج بحسب رأيه. لكنه يؤكد في الوقت ذاته بأن التخويف بالفتنة له نصيب من الواقع، لأن هناك أرضية في المجتمعات الإسلامية للاستجابة للانفعالات والعواطف فما ان ينبري واحد من السنة أو الشيعة مدافعا عن واحد من المذهبين حتى يهب الآخرون لنصرته من دون تبين صحته من خطأه".
الشيخ حسن الصفار في سطور
• الشيخ الصفار –حسب ما يقول مرافقوه- لا يهتم لأمر الطعام كثيرا فهو يأكل المتوافر ويقبل أكثر على المأكولات البحرية، حيث يسكن بجوار شاطئ الخليج العربي وسوق الأسماك المركزي.
• يبدأ برنامجه اليومي مع مطلع الفجر بالقراءة ثم الاستقبال في العاشرة صباحا حسب برنامج معد سلفا، بعد ذلك يتوجه لمسجد الفتح ليؤم الناس في صلاة الظهر والرد على استفساراتهم الشرعية بعدها يعود لمكتبه لمتابعة البرنامج اليومي ويقضي الشيخ الصفار جل وقته في القراءة والكتابة والسياحة الفكرية بين دفات الكتب.
• ضيفنا مجامل من الطراز الأول فتجده أول من يبارك في الأفراح ويواسي في المأتم، وهو شخصية متواضعة عندما توجهنا لمقابلته أول مرة لم نتعب كثيرا، خاصة وأن الجميع يعرف بيته كما أنه يعرف جميع أبناء الشارع بالاسم وكثيرا ما يلجأ إليه الناس لحل مشاكلهم العائلية وحتى مع الدوائر الحكومية.
• الشيخ الصفار أخيرا رجل عصري يتابع الفضائيات ويمتلك هاتفا نقالا ويخصص جل وقته للناس والمريدين ولا يجلس مع عائلته إلا يوم الجمعة فقط.
وعن القطيف أيضا
تعتبر مدينة القطيف وما جاورها اليوم من المدن الصغيرة والقرى، جزءاً حيوياً من المنطقة الشرقية، حيث تتربع واحة القطيف المشهورة على جانب من الضفة الغربية للخليج العربي، شمال غرب مدينة الدمام، عن خط الطول 50 وخط العرض 26,32. مناخ واحة القطيف مناخ قاري إذ تصل الحرارة في الصيف إلى نحو 44 درجة مئوية، ونسبة الرطوبة إلى حوالي 90%. أما في الشتاء فتتراوح الحرارة ما بين 18 و25 درجة مئوية، وتهب على المنطقة خلال شهري مايو ويونيو تقريباً، رياح موسمية حارة يطلق عليها أهل المنطقة اسم (البوارح).
أما الرياح الجنوبية التي تهب على المنطقة فتسمى (الكوس) وهي رياح دافئة تحمل نسبة كبيرة من الرطوبة. أما نسبة سقوط الأمطار عليها فقليلة. وتحتل واحة القطيف مساحة تقدر بما يزيد على 160 كيلوا متراً مربعاً تقريباً وتبعد عن الدمام 30 كيلومتر ويبلغ عدد سكانها حوالي 89000 نسمة موزعين على عدد من القرى تزيد على عشرين قرية. أما منطقة القطيف ككل فقد نمت واتسعت وأصبحت تضم عدداً من المدن، والقرى الكبيرة، يبلغ عدد سكانها مجتمعة نحو 250000 نسمة، ومن أهم هذه المدن والقرى: سيهات وعنك والقديح وصفوى والعوامية والملاحة والجش وحلة محيش وأم الحمام والجارودية والتوبي وأم الساهك وأبومعن والأوجام، بالإضافة إلى جزيرة تاروت التي تشمل تاروت ودارين والربيعية وسنابس والزور وغيرها.
يضم المجتمع القطيفي أربع فئات هي: الصيادون والفلاحون والتجار وموظفو الحكومة والشركات والمؤسسات. فالفئة الأولى تعتبر الممون الرئيسي لأسواق المنطقة الشرقية بالسمك، حيث يتم بيع وشراء كميات كبيرة من الأسماك بالمزاد العلني كل يوم في سوق القطيف، ومنه يتوزع إلى أسواق مدن المملكة، وفي الآونة الأخيرة اشتهرت مدينة سيهات بسوق السمك، حيث يتوجه كثير من المواطنين والمقيمين عصر كل يوم، لجلب مختلف أنواع الأسماك الطازجة، والتي يصطادها الصيادون المحليين.
شهدت أرض القطيف أمماً وحضارات شتى كالكلدانيين والكنعانيين والفينيقيين والدلمونيين، حيث كانت القطيف حاضرة ذات شأن كبير في منطقة الخط والتي تعني الساحل الممتد من البصرة إلى عُمان. وحول هذا الموضوع يقول المؤرخ الشاعر محمد سعيد المسلم: القطيف مدينة ساحلية، وميناء مهم في الوقت نفسه، فالميناء يستقطب النشاط التجاري، والحضارات جميعها في الغالب تنشأ على ضفاف الأنهار وشواطئ البحار.
كانت منطقة الخليج تعتبر بوابة الشرق والغرب، في الزمن القديم، أو كما يقولون همزة وصل بين تجارة الشرق والغرب، ولذلك استقطب الخليج حركة تجارية في شرق الجزيرة العربية، وتدفقت عليه أجناس سامية كالسومريين، الذين أنشأوا الحضارة الدلمونية، وكانت مدينة القطيف عاصمة إقليم البحرين في أدوار مختلفة، ففي القرن الأول والثالث والتاسع الهجري كانت عاصمته وأزهى مدنه، وإليها كانت تنسب الرماح الخطية الشهيرة (ساحل الذهب الأسود – الطبعة الثانية – محمد سعيد المسلم).
ومما لاشك فيه أن الساحل الشرقي من شبه الجزيرة العربية قد لعب دوراً مهماً عبر العصور السالفة، حيث كان الملتقى الرئيسي لتجارة التوابل والعطور، التي كانت تصدر من موانئ القطيف وتاروت ودارين إلى عدد كبير من دول العالم، وإلى هذا الإقليم كانت القوافل تتجه من قلب الجزيرة مارة بالدهناء تنقل شتى البضائع التي اشتهرت بها المنطقة كتمر هجر ومسك دارين وثياب الظهران ورماح الخط وغير ذلك من السلع التي كانت تنتجها أو ترد عن طريقها
__________________
معين بن محمد
|