بلوغ المأمول في الاحتفاء والاحتفال بمولد الرسول صلى الله عليه وآله وسلم (4)
بسم الله الرحمن الرحيم
ثم تكلم الشيخ عيسى حفظه الله عن حديث ( لا تجعلوا قبري عيدا ) في الفصل الثاني سنذكره فيما بعد إن شاء الله تعالى . ثم قال :
[ الفصل الثالث ] أدلة الإجماع :
أما أدلة الإجماع فقد انعقد على استحسان الاحتفال بالمولد . فقد ذكر العلماء أن أول من فعل المولد هو الملك المظفر صاحب إربل* وكان يحضر المولد الأكابر من العلماء وغيرهم .
* هو السلطان المعظم مظفر الدين أبو سعيد كوكبري بن علي التركماني الأصل كان شهما شجاعا ، قال الحافظ الذهبي في سير أعلامالنبلاء (22/336) : كان متواضعا خيرا سنيا يحب الفقهاء والمحدثين . توفي سنة 630 رحمه الله تعالى .
وقد استحسنه غير واحد من الأئمة المجتهدين ، فيقول الإمام المجتهد أبو شامة المقدسي في كتابه "الباعث على إنكار البدع والحوداث" : ومن أحسن ما ابتدع في زماننا ما يفعل في اليوم الموافق ليوم مولده صلى الله عليه وآله وسلم من الصدقات والمعروف وإظهار الزينة والسرور فإن في ذلك - مع ما فيه من الإحسان للفقراء - إشعارا بمحبته صلى الله عليه وآله وسلم . اهـ
ولم نجد من اعترض على الاحتفال بالمولد النبوي الشريف من معاصري الملك المعظم أو أبي شامة المقدسي ، وقد توفي سنة 665 هـ رحمه الله تعالى . فكان إجماعا سكوتيا على مشروعية الاحتفال بالمولد واستحسان العلماء له . وقد صح عن عبد الله ابن مسعود رضي الله عنه أنه قال : "ما رآه المسلمون حسنا فهو حسن عند الله" . صححه الحاكم في المستدرك (3/78) وأقره الذهبي . وانظر المقاصد الحسنة (ص367) وهو موقوف لكن له حكم الرفع لأنه ليس مما للرأي فيه مجال والله تعالى أعلم .
يتبع إن شاء الله تعالى ..
|