المركزالفلسطيني للإعلام
جنين رحم الاستشهاديين… ومدينة الثأر
جنين- خاص
"بالعفّولة رَدْنا ..ياويل اللي يصدنا "هذا هو هتاف أهل جنين شيبا وشبابا رجالا ونساء في أعقاب كل اعتداء صهيوني على الشعب الفلسطيني ولا يكون الانتظار طويلا حتى يتحقق الثار ، والمتتبع للمجازر الصهيونية وعمليات الرد الفلسطيني يتأكد من ذلك لاسيما عمليات الرد التي تعد حركة حماس بالقيام بها ومنها عملية الرد على مجزرة الحرم الإبراهيمي في الخليل وجاء الرد على يد "عمار عمارنة" من يعبد بالقضاء في 13/4/94 وكان في مدينة الخضيرة حيث أوقعت عمليته ست قتلى يهود وأكثر من 50 جريحا وكذلك عملية مطعم "سبارو"في عمق مدينة القدس على يد الاستشهادي عز الدين المصري من قرية عقابا في القضاء في التاسع من الشهر الحالي والتي كانت الرد على اغتيال القادة السياسيين لحركة حماس في نابلس ، فكل شيء في جنين خولها بأن تنوء بهذا الحمل ،فيمتاز موقعها بكونه في أقصى حدود الضفة الغربية الملاصق لمناطق 48 ،ورغم كل أشكال الحصار والتشديد المحكم على المدينة لفصلها عن المناطق المحتلة في 48 إلا أن جنين تملك أكبر شبكة من الطرق الالتفافية السهلية والجبلية التي تربطها مع تلك المناطق والتي لا تستطيع دولة الكيان السيطرة عليها مهما كان نوع التشديد لاتساع منطقة التماس بين جنين ومناطق 48 فهي محاطة بها من ثلاث جهات فشرقها محاذٍ لمدينة بيسان التي لا تبعد أكثر من 25 كم أما العفولة المدينة الأقرب لجنين فلا تحتاج لأكثر من ثلث ساعة حتى تقطع العشر كيلو مترات الفاصلة بينها وبين المدينة في حين أنه لا يفصل بين جنين وحيفا إلا 30 كم أما الخضيرة فلا تبعد أكثر من 25 كم ومن هنا نجد أن أهم المدن التي أشعلتها العمليات الاستشهادية لا تحتاج لأكثر من نصف ساعة للوصول اليها .
ومما سهل من انطلاق العمليات الاستشهادية من جنين هو التداخل الكبير للأنساب بين فلسطينيي الداخل وأهل منطقة جنين بسبب الجذور العائلية لبعضهم ولكون أكثر من 80% من اليد العاملة في منطقة جنين تعمل داخل حدود 48 لذلك تجد الكثير منهم يحفظ شبكة الطرق في تلك المناطق عن ظهر قلب .
كل هذه العوامل و الظروف خولت جنين بأن تكون المتنفس الأفضل للأجنحة العسكرية لمختلف الفصائل للقيام بالعمليات الاستشهادية انطلاقا من أراضيها وبالتالي فإن لم يكن الاستشهادي من جنين فإن مساعده أو مرشده من منطقة جنين كما يقول الصهاينة !! ولا سيما إن كان الهدف وسط أو شمال "الكيان"وبذلك احتلت الصدارة في عدد العمليات الاستشهاديية والاستشهاديين اللذين تخرجوا من بين جنباتها والتي أوقعت أكبر الخسائر حتى في أوج الأهبة الأمنية الصهيونية والضربات للأجنحة العسكرية للفصائل ولذلك نالت شرف أن تسمى "عاصمة الاستشهاديين..ومدينة الثار" ومن أبرز العمليات التي انطلقت من جنين خلال السنوات الماضية:
- عملية العفولة بتاريخ 6 / 4 / 1994 والتي أوقعت ثمانية قتلى و46 جريحا ونفذها عضو كتائب القسام رائد زكا رنة من بلدة قباطية في القضاء والتي كانت الرد الأول على مجزرة الحرم الإبراهيمي الشريف ، وشكلت باكورة العمليات الكبرى للمهندس الراحل يحيى عياش .
