31-12-2004, 12:13 PM
|
* * *
|
|
تاريخ التّسجيل: Oct 2004
الإقامة: *نجـد* قلبي النابض
المشاركات: 2,423
|
|
التقنيات والمعركة الحضارية
والاخطر من ذلك كله ان اسرائيل لم تنظف من رأسها فكرة الحرب والهيمنة والسيطرة بالقوة انها تسعى بكل اللغات لغة السلاح ولغة التكنولوجيا ولغة البحث المتطور وهي تجلس على مائدة المفاوضات وفي يدها هذه الكروت الرابحة وهذا هو سر غطرستها وتعسفها واصرارها على سكب القهوة على المفاوضين وعلى المعاهدات لتصبح اكثر سوادا! واحدث مؤشر للقياس العلمي الآن هو عدد صلات شبكات الانترنت فهو مؤشر يعكس التعامل المباشر بين الانسان العادي وتكنولوجيا العصر. وقد زاد عدد وصلات الانترنت في الشرق الاوسط في مطلع عام 1998 عبر نصف مليون وصلة: نصفها في اسرائيل ويعني ذلك ان تفوق اسرائيل في هذا المعيار, نسبة الى عدد السكان يصل الى 50 مثلا اي اعلى 5 مرات من مستوى التفوق النسبي في العلماء., والاهم من الانترنت مجالات استعماله فنحن في كثير من الاحيان نستعمله في العاب الفيديو والتسلية وتبادل النكات والشتائم وتفريغ الكبت والترويج للصور العارية وقراءة الطالع وتبادل خبرات الارهاب الفكري والدموي .
ان اهم من منجرات العلم العقلية التي تستخدمها ويتخذ من النشر العلمي معياراً هاما على تطور البحث العلمي.. ووفقا لدليل النشرالعلمي يتدنى نصيب البلدان العربية في عام 1995 لاقل من سدس ماهو متوقع منهم في حين يرتفع نصيب اسرائيل من النشر العلمي الى عشرة اضعاف ماهو متوقع منها وهنا يتعدى التفوق النسبي لاسرائيل عن العرب السبعين مثلا
الإنسان … والباذنجان
اننا لانبغي من هذه المقارنة جلد انفسنا بمزيد من السياط ولا تحويل اسرائيل الى (عجل ذهبي) نعبدها في حالة الكفر بالذات.. وانما نريد ان نقاوم ونغضب ونثور على كل ماصنعته يدانا.. ولن يخرجنا من هذا اليم.. سوانا وعندما نتغلغل في ادعاء هذه الحقائق فذلك لان العالم يعلنون ان الانسان العربي لايزال مفقودا حتى اشعار اخر واننا في سباق الدنيا المجنون نحو الآفاق البعيدة نركب خيولا خشبية نهتز عليها بعنف دون ان تتحرك من مكانها. واهم من النشر العلمي تسجيل براءات الاختراع وحسب مكتب العلامات التجارية الامريكي فان العرب سجلوا في عام 1997, 24 اختراعا بما يقابل اختراع واحد لكل 10 ملايين نسمة, اما في سرائيل فقد سجلوا 577 اختراعا بواقع 1020 اختراعا لكل 10 ملايين نسمة, وهو مايزيد عن الالف ضعف في العالم العربي
ولم يتفوق على اسرائيل سوى الولايات المتحدة الامريكية واليابان وسويسرا وتايوان وبعد اسرائيل جاءت كوريا الجنوبية وبريطانيا وفرنسا والمانيا. ان هذه المؤشرات تعني ان تفوق اسرائيل علينا علميا تجاوز تفوقها علينا اقتصاديا ففي الاقتصاد سبعة امثال وفي العلم والتكنولوجيا اكثر من الف مرة فالعلم في البداية قاعدة يقوم عليها اي بناء من غزو الفضاء الى انتاج نوع من الباذنجان اكثر ثراء بالحديد
