صور من حياة ابن عباد (1) الشجاعة والأنفة وقصة الدفاع
صور من حياة ابن عباد (1)
أيها الأخوة الكرام … السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .. وبعد .. سأبدأ كما وعدتكم في سرد قصص هذا الفارس المعتمد بن عباد ثمّ نشفع كل قصة بقصيدة وبعد ذلك يفتح المجال للمداخلات النثرية والشعرية وإبداء الآراء وآمل منكم التجاوب معنا حفظكم الله .
ولست ملتزماً في هذه القصص بترتيب معين إنما هي صور ولمحات ، ورغبةً مني في نشر المعرفة للجميع عن حقبةٍ من التاريخ لا يعرف الكثير عنها الكثير … أبدأ قائلاً :
لمّا دخل أمير المسلمين يوسف بن تاشفين الأندلس للمرة الثالثة بقصد الجهاد كان سخطه قد ازداد على ملوك الطوائف وأسرّ في نفسه القضاء عليهم جميعاً فاستولى على غرناطة ثم وزع قواته وخص المعتمد بالقسم الأكبر منها فأرسل إليه 3 جيوش هزم ابناه وقتلا مقابل اثنين منها وأجبر هو أن ينازل ومن معه المرابطين فهزم وارتد إلى أشبيلية وامتنع بها وحوصر إلى أن تمكّن الملثمون ( المرابطون ) من اقتحام البلد . فبرز المعتمد من قصره متلافياً لأمره وعليه غلالة ( وهي لباس خفيف يصف لون البشرة) ترف عليه وسيفه يتلظى في يده فلقي على باب من أبواب المدينة فارسا مشهوراً فرماه الفارس برمح التوى على غلالته وعصمه الله منه ، فصب المعتمد سيفه إلى عاتق الفارس فشقه إلى أضلاعه فخرّ صريعا سريعاً . قال الداني : فرأيت الفاتحين عندما تسنّموا الأسوار تساقطوا منها وبعدما أمسكوا الأبواب تخلوا عنها . ثمّ عاد المعتمد إلى قصره واستمسك به يومه وليلته مانعاً لحوزته دافعاً للذل عن عزّته وفي ذلك يقول :
لمّا تماسكت الدّموعُ *** وتنبّه القلب الصديعُ
قالوا الخضوع سياسةٌ *** فليبدُ منك لهم خضوعُ
وألذّ من طعم الخضو *** عِ على فمي السمّ النقيع
إن يسلب القوم العدا *** ملكي وتسلمني الجموع
فالقلب بين ضلوعهِ *** لم تسلم القلبَ الضلوعُ
لم أُستلب شرف الطبا *** عِ ، أيسلب الشرف الرفيعُ
قد رمتُ يوم نزالهم *** ألا تحصنني الدروع
ونزلت ليس سوى القميـ *** ـصِ على الحشا شيءٌ دفوعُ
وبذلت نفسي كي تسيـ *** ـلَ إذا يسيل بها النجيعُ
أجلي تأخرَ ، لم يكن *** بهواي ذلي والخضوعُ
ما سرتُ قطّ إلى القتا *** لِ وكان من أملي الرجوعُ
شيم الألى أنا منهمُ *** والأصل تتبعه الفروعُ
فانظروا يا اخوتي رحمكم الله إلى فارس لخمٍ وأي عزةٍ تغمر شجاعته ، ثمّ أبدوا آرائكم رحمكم الله وإن كنتم تريدون أن نواصل .. فبكم نستأنس .
أمّا الأخوة الشعراء … فأرجو منهم أن لا يبخلوا علينا بنتاجهم إن سخّت القصّة أو القصيدة قرائحهم ، وليفعلوا ما يبدو لهم من معارضةٍ للقصيدة أو تشطير أو حتّى الإتيان بعمل جديدٍ في نسجه ، ولا تحرمونا من فوائدكم
…………………………………….. مع تحيات ابن عباد ( طبعاً المقصود أنا وليس الشاعر الكبير رحمه الله ). سلاف يبدو أنك من سيشطّرها فقد أثبت أنك لا تجارى في التشطير