مجلة الخيمة حوار الخيمة دليل المواقع نخبة المواقع Muslim Tents
التسكين المجاني التسكين المدفوع سجلات الزوار بطاقات الخيمة للإعلان في الخيمة
الأسئلة الشائعة قائمة الأعضاء التقويم البحث مواضيع اليوم جعل جميع المنتديات مقروءة

العودة   أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية > القسم العام > الخيمة السياسية
اسم المستخدم
كلمة المرور

 
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
  #1  
قديم 07-08-2006, 03:46 PM
ahmadamino ahmadamino غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Jul 2006
المشاركات: 70
إفتراضي

قال المفسرون من القرون الماضية، ولم يكن أمام أعينهم ما نشاهده من باهر الحقائق: إن المقصود بالعباد الذين جاسوا خلال الديار هم بُخْتَنَصّر وجنوده، وقيل جالوت، وقيل جند من فارس، وقيل جند من بابل. وفسروا المرة الأولى التي أفسد فيها بنو إسرائيل في الأرض وعلوا علوا كبيرا هي حين قتلوا نبي الله أشعياء، وقيل حين حبسوا نبي الله أرْمياء، وقيل حين خالفوا أحكام التوراة.
قال المفسرون الأقدمون رضي الله عنهم عند قوله تعالى: "وإن عدتم عدنا". إن الوعيد الإلهي قد تحقق في زمن محمد صلى الله عليه وسلم حيث عاد اليهود إلى الإفساد في الأرض فجرى على بني قريظة والنضير وبني قينقـاع وخيبر ما جرى من قتل وسبي وإجلاء، وضربت عليهم الجزية.
وهكذا نظر أسلافنا رحمهم الله ورضي الله عنهم إلى قضية بني إسرائيل وكأنها أمر انتهى ولم يعد لذكرهم موضوع بعد أن شُرِّدوا في الأرض وقُتِّلوا تقتيلا.
ونقرأ نحن رحمنا الله كما رحمهم هذه الصفحة من كتاب الله العزيز قراءة حية تنبض بالتوتر مع الأحداث الهائلة التي رفعت بني إسرائيل إلى عُلُو كبير. مكنهم ولا يزال يمكنهم من الإفساد في الأرض. علو وفساد ما كان لأسلافنا أن يتصوروه وهم كانوا أحد رجلين: إما مفسر مجتهد قابض على النص ناظر فيه ومن خلاله ثاوٍ في منصة العِزِّ أيّام كان للمسلمين الغلبة وكان اليهود تحت الذمة يرتعون في حماية الإسلام دون أن يشكلوا قوة تستحق، في نَظر المفسر الثاوي في زمانه، أن يخاطبها القرآن. أو كان المفسر مقلدا في عصور الرقاد والانحطاط فلا يجرؤ على تجاوز ما قاله السابقون، وماذا يقول، ولو كان هو الشوكاني المجتهد المطلق، ولا ذكر لليهود إلا بالقلة والذلة؟
نقابل نحن هذه الصفحة من آيات الله في القرآن بمرآة آيات الله في الأكوان. مصدر هذه وتلك واحد أمر الله الكوني هو الواقع وهو حق، وإخباره بالغيب في كتابه حق. والخطأ في المقابلة يُعْزى إلينا. والله أعلم.
نقابل الصورتين على ضوء الآية التي وردت عقب سرد الأحداث: "إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم ويبشر المؤمنين الذين يعملون الصالحات أن لهم أجرا كبيرا" (سورة الإسراء). هداية القرآن وبشارته. ما هي "التي هي أقوم" بالنسبة إلينا ونحن نعيش كابوس علو اليهود وإفسادهم مهما كان تفسير الأولين والآخرين لما يقصده رب الخلق والأمر من الآيات؟ الجهاد لا شك، وإعداد القوة له بالنفس الطويل حتى تتوحد الأمة عليه وبه.
ما هي بشارة القرآن في الموضوع، ولم زُفت البشارة للمومنين تحريضا لهم على عمل الصالحات إثْرَ ذكر علو أعداء الله في الأرض وإفسادهم الكبير؟ ألِكي نتفرغ للصالحات الفردية من صلاة ونسُك ونترك لله ورسوله قتال الأعداء كما قال الأعداء لموسى:" فاذهب أنت وربك فقاتلا إنا ها هنا قاعدون" (سورة المائدة) ؟
