حماس والقاعدة وجها لوجه
حماس والقاعدة وجها لوجه
--------------------------------------------------------------------------------
في يوم من الأيام قرأت مجلة البيان مقالة بعنوان (الإسلام والليبرالية) الصادر في العدد219 لكاتب اسمه "خالد أبو الفتوح" مفتتحاً مقالته بتقرير للأمن القومي والذي يقول : بعد أحداث سبتمبر 2001وتحديداً في عام 2003 وضمن جهود أمريكا لرسم خريطة التغيير المزمع إتباعها في العالم الإسلامي نشرت مؤسسة "راند" الأمريكية تقريراً استراتيجيا بعنوان " الإسلام المدني الديمقراطي الشركاء ؛والموارد؛ والإستراتيجيات" للباحثة في قسم الأمن القومي(شيرلي بينارد) وفي ربيع عام 2004م قامت الباحثة نفسها بنشر ملخص لأهم نتائج هذا التقرير بعنوان"خمسة أعمدة للديمقراطية كيف يمكن للغرب أن يدعم الإصلاح الإسلامي" فقلت متسائلاً في نفسي يا ترى هل الأيام القادمة سيكون التيار الإخواني واقياً لأمريكا من ضربات تنظيم القاعدة ومن خلاله سيمرر جميع الخطط ؟! و هذا ما برهن عليه بوش لمعارضيه وهذا ما قام به بلير بعد أحداث لندن ...... ولكن لماذا الإخوان بالذات؟!
نظرا لما يتمتع به هذا التيار من شعبية لدى الجمهور وقِدَمه لدى الناس بأنه تيار إسلامي مناضل. فالناس تثق بكل ما هو إسلامياً و الأمر الآخر أن هذا التيار منذ تأسيسه لم يقم إلا على قتل روح الجهاد في الأمة التي لا ترضى الضيم فباعوا الأمة لمستعمريها بعد أن وثقت بهم مروراً بالقاديانية التي أسست في الهند وقيام الإخوان بمصر فلنراجع أنا وأنت أيها القارئ ماذا يقول لنا أحد رجالات الإخوان وهو أحمد عادل كمال عن إمامه البنا يقول حسن البنا ناهيا الشباب عن تحطيم الحانات ومبينا لهم الطريق الشرعي للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر على طريقتهم.
«تحريم الخمر وتعاطيها أمر من اختصاص الإمام، فإذا قصر كان خارجا عن الكتاب والسنة، وعندئذ يجب علي العلماء وذوي الرأي أن يقدموا له النصيحة، فإذا أبى وجب على الأمة أن تجاهده حتى تخلعه، ومن هنا نرى الإسلام هو دين نظام، جعل حق تغيير المنكر للإمام، ولم يعط هذا الحق لكل فرد من أفراد الأمة، وإلا أصبح الأمر فوضي.
فالحكومة هي التي تقوم في عصرنا مقام الإمام، فهي المسئولة عن تحريم المنكرات، فإن لم تفعل وجب علي نواب الأمة أن يسحبوا ثقتهم منها، فإذا لم يؤد النواب واجبهم أصبح لزاما علي الأمة ألا تمنحهم ثقتها، وتنتخب غيرهم فإذا اجتمع تحت قبة البرلمان نواب مسلمون، أمكن القضاء علي كل منكر بقوة القانون وحكم النظام». "مجلة النذير" العدد 25 ذي القعدة سنة1357 (يناير 1939) المصدر.
و سأزيدك من الشعر بيتاًً كما يقولون ها هو عمر تلمساني وهو أحد رجالاتهم يخبرنا عن موقف الجماعة من الحكومات عامة «إن الإخوان المسلمون يودون من أعماق قلوبهم أن يطمئن إليهم المسئولون وأن يعينوهم على أداء رسالة التوعية الدينية ليأخذ المد الإسلامي طريقه سهلا ميسرا، أنا لا أقول إننا نمد أيدينا طاهرة نظيفة منذ اليوم بل لقد مددناها من أول يوم قامت فيه هذه الدعوة ورسائل الإمام الشهيد أوضح دليل» ."مذكرات الدعوة والداعية"
ويقول عن موقف حسن البنا من الحلفاء في الحرب العالمية الثانية:«لما قامت الحرب العالمية الثانية عام 1939، والإخوان علي قوتهم، كان من الممكن أن يسببوا الكثير من المتاعب للحلفاء. لكن الإمام الشهيد حسن البنا، أصدر أوامره إلي كل الشعب والمناطق أن تلتزم جانب الهدوء، وأن تتفرغ لنشر الدعوة، وأن تعطيها كل اهتمامها وجهدها بعيدا عن الاستثارة، حتى انتصر الحلفاء.
