المكتفي
أَنَا مأوايَ العَراءْ
تَحتَ رِجْلي يَضحكُ القَيظُ
وَيَبكي فَوقَ عَينيَّ الشِّتاءْ.
جَسَدي كَسْرةُ خُبزٍ
وَدَمي قَطرةُ ماءْ
وَسِوي الغُربةِ
وَالوَحْدةِ
وَالدّاءِ العَياءْ
لَم يَعُدْ لي في زماني أولياءْ
غَيْرَ أنّي حِينَ يطويني المسَاءْ
أتهجّي كُلَّ أوراقِ مَصيري
تَحتَ مِصباحِ ضَميري:
أَنَا مأوايَ البَهاءْ
شُرُفاتي من ضِياءِ
وَمُحيطي من نَقاءْ.
سَقْفِي الأَنجُمُ والأمطارُ والشّمسُ
وَجُدراني الهَواءْ.
لَسْتُ أمشي حافِياً..
أَحذِيَتي: كُلُّ رؤوسِ الخُلفَاءْ.
لَسْتُ أغفو جائِعاً..
حُرّيتي
تكفي لإتخامِ المجاعاتِ جميعاً
وَلإطعامِ الغِذَاءْ!
أَنا دائي صِحَّتي
ما دامَ إذعاني الدَّواءْ.
وَأَنا الوَحْدةُ أُنسِي
حَيثُ نُمسي
أَنَا والحقُ سَواءً بسَواءْ.
وأَنَا.. مَنفايَ فَرْدٌ مِن رَعايايَ
لأنّي وَطَنٌ للِغُرَباءْ!
عِنْدَها..
أُطبِقُ أَوراقي وأَحداقي قَريرا:
لَم يَزَلْ عَرْشي كبيراً.
لَيسَ بالإمكانِ
أَن يَكبُرَ عن هذا كثيرا.
وهُوَ مُمتَدٌّ إلي خاصِرةِ الأَرضِ
وَمَرفوعُ علي رأسِ السَّماءْ!
أحمد مطر