هذه القصيدة هي في ذكرى نكبة فلسطين في15 أيار عام 1948 ولكن من يُتابع الأحداث ويرى عربَ هذا الزمان لن يَحتاجَ إلى مَزيد جُهدٍ كي يرى أن نكبة فلسطين مهما عظُمَتْ فَهي نَكبةُ العرب الصغرى.. وهي تُؤرِخ للزمن الذي منه بدأت نكبة العرب الكبرى والتي ما انفكت تكبرُ وتتفاقمُ ككرةِ الثلجِ الْمُتدحرجة من قمةِ العلياء إلى سفحها ..مُنذ ذلك التاريخ..!!؟؟
فنحنُ إلى أين..!!؟؟
من بنا يَدري..!!؟؟
أيارُ..!!
ها قد عُدْتَ..مُبْتَسِمَاً..
لِكي تَرمي على الرَبْواتِ..
حُلَتَها من الأزهارِ..
لم تنْسَ..!!
ولا أخْلفْتَ..يا أيارُ..
عاماً بعد عامْ...!؟؟
ورجَعْتَ..يا أيارُ ..
كي تُهْدي..
إِلَى العُشاقِ..دِفْئاً..
يُطْلِقُ الأشجانَ..
والأهاتِ..يَحمِلُها نسيمُ الليلِ
فِي خَفَرٍ..!!
لكي يَحلو الكلامْ..!؟
لكن أنا أيارُ..لستُ مُرَحِباً
أن عُدتَ يا أيارُ..شأنِي والأنامْ
أنا مُقْطِبٌ بِرِمٌ حَنوقٌ..عاتِبٌ
لن ألتقي أيارَ ..
أهدانِي الْخِيامْ
لن ألتقي أيارَ..حابى غاصِباً
نادى أنا الساميُ..
فِي أبناءِ سامْ
أيارُ..فارجِعْ..!!
لا تُدانِي مُكْلَماً
يشكو النَزيفَ..
وقلبُهُ يشكو الضِرامْ
أيارُ..إنِّي قد أضَعْتُ..
حبيبتي..!!
فِي سَبيِ بابلِ..!!
مُنذُ أسبوعٍ..وعامْ..!؟
ضَيَعْتُها..!!
مع خَمسِ نَخواتٍ..وحَبَةِ سُؤددٍ.
كانت لَدَى الْمَنْصور..
أورَثها إلى صِنْديدِ.. راعاها
وحاباها..
لِكي وصلتْ إلَى الفَذِ الهُمامْ..!؟؟
والفَذُ أودَعَها لَدَيَ أمانَةَ..
فِي صَرَّةٍ.. قد حُرِزَتْ..
مع ثوبِ من عَزمٍ..
تُطَرزِهُ دماءُ الصيدِ..
من خَلْفٍ.. ومن جَنْبٍ..
وأيضاً.. من أَمامْ..!!
كان الْجميعُ مُهاجِراً..
عَن نَفْسِه..!!
فَأَضعْتُها..!!
وسَألتُ عنها الْخَلْقَ.. ما رَدوا..
على الْمَلهوفِ ..أو رَدَّ الزحامْ..!؟؟
صَمَتَ الْجميعُ..
على ضِياعِ حَبيتي ..
وغَفُوا الليالِي.. بِينما..
وحدي أنا..!!
ظَليْتُ بعد الفَقدِ..
أسْهَرُ بَعْدَها..
أكبو.. وأكبو..!!
ثُمَّ أكبو..!!
مُنْذُ ضاعَتْ..!! لا أَنامْ ..!؟؟
بل عُدتُ أبْحَثها.. بِذُلِ عُروبتي..
لم أَلْتَقِ..!؟؟
لِكن وَجَدتُ خِمارَها اللوزيِ..
أَمسى أَحْمراً..!؟؟
وعليهِ قد نُقِشَتْ..عِبارَةُ..!!
>قَد ذّهبتُ.. ولا سَلامْ<..!؟؟
من لِي إذن..!؟؟
حَتى أُداعِبَ خَدَّها..!!
من دونِ لَمْسٍ.. دون هَمْسٍ..
دون بَوحٍ.. دون شَرحٍ..
دونَ إعْطاءٍ وأخذٍ.. فِي الكَلامْ..!؟؟
من لِي إِذن....!؟؟
حتى أُعاتِبَ لَحْظَها..
