مجلة الخيمة حوار الخيمة دليل المواقع نخبة المواقع Muslim Tents
التسكين المجاني التسكين المدفوع سجلات الزوار بطاقات الخيمة للإعلان في الخيمة
الأسئلة الشائعة قائمة الأعضاء التقويم البحث مواضيع اليوم جعل جميع المنتديات مقروءة

العودة   أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية > القسم الإسلامي > الخيمة الإسلامية
اسم المستخدم
كلمة المرور

 
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
  #1  
قديم 24-05-2005, 01:03 PM
rajaab rajaab غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2005
المشاركات: 112
إفتراضي سياسة التعليم في الإسلام

[size=5][font=Arial Black]--------------------------------------------------------------------------------


سياسة التعليم

أكرم الله الإنسان بالعقل، وبه فُضّل على سائر المخلوقات، فكان العقل أغلى ما لدى الإنسان، وأنزل الله القرآن وبعث رسوله محمداً صلى الله عليه وسلم بالإسلام ليخاطِب عقل الإنسان ويرشده إلى ما يصلحه ويصلح له. وقد جاءت آيات القرآن مخاطِبة هذا العقل، قال تعالى: (وما يذّكّر إلاّ أولوا الألباب)، أي ذوو العقول، وقال سبحانه: (إن في خلق السموات والأرض واختلاف الليل والنهار لآيات لأولي الألباب) وقال: (فاتقوا الله يا أولي الألباب لعلكم تفلحون) وغيرها. بل كانت العقيدة الإسلامية نفسها خاضعة للعقل. وقد رسم الإسلام سياسة للتعليم غايتها إمداد العقل بالأفكار الصحيحة والآراء السديدة من عقائد وأحكام، وحث على طلب العلم والتزود بالمعرفة، فقال سبحانه: (قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون) وقال عليه الصلاة والسلام (يشفع يوم القيامة ثلاثة: الأنبياء ثم العلماء ثم الشهداء). وقد نعى القرآن على من سبقوا الإسلام جهلهم وقلة علمهم، ووصف عهدهم بأنه عصر جاهلية فقال: (ولا تبرّجن تبرج الجاهلية الأولى) وقال: (يظنون بالله غير الحق ظن الجاهلية) وقال: (أفحكم الجاهلية يبغون) مما يشير إلى المكانة الرفيعة للعلم في الإسلام. وقد حرص الإسلام على تجنيب العقل مزالق الضلال ومتاهات الانحراف، فوضع ضوابط غاية في الإحكام، وأمر المسلم أن يتعلمها ويتقيد بها، وأوكل تنفيذ هذه السياسة -التي هي أفكار تتعلق برعاية الشؤون- للحاكم يرعى بها شؤون الرعية عملياً وتثقيفياً، فكان الحاكم هو الذي يتبنى الأفكار المتعلقة بسياسة التعليم في مراحله الابتدائية والثانوية والجامعية.
وأبرز هذه الضوابط أنه جعل العقيدة الإسلامية هي الأساس الذي يقوم عليه منهج التعليم، فلا توضع مادة دراسية أو طريقة تدريسية إلاّ على الوجه الذي لا يُحدث أي خروج في التعليم عن هذا الأساس. فالعقيدة هي أساس حياة المسلم، وهي أساس الدولة، وهي أساس العلاقات بين الناس، أي هي أساس المجتمع، فكل معرفة يتلقاها المسلم لا بد أن يكون أساسها العقيدة الإسلامية، وهكذا سار الرسول الكريم في نشر دعوته وتعليم المسلمين الأحكام. فحين كسفت الشمس عند وفاة ولده إبراهيم قال الناس: كسفت الشمس لموت إبراهيم، فقال عليه الصلاة والسلام: (إن الشمس والقمر آيتان من آيات الله لا ينكسفان لموت أحد ولا لحياته). فجَعل العقيدة الأساس للمعلومات عن الكسوف والخسوف. إلاّ أن جعل العقيدة أساساً لمنهج التعليم لا يعني أن تكون كل معرفة منبثقة عنها، فالعقيدة الإسلامية لا تنبثق عنها كل معرفة لأنها خاصة بالعقائد والأحكام فحسب، وإنما معنى ذلك هو أن المعارف المتعلقة بالعقائد والأحكام يجب أن تنبثق عنها، أمّا غير العقائد والأحكام فإن معنى جعل العقيدة أساساً لها هو أن تُبنى هذه المعارف عليها أي أن تتخذ العقيدة مقياساً، فما ناقضها لا يؤخذ وما لم يناقضها جاز أخذه. فنظرية داروين التي تقول إن الإنسان تطور عن