أتي أحد الأمراء - أحسبه من العهد الأموي بامرأة من الخوارج - والخوارج كما تعلمون كان في صفوفهم كثير من النساء اللواتي ضربن مثلاً في الشجاعة وحسبكم بغزالة التي تحدت الحجاج ونذرت لله أن تصلي ركعتين في مسجد الكوفة وبرت بنذرها ولم يجرؤ الحجاج على منازلتها فعيره الشاعر بقوله المشهور:
أسد علي وفي الحروب نعامة..فتخاء تنفر من صفير الصافر
هلا برزت إلى غزالة في الضحى؟..بل كان قلبك في جناحي طائر
ومنهن الفارعة بنت طريف ولله درها..أخت مالك بن طريف ورثته بقصيدتها الرائعة وأبياتها التي لم تزل ترددها الأيام:
أيا شجر الخابور مالك مورقاً! ..كأنك لم تجزع على ابن طريف
فتى لا يحب المال إلا من التقى..ولا الزاد إلا من قنا وسيوف
فقدناه فقدان الربيع وليتنا..فديناه من فتياننا بألوف
المهم..
جيء الأمير المذكور بامرأة أسيرة من الخوارج وكان من الجفاة الجهلة فقال لها:
ما أخرجك يا عدوة الله ؟ألم تسمعي قول الله عز وجل:
كتب القتل والقتال علينا..وعلى الغانيات جر الذيول؟
فقالت له: أخرجني جهلكم بكتاب الله!
|