مجلة الخيمة حوار الخيمة دليل المواقع نخبة المواقع Muslim Tents
التسكين المجاني التسكين المدفوع سجلات الزوار بطاقات الخيمة للإعلان في الخيمة
الأسئلة الشائعة قائمة الأعضاء التقويم البحث مواضيع اليوم جعل جميع المنتديات مقروءة

العودة   أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية > القسم العام > الخيمة المفتوحة
اسم المستخدم
كلمة المرور

 
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
  #1  
قديم 20-10-2000, 12:50 AM
ناقد2000 ناقد2000 غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Aug 2000
المشاركات: 661
Post لا بد للحق من رجال...للشيخ سلمان العودة


لا بد للحق من رجال


على مدار التاريخ كله لم يحدث قط أن أنزل الله تعالى على الناس كتابا مسطورا يقرؤونه دون أن يكون ثمة رسول من البشر يحمله ويبلغه . بل كانت سنته تعالى أن يختار ويصطفي من الملائكة رسلا ومن الناس ، ويأمر هؤلاء الملائكة بتبليغ الوحي إلى المصطفى من البشر .



وكان الرسول البشري مكلفا بتبليغ الوحي إلى الناس ، وأن يكون هو أول الممتثلين إلى لأوامره و زواجره ، ولذلك كان شعيب عليه السلام يقول لقومه : " وما أريد أن أخالفكم إلى ما أنهاكم عنه " .



وقد ختم المرسلين بمحمد صلى الله عليه وسلم الذي كان مسك الختام وواسطة عقد النظام وكان موته صلى الله عليه وسلم يعني نهاية تنـزل الوحي على بشر ، لقد انقطع بموته خبر السماء . وفي صحيح البخاري أن أبا بكر قال لعمر بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم " انطلق بنا إلى أم أيمن نزورها كما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يزورها " فلما جاءا إليها بكت فقالا لها :



ما يبكيك : أما تعلمين أن ما عند الله خير لرسول الله صلى الله عليه وسلم ؟! قالت : أما إني لا أبكي إني أعلم أن ما عند الله خير لرسوله صلى الله عليه وسلم ، ولكني أبكي انقطاع الوحي من السماء !



فهيجتهما على البكاء فجعلا يبكيان معها .



إنها امرأة فقيهة حقا … إن فقد رسول الله عليه الصلاة والسلام لم يكن سهلا عليها كيف وهي حاضنته ومن أقرب الناس إليه وكان عليه الصلاة والسلام يحبها ويتلطف معها ، وكان ابنها أسامة وزوجها زيد من أحب الناس إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يكن صلى الله عليه وسلم بالذي يهون فقده . لكنها نظرت إلى الجانب الآخر … الجانب الذي نظر إليه حسان بن ثابت وهو يقول في رثاء رسول الله صلى الله عليه وسلم :



فقدنا الوحي والتنـزيل فينا ***** يروح به ويغدو جبرائيل



ولكن فضل الله أدرك هذه الأمة الممتدة في أحقاب الزمن إلى يوم القيامة بأن جعل منها (( ورثة )) يخلفون الأنبياء في العلم والتربية ويهدون الناس إلى الحق والعدل { وممن خلقنا أمة يهدون بالحق وبه يعدلون } إنهم إذا (( أمة )) وليسوا آحادا معدودين .



وهذا معنى ما بشر به صلى الله عليه وسلم في الحديث المتواتر الذي جاء عن واحد وعشرين صحابيا عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال :



" لا تزال طائفة من أمتي على الحق منصورة ، لا يضرهم من خذلهم ، ولا من خافهم ، إلا ما يصيبهم من اللأواء ، حتى يأتي أمر الله ، وهم ظاهرون على الناس " ، إنها منارات لا تغيب مهما أدلهم الظلام ، وأحلو لك الليل .