وكان موقف هذه المنطقة - التي تعج بالإخوان المسلمين في كل مكان - سببا من أسباب انتصارهم، ولكنهم جازوا الإمام الشهيد جزاء سنمار!، ألا يستحق موقف الإمام الشهيد من تلك الأحداث في ذلك الحين، أن يسجل في صفحات الخلود». "عمر تلمساني "المصدر.
"وفي مارس 1994م أصدرت جماعة (الإخوان المسلمين) مجموعة من الوثائق هي الأخطر في تاريخها من وجهة نظرنا – من بينها وثيقة بعنوان ( الشورى وتعدد الأحزاب في المجتمع المسلم ) وقد تناولت الوثيقة رؤية الإخوان للديمقراطية والتعددية والعمل الحزبي وانتهت إلى مايلي:
أولا: أن الأمة مصدر السلطات
ثانيا: إقرار وجود دستور مكتوب يفصل بين السلطات وبحفظ الحريات
ثالثا: قيام مجلس أمة منتخب.
رابعا:الدعوة إلى تعدد الأحزاب والتعددية السياسية.
خامسا: إقرار تداول السلطة عن الطريق انتخابات برلمانية دورية. المصدر مجلة البيان العدد219
هذا هو تاريخ تيار الإخوان السيئ بصورته القاتمة وهذا الذي شجع إدارة بوش على الموافقة والسماح لتيار الإخوان بمزاولة نشاطه ودخول في المعترك السياسي الدولي و إعطائهم فرصة تتمثل بالوصول لسلطة الحكم و ما مسرحية فوز حماس عنا ببعيد
إن ثمة أمراً يدور في خلدي أذكر ذات مرة أني قرأت كتاب إدارة التوحش للشيخ أبو بكر بن ناجي يقول فيه أن لأصحاب السياسة أسلوبٌ للتعامل وفق ومنطلق قاعدةٍ تقول" ليس في السياسة عداوة دائمة أو صداقة دائمة ولكن هناك مصالح دائمة" .
إذا ً لا بد لإدارة بوش من إعطائها لتيار الإخوان ما كانوا يحلمون به منذ زمنٍ بعيد مقابل أن يواجهوا ما يسمونه التيار الأصولي المتطرف أو بالسلفية الجهادية بالوكالة عنها الذي خرج عن نطاق السيطرة بعد أن كان في زاوية ضيقة سهلة الاحتواء. فإذا به ويصبح تطرف أممي متمثلٌ بتنظيم القاعدة. فلما كان هذا التيار أيدلوجيته إسلامي فلا بد من يقف أمامه نفس أيدلوجيته لإجهاض ولإخماد فتيل الجهاد الذي أعاد الأمة إلى وعيها بالمخاطر التي تحدق بها.
فبعدما كان تنظيم القاعدة هلامي الشكل أصبح أثراً ملموساً كقوةٍ لا يستهان به وواقعاً لانفكاك منه وأنه الخطر الذي أطل عليهم وعلى مصالحهم وعلى أمن كرزايات المنطقة .