والفرق بين رأس الانسان وثمرة الباذنجان هو العقل.. بيت العلم ومخزن الخبرة.. ومستودع المعرفة ولو فقد الانسان ذلك فلا مفر ان يصبح في النهاية طبق مسقعة( وتهبط دراسة الدكتور نادر فرجاني كالصاعقة على مصر لتقترب اكثر من الارض في دولة كبرى في المنطقة عرفت البحث العلمي منذ عام 1939 حينما انشأت مركز فؤاد الاول للبحوث) الذي اصبح فيما بعد (المركز القومي للبحوث) ، ويضم المركز 62 قسما في مجالات العلوم المختلفة ويقدر عدد العاملين فيه في عام 1995 بحوالي 2200 باحث منهم 1200 من حاملي الدكتوراه لكن اكثر منهم (اي حوالي 2500) موظفون ومن ثم تبتلع المرتبات ثلاثة ارباع الميزانية وتبقى الفتات للاجهزة والبحوث تتقاتل عليها هذه الجيوش من العلماء وتكون النتيجة اشياء ناقصة لاقيمة لها مثل نصف جملة وربما مثل نصف كلمة ومن ثم يصبح البحث العلمي تهتهة علمية. ولذلك فالمشكلة ليست في نقص المؤسسات بل في كثرتها مع فقرها وقلة كفاءتها وعلى هذا فقد آن الاوان لاعمال قدر من (التدمير الاخلاقي) على طريقة انسف حمامك القديم)
الصناعة والاستهلاك
ولكن قبل النسف والبناء من جديد يجب ان لانستسهل استيراد التكنولوجيا ولا نجتهد في التوصل اليها مع اننا قادرون على ذلك لقد طارت في سماء القاهرة في مطلع 1967 طائرة هندية بسرعة تفوق سرعة الصوت بمحرك مصري.. ولم تكن صناعة الصواريخ المصرية في ذلك الوقت تستحق السخرية المتعمدة التي عاملناها بها حينئذ ، فقد كانت صناعة مبشرة والا لماذا قامت المخابرات الاسرائيلية بارسال الطرود المتفجرة للعلماء الألمان الذين كانوا يشاركون فيها في ذلك الوقت حتى توقفت هي وصناعة الطائرات في نهاية عام 1967 بقرار كان المستفيد منه الاسرائيليون وتجار السلاح.. ولسنا في حاجة لفتح الجراح بالمقارنة بما توصلت اليه الهند التي بدأنا معها بعد 30 سنة من هذا القرار التعس... لقد جرت الهند قنبلة نووية وصنعت صواريخا عابرة للقارات وكفت عن استيراد لطائرات ، ورغم هذا كله بيننا - كعرب - من ينظر للهند والهنود على أنهم أنصاف بشر
والحقيقة انه لا يقوم تطور في البحث العلمي والتكنولوجيا بعيدا عن الصناعة.. فالعلماء لا يعملون منهم إلى السماء.. ولا يلعبون لعبة العلم من أجل عيون العلم.. وقد نجح العلماء المصريون مثلاً في تطوير ماكينات صناعة السكر عندنا, ولكن في الوقت نفسه عكس القلق النفسي السائد في كثير من المصانع والشركات بسبب لخصخصة نفسه على مجالات التطوير فكيف يمكن ان تطور هذه المنشآت نفسها وهي لا تعرف بعد مصيرها؟ وهناك أدلة على ذلك منها ان مكتب التصميم بترسانة الأسكندرية البحرية والذي كان قوامه 200 مهندس وعالم, وقد صفي وان نسبة لتصنيع المحلي صارت 2% بعد ان كانت 90% تقريبا
ان الاستسهال في الاستيراد عن التصنيع لا يكلف بلداننا العربية مالا تقدر عليه فقط إنما يدمر قدرتها العلمية والبحثية والتكنولوجيا أيضا, انه استسهال مدمر يتسبب في بطالة العلماء والعمال, والأخطر من ذلك تجعل الحديث عن ثقافة العلم التكنولوجيا مجرد حديث في الغرف الأكاديمية المغلقة, التي لن يكون لها فائدة سوى التباهي والتفاخر و (النفخة) الكذابة
وفي الختام
لابد من الاعتراف بأن المؤسسات العلمية اليهودية قامت من فلسطين بل قيام دولة اسرائيل فقد انشئ (التكنيون) أو معهد اسرائيل للتكنولوجيا في فبراير ام 1925 أي قبل 23 سنة من اعلان الدولة التي كانت أول رئيس لها عالم بارز في الكيمياء هو حاييم وايزمان, وكان ألبرت اينشتاين مرشحا لهذا المنصب لكنه اعتذر, ووعد بمساعدة اليهود بعلمه لا بجلوسه في منصب شرفي على قمة السلطة
*******************
هذه الحقائق الإحصائية المفزعة مهداة لكل أعداء العقل
المنشغلين بالتشاتم والتنابذ بالأ لقاب ،،،
منقوول
تحياتي..
|