عملية الخضيرة بتاريخ 13 / 4 / 1994 والتي أوقعت ستة قتلى و50 جريحا ونفذها عضو كتائب القسام عمار عمارنة من بلدة يعبد المجاورة وشكلت الرد الثاني على مجزرة الحرم الإبراهيمي.
ولعل من أبرز شخصيات كتائب القسام الذين تخرجوا من محافظة جنين كان الشهيد إبراهيم بني عودة من بلدة طمون في القضاء والذي اغتالته دولة الكيان في شهر تشرين الثاني من العام الماضي ، وهو الضابط السابق في الجيش الأردني الذي ابتعثته حماس ليجدد عمل الكتائب بعد الضربات التي تلقاها بعد عمليات الثأر للمهندس في العام 1996 وينسب إليه التخطيط لسلسلة العمليات الاستشهادية التي هزت سوق محني يهودا وشارع بن يهودا في القدس من العام 1997والتي أوقعت 42 قتيلا ومئات القتلى ونفذها أربعة من بلدة عصيره الشمالية قضاء نابلس وخامس من مدينة نابلس .
عملية محني يهودا في تشرين أول / 1998 والذي نفذه سليمان طحاينة من بلدة السيلة الحارثية في القضاء وهو عضو في حركة الجهاد الإسلامي وأدى إلى جرح 20 صهيونيا .
أما في انتفاضة الأقصى فقد جادت هذه المدينة كما باقي مدن الوطن الاستشهاديين و من أبرز هده العمليات :
عملية الخضيرة بتاريخ 11 / 2000 والتي أدت إلى مقتل ثلاثة صهاينة وجرح 52 آخرين أعلنت كتائب القسام مسئوليتها حيث تم تفجير السيارة عن بعد وقد اغتالت دولة الكيان إبراهيم بني عودة ردا على هذه العملية .
عملية وادي عاره قرب أم الفحم والتي أدت إلى مقتل صهيوني وجرح سبعة آخرين في هجوم نفذه عضو كتائب القسام زيد الكيلاني من بلدة سيريس قضاء جنين عندما فاجأه حاجز عسكري ، وقد أصيب زيد إصابة بالغة حيث يقضي الآن حكما بالمؤبد .
عملية مطعم السوبار الأخيرة في القدس بتاريخ 9 / 8 / 2001 والتي قتل خلالها 19 صهيونيا وجرح فيها اكثر من 120 صهيونيا ونفذها عضو كتائب القسام عز الدين المصري من بلدة عقابا في القضاء ثارا لسلسلة الاغتيالات الأخيرة .
عملية محني يهودا بتاريخ 10 / 2000والتي أدت إلى مقتل صهيونيين وجرح 10 آخرين ونفذتها سرايا القدس وتبين لاحقا أن منفذي العملية هما أنور حمران واياد حردان من بلدة عرابة قضاء جنين والذين اغتالتهما دولة الكيان فيما بعد .
عملية الخضيرة بتاريخ 25 / 5 / 2001 والتي أدت إلى إصابة 36 صهيونيا ونفذها عضوي سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي علاء صباح وأسامة أبو الهيجاء من جنين في عملية استشهادية مزدوجة .
عملية بنيامينا بتاريخ 7 /2001 والتي قتل خلالها صهيونيين وجرح سبعة آخرون ونفذها عضو سرايا القدس الجناح العسكري للجهاد نضال أبو شادوف من قرية برقين قضاء جنين ثارا لابن عنه مهند أبو شادوف الذي قتلته دولة الكيان وخمسة من رفاقه في الأمن الفلسطيني قرب حاجز الجلمة في أول أيام رمضان .
عملية مطعم وول ستريت قرب حيفا بتاريخ 12 / 8 / 2001 والتي أصيب خلالها 20 صهيونيا ونفذها عضو سرايا القدس محمد نصر من بلدة قباطية في القضاء