الركض خلف قطرة دم
الركض خلف قطرة دم
الركض خلف قطرة دم
اخواني واخواتي هذا الموضوع منقول من جريدة الرياض بتاريخ
الاربعاء 03 شعبان 1423 - Wednesday 09 October 2002
نرجو التثبيت لاهمية الوضوع
ونشره قدر المستطاع
الركض خلف قطرة دم!
بقلم : هيام المفلح
كم هي مؤلمة معاناة تلك الفئة التي تركض خلف قطرات من الدماء تمنحها القدرة على مقاومة الألم واستمرار الحياة.. أولئك هم الذين ابتلاهم الله بأمراض الدم أو الكلى وغيرها مما يدعوهم لتغيير دمائهم شهرياً، أو ربما أسبوعياً، كي يعيشوا! هل تدركون معنى الحاجة إلى تغيير الدم كل عدة أيام؟
مديرة مشروع مكافحة أمراض الدم أ. هدى المنصور تحدثت عبر وسائل الإعلام كافة عن تفاصيل موجعة عبر معاناة مرضى أمراض الدم الوراثية وأثبتت بالإحصائيات أن نسبة مرضى "التلاسيميا - والأنيميا المنجلية" في المملكة هي الأعلى عالمياً.. بسبب عدم الفحص الإلزامي قبل الزواج!
لذلك فإن هؤلاء المرضى يحتاجون إلى تغيير دمائهم (بما معدله 250مل دم) كل شهر، وأحياناً كل ثلاثة أسابيع، كي يقاوموا ويستمروا بالحياة. وهنا تبدأ رحلة عذاب للبحث عن الدم اللازم، فقد تكون فصيلته نادرة مما يصعب الحصول عليه، ويجب أن يكون الدم طازجاً "مر عليه أقل من أسبوع" لتكون خلاياه طازجة وجديدة كي تنفع المريض، وأحياناً على المريض أن ينتظر في عذاب لا يحتمل حتى يتوفر له الدم المطلوب، وهناك مشكلة أن تتكون أجسام مضادة في جسم المريض لكثرة ما يتعرض له من تغيير في الدم، فيصعب عليه تقبل الدم الجديد رغم أنه من فصيلته نفسها!
هل تصورتم حجم معاناة هؤلاء المرضى؟.. ما هو سببها؟
السبب.. فقط.. لأن آباءهم وأمهاتهم لم يقوموا بالفحص قبل الزواج!
يا لعظم الثمن الذي يدفعونه نتيجة عادات بالية أو عناد أو خجل أو تهاون أو قصور في الفهم والمعرفة.
ولأن الآباء - دائماً - يأكلون الحصرم، والأبناء هم الذين يضرسون "كما يقول المثل" فأنا هنا أتوجه بالرجاء إلى كل المقبلين على الزواج (افحصوا دماءكم) أولاً.. والله لن تخسروا شيئاً.. اعقلوها وتوكلوا - كما يقول رسولنا الكريم عليه الصلاة والسلام.
وثانياً أناشد الاخوة والأخوات أن يتبرعوا بالدم لأولئك المرضى، فلنا تجاههم واجب إنساني - عسى الله أن يضعه في موازين حسناتكم. كما أذكّر الاخوة أن التبرع بالدم مفيد لهم شخصياً فهو يساعد على تجديد خلايا الدم، وتنشيط النخاع العظمي، وهو مفيد بشكل خاص للمدخنين، حيث يخلصهم من الدم الفاسد ويمنحهم دماء جديدة. وبهذا نضرب عدة عصافير بحجر واحد - كما يقولون - حيث نطمئن أيضاً على أنفسنا من خلال الفحوصات الاكلينيكية والتحاليل التي يجرونها لدمائنا وأجسادنا - مجاناً - قبل عملية التبرع.
والمرأة أيضاً معنية بهذا الكلام. فقد أكدت لي إحدى المختصات أنه يجري فحص لنسبة الهموغلوبين بالدم لديها فإن كانت أقل من , 125لا يؤخذ منها شيء، أما إذا كانت النسبة أعلى فيقبلون منها تبرعها. وأكدت لي أيضاً أن إقبال المرأة السعودية على التبرع أكثر من إقبال الرجل ودافعها إنساني نبيل.
وهنا أوجه اقتراحاً إلى المسؤولين بأن يجعلوا وثيقة التبرع بالدم شرطاً أساسياً في قضاء المعاملات الرسمية (كما هي الآن شرط أساسي لتجديد رخصة القيادة) وذلك للسعوديين والمقيمين أيضاً - الخالين من الأمراض كالسكري وغيره - لأن حملات التبرع بالدم لم تستطع إلى الآن أن توفر اللازم من الدماء لمثل هذه الحالات وغيرها، سيما إذا علمنا أن أكثر من 30% من سكان جازان والمنطقة الشرقية حاملين أو مصابين بأمراض الدم، وهم طبعاً يحتاجون إلى امدادات من الدم يجب توفيرها من باقي المناطق عند الحاجة.
أنه نداء يوجهه مرضى معذبون.. أصوات آلامهم تكسر القلوب.. ورحلة بحثهم عن الدم اللازم لهم تمثل معاناة كبيرة تستحق أن نحس بها، ونكتب عنها، لنوصل أصوات أصحابها إلى العالم عساه يساعدهم ويخفف عنهم ما ابتلاهم الله به.. يعافينا ويعافيهم الله
|