السلام عليكم
أرى أن مسألة الدعوة بحسن التعامل مع غير المسلمين أمرٌ مهم. فهنا في الولايات يلتفت غير المسلمين إلى حسن تعامل المسلمين مع بعضهم البعض أولا ثم مع غيرهم ، فيجب علينا أولا أن نعامل الناس جميعا كبشر ربما يكون فيهم الخير ، أو ربما إن هم أسلموا وأحسنوا الإسلام يكونون نصرة للإسلام ويفتح الله على أيديهم أكثر مما قد يفتح على أيدي المسلمين أنفسهم. هذا أمر ملاحظ في الإخوان المسلمين الأمريكيين فإنهم قادرين على دعوة غيرهم من غير المسلمين بصورة أكبر وأفضل منا.
الموضوع الثاني هو كيف نكلمهم عن الإسلام. فكرة الراعي جميلة وهي تنبثق عن فكرتي في أن نحدثهم في مدى الإتفاق بين الدين الإسلامي ودينهم لا عن مدى الإختلاف والمشقة اللتين عليهم أن يكابدوهما في إسلامهم. وعلى رأس هذه الإتفاقات نخبرهم عن عقيدة المسلمين. نقول لهم أن عقيدتنا أن نعبد الله لا نشرك به شيئا. وأن الله منّ علينا بالكثير وعلينا شكره على نعمه. وأن الله بعث للناس الرسل ليعلموهم أمور دينهم ومن ذلك كيف يعبدون الله ويتقربون إليه. وأن عقيدتنا تأمرنا بالإيمان بالرسل جميعهم وبالكتب جميعها. ومن هنا يجد غير المسلمين -وبالذات النصارى- أن الإسلام ليس فيه ما يخالف إعتقادهم الرئيس. ثم نحدثهم عن مكارم الأخلاق وعن معاملة المسلمين بعضهم البعض - فإن الغربيين ينقصهم التآخي في المجتمع الواحد- وعن معاملتنا لغيرنا.
أنا لا أقول أن تكذب عليهم ولكن أن تيسر عليهم الدين، فإن أبوا فلا يكون عزوفهم بسبب المشقة التي صورتها لهم بغير قصد. فوالله يا إخوان إني رأيت أحد المسلمين يدعو نصارنيا فيقول له إن ديننا ليس بالسهل. أترى أن الله خلقك عبثا ، عليك أن تقوم الليل وتصوم النهار ، وهذا كله لن يغنيك من النار شيئا. فهل هذا أسلوب تدعو فيه إلى دين الله أم تنفر به عن الإسلام؟
أرى أني أطلت عليكم. هذا ما أراه من خلال خبرتي المتواضعة، والله أعلم.
عمر مطر
|