معنا نص من الحديث في غاية الأهمية نقله إلينا رجال الحديث أمناء العلم ولم يجد له المفسرون مكانا إلا في أعقاب الحديث عن فتن آخر الزمان، لا يمس الحديث قضية معينة ولا يرسم خطا عمليا واقعيا.
روى الإمام أحمد ومسلم في صحيحه عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا تقوم الساعة حتى يقاتل المسلمون اليهود، فيقتلهم المسلمون، حتى يختبئ اليهود من وراء الحجر والشجر. فيقول الحجر والشجر: يا مسلم ! يا عبد الله ! هذا يهودي خلفي، فتعال فاقتله. إلا الغرقد فإنه شجر اليهود". وقد قرأت أن اليهود اليوم في فلسطين مولعون بغرس شجر قال عنه الكاتب الإسلامي إنه الغرقد المعني في الحديث.
إذا أشرفنا على الساحة الواقعية من إزاء القرآن وتصفحنا الأحداث وقارنا أهميتها التاريخية بالمستوى الجهادي الذي تطلبنا به "التي هي أقوم"، وهي مطلقة لا تتقيد بصوابنا أو خطإنا في التفسير، رأينا كيف كان التكليف خفيفاً على مفسرينا الأولين الذين عاشوا في ظل شوكة الإسلام المنتصرة لا وجود تحتها لما يشبه ولو في الخيال شيئا مثل: "الخطر اليهودي". وأنى لليهود، في رأي العين يومئذ، أن يشكلوا قوة تعلو في الأرض وهم بَدَدٌ، هل تُحس منهم من أحد أو تسمع لهم رِكزا؟
لذلك طفق مفسرونا يرددون قتل اليهود لأشعياء وحبسهم لأرمياء عليهما السلام. قتل أنبياء الله من أشنع جرائم اليهود لعنهم الله، لكننا لا نحسِبه من حيث مصير الإنسانية إفسادا يقارب ما نعرفه ونشاهده ونقاسيه من إفساد بني إسرائيل في عصرنا.
وراح المفسرون يذكُرون إيقاع بُخْتنصر باليهود وإيقاع جالوت وجند فارس وبابل. وكل هؤلاء كانوا كفارا لا يحق أن يشرفوا بتفسير أنهم "عباد لنا". فلفظ "العباد" منسوبا إلى الألوهية أو الرحمانيّة أو ضمير الجلالة يطلق في القرآن على العباد الصالحين. وما ربك بظلام للعبيد، مطلق العبيد.
عباد الحضرة المصطفون الأخيار كانوا هم رسول الله صلى الله عليه وسلم وصحابته. أفسد اليهود في الأرض يومئذ بما نقضوا من عهود وبما نكثوا وغدروا. كان جند الله بقيادة رسول الله عبادا لله أولي بأس شديد جاسوا خلال ديار خيبر الجوس المُنكي الذي لا تزال ذاكرة إخوان القردة تحفظه وتغذي نوايا ثاراته باحتلال مكة والمدينة بعد احتلال القدس.
نقلة تاريخية ما بين انتصار المسلمين على اليهود بعد خيبر ودخولهم بيت المقدس في زمن عمر طواها القرآن طيا كما نعهد من بلاغته.
لم يكن لليهود كل ذلك العلو المادي على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم وإن كانت لهم صناعة وأطُم وحصون لكن عباد الله كانوا عباد الله حقا. وموعد الآخرة بينهم وبيننا يقترب، نرى اطِّراد تقدمهم العلمي والتكنولوجي والتحالفي والتنظيمي والكيدي ومعهم القنابل الذرية والصواريخ يصَنِّعونها تصنيعا. ولن يكون المسلمون الذين يقاتلونهم ويقتلونهم خلف الحجر والشجر، يتكلم الشجر بإذن الله، إلا الجيل الذي يستحقُ أقرب ما يكون الاستحقاق أن يسموا عباد الله كما كان المهاجرون والأنصار عباد الله
 


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع
بحث في هذا الموضوع:

بحث متقدم
طريقة العرض

قوانين المشاركة
لا بإمكانك إضافة موضوع جديد
لا بإمكانك إضافة مشاركات جديدة
لا بإمكانك إضافة مرفقات
لا بإمكانك تعديل مشاركاتك

كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

حوار الخيمة العربية 2005 م