لولا رَمَى غِيْري..!!
وجَنَبَني..!!
بِرَشْقٍ من سِهامْ..!؟؟
من لِي إِذن ..!!؟
حتى أُمَسِدَ شَعْرَها..
بأنامِل من سِحْرِ ..
قد غابَتْ بِلُجٍ من بَهيمٍ حالكٍ
مَسدولِ كالشلالِ ..
فِي أُفقِ الظَلامْ..!؟؟
من لِي إِذنْ..!!؟؟
حتى أُوَزِعَ عِبْقها..
بيْن النساءِ..
فتَكتفي..من عِبْقِها
كُلُّ النساءِ الْحالِماتِ..
بِفَرْشِهِنَ.. إلَى الغَرامْ..!؟
من لِي إِذن..!!؟؟
حتى أقولَ بِجيدِها..
ما لم يَقْلْهُ العاشِقون..
إلى الْحِسانِ.. بِألفِ عامْ..!؟؟
من لِي إذن..!!؟
حتى.. أُتَرْجِمَ وُدَّها..
لِلُغاتِ أهلِ الأرضِ..
من إنسٍ.. ومن جِنٍ..
وبل أروي.. إلَى الأرواحِ والأشباحِ
كي ألقى بِهِم..
من قال عن فَقدي الْحبيبةِ.. مَرةًِ..
فِي سِر أو جَهر.. توحَدَ يا حرامْ..!؟؟
أَنا ما لَديَ حَبيبةٌ..
ضَيَعْتُها..!؟؟
ما عُدتُ من عُشاقِ..
هذا العَصْرِ..
نُقْطَةُ. والسلامْ..!؟؟
لا أبْتَغي نيسانَ..أو أيارَ
أو أزهارا..
كي أُهْدي الْحبيبةَ.. كلَّ عامْ
إِرجِعْ إِذن أيارُ عَني..
لا تُقاربْني ..!!
نَشَدْتُكَ.. بِاحْترامْ..!!
إِرجِعْ.. وعُدْنِي بعد عامِ ِ..!!
رُبَما..!!
عادَ الُحبيبُ..
وعودُهُ قد باتَ لِي بداً..
وبل حَتماً..
وبَلْ أمسى لِزامْ..!!
إرْجِعْ إذن..!!
أنا لا أُريد..!!
ولَسْتُ أرغَب.. أن أُصافِحَ..
لَسْت أرغَب.. بِالسلامْ..!!
عُد.. لا تُحاول..!!
لا تُجادِلْ..!!
لا أريدُ بِأن أراك..!!
ولا أُريدُكَ أن ترانِي.. لَحظةً
حتى ولولا..
قد جَلستَ هنا أمامي..
قُربَ بابِي.. ألفَ عام..!!
#######
أيارُ ..لكن لِي سُؤالٌ ..
هل تُجبْ ..!!؟؟
قَبلَ الذهابِ
وتَركِي.. فِي رَغْد الْخيامْ
لولا أجَبْتَ فِإنني.. لكَ شَاكِر
وإذا رَفَضَتَ.. فَإنني مُتَشِكرٌ
لا لن ألومَك..!!
حاشى مني.. ذاتَ حينٍ أن تُلامْ..!!
فادنُ قَليلاً.. لو قِبِلتَ تَطَفُلِي
أو دونَكَ الأمداءُ.. إن تأبَ..
فهيا للأمامْ..!؟؟
أيارُ..عُدْنا إن تَعُدْ.!!
مع بَسْمةٍ
واحْملْ شُعاعَ الدفِىءِ..
لِلرَبواتِ..
كي تَحنو على أزهارِ..!!
تَعْتَصِرُ السَحَابْ..!؟؟
فالليلُ هذا..عن قريبٍ مُدْبِرٌ...
والفجرُ أمسى فِي الْمدى ..
آتٍ لكي يَجتاحَ هذا الهونِ..
والعَتْماتِ..يَمحَقُها بِلا إبطاءِ..
عن دُنيا..أمانينا العِذابْ..! رشيد الْجشي.. شاعر عربِي فلسطيني
مقيم في الدانمارك
آخر تعديل بواسطة السيد عبد الرازق ، 16-05-2007 الساعة 02:39 PM.