الفاضلة / على رسلك
ما دامت الحكمة عظيمة ، فإن ما ورائها لا يكون إلا عظيما
لهذا فإن القبول بأنصاف الحلول يكون أكثر خيرية من عدمها أو فقدها
فكم هو جميل أن يموت الإنسان مسلما دون أن يحج ، ولكن كم هو عظيم أن يموت وهو لم يسلم بعد
استدلال جميل أيها الكريم الوافي
آبائنا زرعوا لنحصد من بعدهم ، ونزرع نحن اليوم ليحصدوا من بعدنا
لأننا في هذه الحياة لا يمكننا البدء من الصفر أبدا ، فحتى أكبر المخترعين ، وأعظم الإختراعات لم تأتي من اللاشيء ، ولكنها تطورت من أشيء قائمة وموجودة - ربما كانت غائبة عن البعض - ، فتفاحة نيوتن كان يسقط مثلها الكثير الكثير ، ولكن صادف سقوطها لحظة تجلي عنده فأكتشف نظريته ، وكذلك أرشميدس وآخرون ممن ساروا في ركبهم وسعوا
كل هذه يدفعني إلى القول أننا مهما حاولنا أن نتناسا الماضي وننسفه لنبدأ من جديد فإننا بلا شك سنكون عاجزين عن فعل ذلك مهما بذلنا من جهد ، سواء كان ذلك في الأشياء الملموسة أو المحسوسة ، فأصغر البيوت لا يمكن أن تبني إلا على أنقاض مساكن أخرى قد لا تكون للبشر ، كذلك العلاقات لا تبني إلا على أنقاض علاقات أخرى تؤثر فيها وتتأثر بها
وهنا أتوقف للحظات لأقول :
إن مبدأ المحاولة والخطأ لا يمكن أن يكون مجديا مع آخر تساؤل تضمنه موضوعك الأساس
لم يكن تسألي هنا عن ما تضمنه أخر تساؤلاتي في الموضوع الاساسي
فهناك أملك قاعدة ثابته أما يكون لي فمني حقي أن يكتمل ،أو لا يكون لي
فلا حق لي بالمطالبة به ،،ولا تخضع لمحاولة تغير حل أو تبديل مسألة
لأنه معادلة نتيجتها (فاي)
لعل المعنى الذي أردته لم يصل إليك
فأنا لا أتحدث عن ( البعض ) بل أتحدث عن ( الجل )
والجل هو الأغلب والأكثر من الكل
ولازلت عند الرأي بأن ( الأمر الذي لا يدرك كله ، لا يجب أن يترك جلّه )
أظن أنه وصل إلى ولكن قد يكون ردي غير دقيق ، لم اقصد البعض في الحل
بل اقصد البعض في الأفراد ،واختلط على الأمر فل لفظ الجل والكل
بل إن ذلك ممكنا ، وهو حالة نعيشها كل يوم في حياتنا ووفق الشرع المطهر
يقول الحق تبارك وتعالى في محكم التنزيل
{ وَجَزَاء سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِّثْلُهَا فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ إِنَّهُ لا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ}
(40) سورة الشورى
وفي هذه الآية كغيرها قول لو وعاه الجميع لكان درسا عظيما لا يمكن أن يتناساه من عرفه
فالله جل وعلا وصف ( أخذ الحق ) من المعتدي بــ ( السيئة )
مع أنه أخذ للحق ، وأخذ الحق حق في البداية والنهاية
وسبحان من جعل أخذ الحق من الآخرين بالإقتصاص منهم ( سيئة ) ، وجعل ظلم الآخرين قبل ذلك ( سيئة ) ، ولنا في قول الله في هذه الآية حكمة بالغة في أنه سبحانه وتعالى ساوى بين السيئة التي تقعُ ظلما ، وبين السيئة التي تُؤخذ بالحق مع أنها "
حلٌّ كامل " ، وجعل في الصفح والصلح أجر عظيم ، مع أن الوصف الذي أتى في نهاية الآية لا يخرج عنه الطرفان " صاحب الحق وخصمه " إن اقتص منه
هنا يكون ( نصف الحل ) أفضل من الحل الكامل ، وهذا ما عنيته
إن انتصف فهو حل كامل كما تقول ..وأن عفى أخذ زياده عن حقه الكامل فهو فضل وحل يقدمه رب الأرباب، سبحان من ساوى بين الحقوق ،
لذها قلت أن ( الحل الكامل ) لا يكون كذلك إلا من وجهة نظر من يراه فقط
وإن علم أحد الأطراف أن الحل الكامل الذي يراه ليس كاملا إلا بإعتراف الطرف الآخر بكماله
، هنا فقط يكون الحل كاملا ، وما عدا ذلك سيبقى الكمال خاص بمن يراه فقط دون الطرف الآخر
الكريم الوافي..لو كانت المسألة مسألة اعتراف ،لكنا تقريبا نملك حلا لكل المعادلات .
المسألة تريد مشاركة بوضع الاشارات والأرقام والحدود ،كلامك هنا في المشاعر ربما يكون صحيحا
ولكن في الحياة وشؤنها الحل الكامل هو كامله وليس بما يرا الطرف الاخر
بعض الامور مسلمات وتمنع وتحرم وتمسك ، أنا هنا من يجعل الحل نصف حل بقبولي
بأن الأمر عائد إليه وكيف يرى ...
تشبيهك رائع ، والأروع أن فيه تأكيد على كل ما قلته من البداية
ألا وهو أن أنصاف الحلو أفضل من الحل الكامل ، وفي المثال الذي ذكرتي صورة رائعة لهذا
فالكفتان لن تكونا متزنتين إلا إن كان في كل كفة منهما ما يعادل ما هو موجود في الكفة الأخرى ، وهذا يعني ببساطة أن هناك نصف الوزن في كل جانب
تحياتي