السياسيون العرب يستلهمون تكنيك الانتاج التلفزيوني
السياسيون العرب يستلهمون تكنيك المنتجين التلفزيونيين
لا يهتم منتجو المسلسلات التلفزيونية ، بالدرجة الأولى إلا في أرباحهم ، ولكنهم أيضا ، يحبذون أن يكون نص العمل الأدبي الذي يحولونه الى مسلسل ، قويا مؤثرا ، جاذبا للجمهور العربي .. وعند عربي تذوب النزعات القطرية ، أو الأممية ، فالعمل هنا سيكون له جمهور محدد ، يتعامل مع لغة النص ..
فيرغب المنتج ، كما يرغب المخرج ، وحتى الممثلون أن تكون الفكرة أو الأفكار المطروحة بالعمل ، جاذبة بموضوعها ، سهلة بلغتها ، حتى تتهافت التلفزيونات القطرية في عموم الوطن العربي على شراءها .. وما سيقود ذلك الى شهرة للممثلين والمخرجين والمنتجين ..
في السياسة ، يبرز نفر من الممثلين السياسيين ، والذين تعرف المثقف على كتاباتهم في عهود وجودهم في صفوف المعارضة ، أو حتى كموظفين هامشيين أو رئيسيين ، لكنهم تبنوا خطا ماركسيا أو قوميا أو إسلاميا ، وقد اشتهروا في ساحات الوطن العربي على هذا الأساس ..
ولكنهم شاءت الأقدار ، أن يتبوءوا مكانا قياديا في منظمة عربية نوعية ، كاتحاد الكتاب العرب أو اتحاد المحامين العرب أو حتى في أحد منظمات الجامعة العربية ، وهنا ، سرعان ما تتراجع حدة خطابهم الثقافي أو السياسي ، ويبدءوا تكييف ذلك الخطاب بما يتلاءم مع قبولهم من لدن أطياف واسعة من مثقفي المعارضة في الأقطار العربية ، أو حتى مثقفي الحكومات العربية ..
فيتقنوا اللعبة ، فلو جلس أحدهم بمقابلة تلفزيونية ، فانه يجلس حذرا ، وقد تدرب على ما سيقول ، من أجل تسويق خطابهم ، فيخرج باهتا لا طعم ولا لون له ، سوى صنعة الكلام ، ليضمنوا بذلك بقاءهم في أمكنة تواجدهم التي حققت لهم مكاسب على صعيد الشهرة والمكاسب المالية ..
والفضل بذلك يعود لهيئات الإنتاج التلفزيوني ، التي احترفت صنعة الخطاب الباهت .. لكن بمكاسب مالية وشهرة نجومية كافية !
__________________
ابن حوران
|