وهذا إيذان بامتناع هيمنة (( الجاهلية )) المطلقة على أمة محمد صلى الله عليه وسلم لا يستثنى من ذلك إلا الفترة اليسيرة التي تسبق قيام الساعة حين يدرس الإسلام كما يدرس وشي الثوب حتى لا يدري ما صلاة ولا صيام ولا صدقة ولا نسك ، كما ورد في سنن ابن ماجة ومستدرك الحاكم وغيرهما عن حذيفة بسند صحيح .



فهو – من جهة – خبر عن أمر قدري آت لا محالة مهما أرجف المرجفون ، وتشكك المرتابون ولا يشك في هذا أحد لأنه خبر قطعي لا ريب فيه . ولكنه – من جهة ثانية – تكليف شرعي للأمة أن (( تكون )) منها هذه الطائفة المجاهدة فهي من هذا الجانب كقوله تعالى : " { ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر وأولئك هم المفلحون } فالأمة (( مطالبة )) شرعا بتكوين هذه الطائفة وتمكينها من القيام بعملها ومباشرة مهمتها الربانية . وما هي مهمتها الربانية ؟



أهي البقاء على الحق والالتزام بالسنة – قولا وفعلا واعتقادا فحسب ؟ أم هي أمر وراء ذلك وفوقه ؟ كلا … إن مهمتها أعظم من ذلك .



فإن الفرقة التي تقنع بصلاح نفسها دون أن تنازل الباطل وتقارعه إنما تسمى (( ناجية )) فحسب ، لأنها تجنبت طريق الهالكين من أهل الضلالة . أما هذه الطائفة فلم يصفها الرسول صلى الله عليه وسلم بمجرد النجاة والسلامة ، بل أطلق عليها وصفا ذا دلالة عميقة ، إنه (( الطائفة المنصورة الظاهرة )) .



فهي أولا " (( طائفة )) تلتف حول الحق وتدور معه حيث دار .



وهي ثانيا : (( ظاهرة )) ليست خفية مستترة ، ولا ضعيفة مهزومة ، تخجل من الحق الذي معها فتسكت عنه أو تبدله .



وهي ثالثا : (( منصورة )) وهذا يقتضي بداهة أنها (( مجاهدة )) لأن النصر لا يعطى إلا للمجاهدين في ميدان الكلمة وفي ميدان الدعوة وفي ميدان السيف .



فهي الواجهة التي تقارع أرباب المذاهب المنحرفة والأهداف التخريبية ، وتكشف ألاعيب المتآمرين من صرعى الشبهات أو صرعى الشهوات ، ومع الصبر واليقين تمنح النصر ويعطى زعماؤها و مبرزوها وسام الإمامة { وجعلناهم أئمة يهدون بأمرنا لما صبروا وكانوا بآياتنا يوقنون }



يقول سفيان رضي الله عنه " بالصبر واليقين تنال الإمامة في الدين " .



وإذا لم يكن زعماء هذه الطائفة ورؤساؤها هم العلماء الذين وصفهم النبي صلى الله عليه وسلم بأنهم (( ورثة الأنبياء )) فمن يكونون إذا ؟



وإذا لم تكن وراثة النبوة بالعلم الصحيح المستقى من الكتاب والسنة ، وبتربية الناس على هذا العلم … فماذا تكون الوراثة إذا ؟ إنها مهمة العلماء الربانيين و من سار على دربهم { ولكن كونوا ربانيين بما كنتم تعلمون الكتاب وبما كنتم تدرسون } .

ا هـ كلام الشيخ..1416هـ 1995م سلسلة مقالات قضايا في المنهج.
 


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع
بحث في هذا الموضوع:

بحث متقدم
طريقة العرض

قوانين المشاركة
لا بإمكانك إضافة موضوع جديد
لا بإمكانك إضافة مشاركات جديدة
لا بإمكانك إضافة مرفقات
لا بإمكانك تعديل مشاركاتك

كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

حوار الخيمة العربية 2005 م