قرد، لا تؤخذ، لأن الله يقول: (إن مثل عيسى عند الله كمثل آدم خلقه من تراب ثم قاله له كن فيكون). وكتاب الأدب الجاهلي لطه حسين الذي أنكر قصة إبراهيم وولده إسماعيل في بناء الكعبة، لا يؤخذ ويُمنع تدريسه، لأن الله ذكر هذه القصة وأثبتها في القرآن. ومثلاً كتاب تجديد الفكر الديني في الإسلام لمحمد إقبال الذي أنكر وجود الجنة والنار ووصفهما بأنهما حالتان نفسيتان تعبران عن نجاح الإنسان وفشله في الدنيا وأن التكليف سيستمر للإنسان بعد الموت، هذا الكتاب لا يؤخذ ويُحظر تداوله لتناقضه مع صريح آيات القرآن الكريم في هذا الموضوع، وهكذا.
وقد هدف الإسلام من التعلم والتعليم تكوين العقلية الإسلامية والنفسية الإسلامية اللتين تشكلان معاً الشخصية الإسلامية، فكل ما أدى أخذه إلى إيجاد هذه الشخصية أُخذ وما كان يؤدي إلى غير ذلك مُنع، ولم يقرر في المنهج. وحيث أن واقع الإنسان أنه يدرك الأشياء والأفعال فيحكم عليها وهو يعقلها ويدركها فيميل لها، وأن المعرفة لا تخرج عن هذين الأمرين، فقد عالج الإسلام الأمرين هذين وبربطهما بالعقيدة، فكان من نصوصه ما يعالج التفكير ومنها ما يعالج الميول، فما يعالج التفكير قوله تعالى: (ويتفكرون في خلق السموات والأرض) وقول رسوله الكريم: (تفكر ساعة خير من عبادة سبعين سنة)، ومما يعالج الميول قوله سبحانه: (قل إن كان آباؤكم وأبناؤكم وإخوانكم وأزواجكم وعشيرتكم وأموال اقترفتموها وتجارة تخشون كسادها ومساكن ترضونها أحبّ إليكم من الله ورسوله وجهاد في سبيله فتربصوا حتى يأتي الله بأمره، والله لا يهدي القوم الفاسقين)، وقوله صلى الله عليه وسلم: (لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحبَّ إليه من نفسه) وكل ذلك لأجل أن يكون حكم المسلم على الأشياء والأفعال مبنياً على العقيدة، وكذلك ميوله، وبذلك لا يشغل المسلم عقله بالآراء الفلسفية لأنها تخالف العقيدة الإسلامية ولا تميل نفسه لحياة الانحلال والترف وحضور مجالس الاختلاط لأنها ليست ميول إسلامية.
والعلوم والمعارف، منها ما هي علوم تجريبية وما هو ملحق بها كالرياضيات والطب، ومنها ما هي معارف ثقافية كاللغة والتاريخ والفقه، فالعلوم التجريبية وما يلحق بها تؤخذ وتقرر في المنهج، حسب الحاجة إليها دون أية قيود، أمّا المعارف الثقافية فإنها تدرَّس في المرحلتين الابتدائية والثانوية وفق سياسة معينة لا تتناقض مع أفكار الإسلام وأحكامه، وأمّا في المرحلة العالية فتؤخذ هذه المعارف كما يؤخذ العلم على شرط أن لا تؤدي إلى أي خروج عن سياسة التعليم وغايته، أمّا الفنون والصناعات فهذه قد تلحق بالعلوم كالفنون التجارية والملاحة البحرية وشق الترع وبناء السدود وتحسين البذور، فهذه تؤخذ كالعلوم سواء بسواء. وأمّا ما كان منها ملحقاً بالثقافة، وذلك عندما تتأثر بوجهة نظر خاصة كالتصوير والنحت، فهذه لا تؤخذ إذا ناقضت وجهة نظر الإسلام، كما هي الحال في رسم كل ذي روح، أو صنع تمثال لأي حي.
فالمتعلمون يدرسون الثقافة الإسلامية في جميع مراحل التعليم ويتوسعون فيها، وتشمل الفقه وأصول الفقه والتفسير والحديث واللغة العربية وآدابها والتاريخ الإسلامي، ويجري كذلك تدريس العلوم الطبيعية والكيمياء والهندسة والطب وعلم الأحياء والصيدلة وما إليها، ويجعل لها أقسام متخصصة في المرحلة العليا أي الجامعية، أمّا غير ذلك كالفلسفة وعلم الاجتماع والتاريخ الأجنبي واللغات الأجنبية وآدابها فإنها تُحظر ويمنع تدريسها في المرحلتين الابتدائية والثانوية لأنها ثقافات تخالف وجهة نظر الإسلام، ولكن هذه الأبحاث، وكذلك الأفكار الرأسمالية الغربية والأفكار الشيوعية والاشتراكية، وعقائد أهل الكتاب، وعقائد البوذيين والهندوس والقاديانيين والبهائيين، وأفكار القومية والوطنية لا تدرس إلاّ في المرحلة العليا ولكن من أجل نقضها وبيان فسادها وتهافتها. وبذلك لا يصل إلى عقول المسلمين سوى الثقافة الإسلامية والعلوم التجريبية وما لا يتناقض مع العقيدة الإسلامية، وليتم تشكيل العقلية الإسلامية والنفسية الإسلامية في الفرد المسلم، فتكتمل لديه الشخصية الإسلامية، ويبقى المجتمع الإسلامي مجتمعاً مميزاً في التفكير والسلوك، ويصان من عوامل الهدم والتخريب.