فكان الأمر الذي لابد له والذي أثبت مدى نجاحه لمثل هذه الأوقات العصيبة لهم
خطة المثلث الشيطاني المتكون من أمريكا و إسرائيل و بريطانيا صاحبة تجربة القاديانية بإقناع إسرائيل بأن تسمح أن تفوز حماس بالانتخابات كما يقولون و من ثم إدارة دولة فلسطين آسف أقصد سجن فلسطين
ولكن الأحداث التي طرأت في أرضنا فلسطين الأبية من فوز حماس في الانتخابات كما يدعون أنهم نجحوا كما يقولون بإرادة شعبنا، بكل أسف وأسى أنقل لشعب فلسطين هذه الحقيقة أنه ليس من إرادتكم ! بل إرادة إسرائيل وأمن إسرائيل بعد أن أحست أن طوقها الأمني قد كسر وخرج من بين ظهرانيها تنظيم القاعدة وهذا الحدث قد علمه كل متابع الشبكة العنكبوتية وكلنا رأينا فلماً لهم وهم يقصفون مستوطنات يهودية و خروج بيانين لهم فلا تحسبوا أن جهاز الاستخبارات لا يعلم ما يدور
في المنطقة من الأحداث وأنهم عن أمنهم ومن عدوهم الحقيقي غافلون بعدما وجه لهم
القصف الصاروخي مرتين وتبنى أحدهما تنظيم القاعدة في بلاد الرافدين بقيادة
الإرهابي المحنك أبو مصعب الزرقاوي وقبلها أحداث الفندق في الأردن والذي قتل فيه بعض اليهود فكان هذا التوسع لعمليات التنظيم خارج قطر صراعه بمثابة مؤشر خطيرو ناقوس خطر.
فكان لزاماً عليهم تقبل أخف الضررين حيث أن حماس يسهل السيطرة عليها بعد إعطائها مقاليد الحكم المزعوم شريطة أن تكون الواقي لها وحارس أمنها وهذا أمر بالنسبة لإسرائيل من أهم أولوياتها فلا تتأخر في تطبيقه بعد تركها لحماس خيار المقاومة وتفكيك جناحها العسكري ونبذ العنف والاعتراف بإسرائيل .
فكان فوزها المزعوم هو لبوش بمثابة السوط الذي يضرب به فتكون وسيلة ابتزاز لهذه الأنظمة الفاسدة والتي لا تحسن التعامل مع ما تمليه سياسات وتوجيهات إدارة البيت الأبيض فسوريا خير دليلٍ وشاهد على هذا.
فبعد أن استقال عبد الحليم خدام و انضمامه إلى معارضة الإخوان المحظورة في سوريا والتي تقود معارضتها خارج أراضي سوريا قامت إدارة البيت الأبيض بإعلان
دعم هذه المعارضة ضد النظام السوري نكاية به لسوء تعامله مع الإدارة الأمريكية وهذا ما جاء على لسان وزيرة الخارجية كندليزرايس بأن الولايات المتحدة تعتزم القيام بدعم مالي وقدره 5ملايين دولار للمعارضة .
فكانت رسالة للأنظمة العربية وعلى رأسها مصر والتي أحست أن الخطر قادم فدخلت في صراع مفتعل مع جماعة الأخوان بسجن حليفهم أيمن نور بعد استصدار قرار من المحكمة بسجنه وهذا ما عارضته الإدارة الأمريكية فكان صراع على الحكم. إذا التغيير قادم لكل نظام لا يتعامل مع إملاءات الإدارة الأمريكية بالشكل الذي يرضيها .
لذلك بادرت هذه النظم بان تسمح للإخوان بممارسة المعترك السياسي ومضاعفة مقاعدها والسماح لمن كان منفيا بالرجوع إلى بلاده وهذا ما فعلته تونس والتي عرفت بأنها تحارب كل ما هو إسلامي ومثال ذلك سماحها لأحد رموز تيار الإخوان والذي كان منفي في السابق وهو راشد الغنوشي.
ويظهر لكل متابع للإحداث التي تجري في الساحة السياسية مدى عجز هذه الأنظمة عن الدفاع عن المقدسات وحرمات الدماء التي تراق يومياً والدور التي تهدم على رؤوس أصحابها وعدم حصولهم على أدنى حقوقهم ومع هذا الحال المر التي تمر به الأمة وظهور تنظيماً يقاتل الذي يقتل الأمة و الذي يمثله إمام المجاهدين أمير تنظيم القاعدة أسامة بن لادن حيث استطاع هذا التنظيم في فترة وجيزة أن يسحب البساط من تحت هذه الأنظمة الفاسدة فعراها أمام جمهورها بدخوله حرب مباشرة مع سيد هذه الأنظمة وأقوى دولة والقطب الأوحد في هذا العصر.
