المصيبة الكبرى هي إحداث الخلاف بعد نقل الثقات الإجماع, مع أن الإجماع هو الفاصل في كل خلاف, وإليه يفزع في المشكلات, ولكن المولعين أو المتعصبين لأنفسهم يغضون الطرف عنه, أما من يصف نفسه بالاعتدال وإن كان قول أحد الطرفين مخالفا للإجماع ,وخرق الإجماع من الضلالات, فهو واهم في اعتداله لأن الإعتدال فقط في موافقة الإجماع فهو عين مذهب أهل الحق فليفهمها الجميع, قال الشاطبي في الموافقات:
ومن ههنا اعتمد الناس في الدلالة على وجوب مثل هذا في دلالة الإجماع لأنه " قطعي " وقاطع لهذه الشواغب. انتهى
فمن لم يقنع ويعمل بالقاطع للشواغب فهو مشاغب وهذا ليس مكانا للمشاغبين ولا للموهومين بأنهم معتدلون حتى مع من خرق الإجماع وهو من الضلالات, وكلام الشاطبي واضح فإن الإعتدال هو موافقة الإجماع لأنه بعينه مذهب أهل السنة والجماعة.
والإجماع قائم من أكثر من ألف سنة وهو ما نقله الإمام الكبير القاضي عياض وكذلك الإمام الكبير القرطبي والإمام المفسر الكبير النسفي ومن لا نحصيه غيرهم وما قاله الإمام الطحاوي واضح: هذا ذكر بيان عقيدة أهل السنة والجماعة ......... إلى أن قال: وتعالى عن الحدود والغايات والأركان والأعضاء والأدوات لا تحويه الجهات الست كسائر المبتدعات ..... - فقد بين أن ما تحويه الجهة عند أهل السنة هو المبتدع أي المخترع المخلوق - وقال: ومن وصف الله بمعنى من معاني البشر فقد كفر.
فكفرُ من خالف في هذا واضح بالنص وضوابط الحوار تنص على هذا
وليراجَع قول الشاطبي في أن مثل هذا قاطع للشواغب لأنه قطعي ومخالفة القطعي ضلال والمقام لا يسمح بأكثر من هذه النقول
الفاروق
|