هذا ما يتعلق بمادة الدراسة في مدارس الدولة، وتلحق بها المعاهد الخاصة والمدارس الأهلية، إلاّ أن هذه المعاهد والمدارس يجب أن يتوفر فيها شرطان: أحدهما أن تلتزم بمنهج الدولة، فلا تزيد عليه ولا تنقص منه، وثانيهما أن لا تكون ملكاً للأجانب، بل ينبغي أن يكون أصحابها يحملون التابعية الإسلامية، فتُغلق الجامعات الأمريكية في بيروت واستنبول والقاهرة، ومدارس الإرساليات الفرنسية كالجامعة اليسوعية في بيروت، ومدارس الفرير ودي لاسال، والكلية الفرنسية في لاهور، والمدارس والمعاهد البريطانية كالمركز الثقافي البريطاني الملحق بالسفارات البريطانية، ومعهد شملان في عالية بلبنان، والمعاهد الألمانية كمدرسة شنلر في عمان، وسائر المدارس التي يمتلكها الأجانب في بلاد المسلمين، فهذه كلها تُقفل ولا يُسمح ببقائها حتى ولو التزمت بمنهج الدولة.
وتتولى الدولة توفير التعليم المجاني لكل ذكر وأنثى في المرحلتين الابتدائية والثانوية، وتفسح مجال التعليم العالي للجميع بأقصى ما يتيسر من إمكانيات، لأن تعليم أفراد الرعية ما يلزمهم لمعترك الحياة هو من المصالح الأساسية، ولهذا يجب على الدولة توفيره سيما وأن الحياة في هذا العصر قد أصبح فيها التعليم الابتدائي والثانوي للأمّة بمجموعها من الضروريات وليس من الكماليات، لذلك كان التعليم في هاتين المرحلتين فرضاً على الدولة، وأما التعليم الجامعي فإنه كذلك من المصالح، فما كان من الضروريات كالطب وعلوم التعدين وجب على الدولة توفيره، وما كان منه من الكماليات، كالآداب فإن عليها أن توفره إن وُجد لديها مال، وكل ذلك يجري توفيره بالمجان.
وفوق ذلك كله تهيئ الدولة المكتبات والمختبرات وحقول التجارب في غير المدارس والجامعات لتمكين من يرغبون مواصلة الأبحاث في شتى المعارف من فقه وحديث وتفسير، ومن طب وهندسة وكيمياء، ومن اختراعات واكتشافات حتى يوجَد في الأمّة حشد من المجتهدين والمبدعين والمخترعين، فقد روي أنه كان يشاهَد في الشارع الواحد في بغداد أيام الحكم الإسلامي عشرات من المجتهدين والعلماء، وكانت مدن سمرقند وبخارى ودمشق ومدن الحجاز والقيروان وقرطبة تعج بالجامعات وطلاب المعرفة، مما كان يتناسب مع عظمة الدولة الإسلامية التي كانت الدولة الأولى في كل شيء، في القوة العسكرية والنواحي الفكرية والعلمية والعمرانية.
أمّا ما فيه المسلمون اليوم من جهل، وضعف في سائر العلوم بسبب عقم المناهج التدريسية القائمة على الفكرة الرأسمالية من أجل إبعاد المسلمين عن ثقافتهم وقتل الإبداع فيهم، وتقصير الدويلات القائمة، مضافاً إليه تفشي الأمّيّة فيهم كما كانت في العرب قبل الإسلام، فإن ذلك كله يقتضي من الدولة علاجاً جاداً وحازماً، فكما عالج الرسول صلى الله عليه وسلم الأمّيّة آنذاك وحث على طلب العلم، فجعل فداء كل أسير من أسرى بدر تعليم عشرة من أبناء المسلمين، فكذلك ستعمل الدولة على محو الأمّيّة وستبذل قصارى الجهد لإزالة هذه الوصمة الآثمة عن جبين هذه الأمّة الكريمة، وتجعل كل مسلم عالماً أو متعلماً، والرسول صلى الله عليه وسلم يقول: (طلب العلم فريضة على كل مسلم) فلا مكان للجهل بين المسلمين لأن الله أوجب على كل مسلم أن يطلب العلم.
  #2  
قديم 24-05-2005, 01:05 PM
rajaab rajaab غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2005
المشاركات: 112
إفتراضي

