قصة هبة الدباغ في سجون النظام السوري
مقدمة بقلم زينب الغزالي الجبيلي
بسم الله الرحمن الرحيم
( ولاتحسبن الله غافلا عما يعمل الظالمون، إنما يؤخرهم ليوم تشخص فيه الأ بصار مهطعين مقنعي رءوسهم لا يرتد إليهم طرفهم وأفئدتهم هواء وأنذر الناس يوم يأتيهم العذاب فيقول الذين ظلموا ربنا أخرنآ إلى أجل قريب نجب دعوتك ونتبع الرسل، أو لم تكونوا أقسمتم من قبل ما لكم من زوال وسكنتم فى مساكن الذين ظلموا أنفسهم وتبين لكم كيف فعلنا بهم وضربنا لكم الآمثال وقد مكروا مكرهم وعند الله مكرهم وإن كان مكرهم لتزول منه الجبال فلا تحسبن الله مخلف وعده رسله إن الله عزيز ذوانتقام يوم تبدل الأرض غير الأرض والسموات وبرزوا لله الواحد القهار وترى المجرمين يومئذ مقرنين في الآصفاد سرابيلهم من قطران و تغشى وجوههم النار ليجزى الله كل نفس ما كسبت إن الله سريع الحساب هذا بلغ للناس ولينذروا به ليعلموا أنما هو إله واحد و ليذكر أولوا ألالباب ).
وبعد . . فهذه سطور من كتاب الحياة المعاصرة ، عاشتها صاحبته ورفيقات سجنها ألما وعذابا ، ومرارة وأهوالا يشيب لها الولدان . . إنها سطور كتبت بالدموع والدماء ، والسياط والقهر والعذاب ، تحكي قصة الظلم الطغيان فوق أرضنا وفي أوطاننا المسلوبة الإرادة ، والتي عشعش فيها الظلم زمنا طويلا حتى باض وأفرخ وصار ظلمات فوق ظلمات !
ماذا يريد الظالمون ؟ هل يريدون ملكا يتيهون فيه ويسرحون ويمرحون دون رقيب أو حسيب ؟ فإذا كان لهم ذلك هل يبقى ويخلد أم يزول ويهلك وينتقل إلى غيرهم ، فلو دام لأحد لما وصل إليهم . . أم يريدون مالا ينفقون منه على شهواتهم وملذاتهم ، فهل أسعدهم المال حقا ، وهل شفاهم من أمراض نفوسهم وجعل الطمأنينة في قلوبهم ؟ أم يريدون أن يتخلى أصحاب المبادئ عن مبادئهم ، وأصحاب العقائد عن عقائدهم ، فهل تحقق لهم ذلك ؟ أم أن أهل الإيمان ازدادوا تمسكا وصلابة ، وعزيمة ومضاءا ، وهم يعلمون أنه في سبيل الله ترخص الأرواح والأنفسى والدماء (إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة) . إن الله حرم الظلم على نفسه ، وجعله بين عباده محرما ، فما أقساه وما أشد مرارته ، خصوصا عندما يتسمى الظالم بأسمائنا ، ويأكل من أرضنا ، ويشرب من مياهنا ! ثم يكون أشد قسوة من أعدى الأعداء ! لقد قاسيت وعانيت وعشت مرارة السجن والتعذيب في سجون الطاغية عبد الناصر ، وهذا الكتاب هو صورة متكررة وقعت في سجون طاغية اخر ، وما أكثر الطغاة في هذا العصر . . لكن الله يمهل ولا يهمل . . ولا أريد المزيد، فوقائع هذا الكتاب أبلغ من أي استزادة ، والله غالب على أمره . .
زينب الغزالى
__________________
اللهم لا تؤاخذني بما يقولون، واغفر لي ما لا يعلمون، واجعلني خيرا مما يظنون....
|