ما جعل هذه الأنظمة أمام خيارين أحلاهما مر وهو إما أن يقفوا في صف التنظيم ويقدموا الدعم كما دعموه سابقاً كتيار جهادي في حربه ضد الاتحاد السوفيتي أو يقفوا في صف أمريكا ويدعمونها ويحاربوا معها ضد أبناء هذه الأمة وهذا دأبهم.
مما يعريهم تماما أمام الإنسان البسيط الذي لا يعرف من أمور السياسة شيئا بأن هذه الأنظمة تقف مع أعداء الإسلام في خندق واحد ضده وضد تنظيم القاعدة المتمثل بأبناء هذه الأمة فكان هذا مما زاد الفجوة بين الأنظمة وشعوبها المقهورة والتي وجدت في هذا التنظيم متنفسا لها الذي لم يستطع أحد بفضل الله أن يوقف مده فكان مما ساعد على تبعثر أوراق إدارة البيت الأبيض في المنطقة ووقوعها بمستنقع العراق وأفغانستان وتدهور اقتصادها المتداعي للانهيار و خروج الأمور من زمام يدها وزمام الأنظمة فما كان منهم إلا أن يعيدوا ويرتبوا أوراقهم من جديد حتى يستطيعوا الخروج من هذا المأزق فلم يكن منهم إلا أن يجدوا من يقوم بمواجهة تنظيم القاعدة بدلا منهم ولإعادة البساط الذي سحب من هذه الأنظمة ولتقوية موقفها أمام شعوبها ولسد الفجوة باختيار تيار الإخوان فهو خير معين على هذه المهمة القذرة ومشهود له في هذا المجال وله باع طويل كأداة لضرب الجماعات الإسلامية ومن أراد التوثق وقراءة تاريخهم السيئ فليراجع كتاب ( الحصاد المر) للشيخ المجاهد أيمن الظواهري حفظه الله.
فكانت من أول المهام التي قامت بها حركة الإخوان وعلى سبيل المثال في العراق خدمةً للأمريكان وأذنابهم من تهدئتهم الشارع العراقي ودخولهم في مفاوضات لتقويض هذا الجهاد المبارك واتضح هذا الأمر جليا في معركة الفلوجة الأولى عندما انتصر المجاهدون على الأمريكان داخل الفلوجة وقطّعوا طرق الإمداد للجيش الأمريكي خارج الفلوجة فأصبح الجيش الأمريكي بعد أن كان محاصِراً محَاصراً فانبرى لهذه الهمة الطابور الخامس من الحزب الإسلامي ( الإخوان المسلمون ) ودخلوا في مفاوضات مع الجيش الأمريكي لتهدئة القتال ولإنقاذ الجيش الأمريكي والتفافا على الجهاد المبارك بحجة مصالح المسلمين وحفظ دماء المسلمين شعروا أم لم يشعروا.
وهذه الإحداث التي وقعت في ذلك الوقت خير دليل على قذارة أعمال هذا التيار وغشه لهذه الأمة المغلوبة على أمرها ، بأن ارتدى لها عباءة الدين فنجح بمهامه بكل جدارة مع مرتبة الدنائة بلائحة العمالة لإدارة بوش وستكشف لنا الأيام أن حماس مهما زمجرت أنها لن تضع سلاح المقاومة وان إسرائيل يجب أن تمحى وأنها لن تعترف بها وما هي إلا مسرحيات على هذا الشعب الذي يبحث الخلاص من هذا العيش المبدد ؛ أولا يعلمون أن هذا الأمر دبر في ليل !!.
يتبع
__________________
ضجت نجوم الليل من حسراتي
وشكى الفرات إلي من عبراتي
يا إخوة الإسلام يا أهل النهى
في الأرض يا من تسمعون شكاتي
يا إخوة الإسلام دونكم اللظى
مازال يحرق دجلتي وفراتي
ما ذنب أرملة تكفكف دمعها
ودموع أبناء لها وبناتي
أواه من جور الحصار ومن يد
تغتالني وتنام فوق رفاتي
انفخ ياوزغ فلن تعلو قدرك
|