بقيت من وسائل التعليم والتثقيف دور الاذاعة والتلفزيون، والصحف والمجلات، والكتب والمحاضرات فهذه جميعها يقام بها ويجري استخدامها من قِبل الدولة، كما يجري استخدامها من قبل الأفراد دون حاجة منهم لأخذ إذن من الدولة، فلا يحتاج أحد لأخذ رخصة مسبقة من الدولة لبناء دار للإذاعة، أو إصدار مجلة أو صحيفة، أو نشر كتاب، أو عقد محاضرة، فكل ذلك مباح للأفراد، إلاّ أنه إذا كتب كاتب أو حاضر محاضر بما يخالف الإسلام فإنه يعرّض نفسه للعقاب، ولكن لا يتخذ أي اجراء بحق المجلة أو الصحيفة، فما يؤلفه المؤلفون، وما ينشره الصحفيون يقومون به متى شاءوا، ولكنهم مقيدون بالعقيدة الإسلامية، ومحاسَبون على ما يصدر عنهم.
وما يقال عن المعاهد الأجنبية ووجوب منعها، يقال عن الصحف والمجلات ودور الإذاعة الأجنبية فهذه لا يُسمح لها بالدخول إلى الدولة عموماً، فتمنع صحيفة التايمز ومجلة التايم مثلاً، وتُقفل محطة الإرسال البريطانية في قبرص وصوت أمريكا في رودس، لأنها كلها تفتري على المسلمين والإسلام، فتُمنع وتُحظر من باب رعاية الشؤون، وكذلك سائر الكتب والنشرات الثقافية الأجنبية. أمّا الكتب العلمية الأجنبية فإنها تؤخذ ويُسمح بتداولها سحب الحاجة إليها بعد أن يجري فحصها والتأكد من خلوها ممن يتناقض مع وجهة نظر الإسلام.
هذه هي سياسة التعليم في الإسلام، وهي كلها منصبّة على تكوين الشخصية الإسلامية فكراً وسلوكاً وحفظ المجتمع الإسلامي من زيغ العقائد وفساد الأفكار، وبناء أمّة متماسكة متميزة حضارياً وفكرياً ومشاعرياً تتولى إيجاد النموذج الحي لعظمة الإسلام لعرضه على الناس كافة ودعوتهم للدخول فيه، وأخذ القيادة الفكرية والسياسية والعسكرية لجميع الناس. وإنا لنهيب بالمسلمين للعمل لاستئناف الحياة الإسلامية بإقامة الخلافة التي تحقق كل ذلك، وتدفع بالمسلمين إلى الصفوف الأمامية لبني البشر.
15 من ذي القعدة 1397[/
 


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع
بحث في هذا الموضوع:

بحث متقدم
طريقة العرض

قوانين المشاركة
لا بإمكانك إضافة موضوع جديد
لا بإمكانك إضافة مشاركات جديدة
لا بإمكانك إضافة مرفقات
لا بإمكانك تعديل مشاركاتك

كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

حوار الخيمة العربية 2005 م