مجلة الخيمة حوار الخيمة دليل المواقع نخبة المواقع Muslim Tents
التسكين المجاني التسكين المدفوع سجلات الزوار بطاقات الخيمة للإعلان في الخيمة
الأسئلة الشائعة قائمة الأعضاء التقويم البحث مواضيع اليوم جعل جميع المنتديات مقروءة

العودة   أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية > القسم الإسلامي > الخيمة الإسلامية
اسم المستخدم
كلمة المرور

 
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
  #1  
قديم 05-08-2000, 06:34 AM
صلاح الدين صلاح الدين غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: May 2000
المشاركات: 805
Post التصعيد الأمريكي وصناعة الحل(!)

لم تفلح الحملة التي تطوع بها بعض الكتاب والمحللين السياسيين العرب في تبرير موقف الرئيس الأمريكي المتشدد والمهدد للفلسطينيين عقب انتهاء جولات مفاوضات (كامب دايفيد) الأخيرة بين الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات ورئيس الحكومة الإسرائيلي أيهود باراك، على خلفية تحميل الطرف الفلسطيني وحده مسؤولية فشل القمة في توقيع نهائي على الاتفاق، فقد اتهم الرئيس بيل كلنتون الفلسطينيين بعدم استغلال الفرصة الذهبية في إحلال سلام دائم ومستقر في المنطقة بتصلبهم في قضية القدس وعودة اللاجئين، وفي مقارنة أمريكية بين مواقف الطرفين المعنيين قيل إن الإسرائيليين كانوا أكثر مرونة وابتكاراً من الطرف الفلسطيني الرافض لأي تنازلات عن مطالبه(!)

وقد تلخصت تبريرات المتفهمين لموقف الرئيس الأمريكي بحرصه على تحقيق إنجاز تاريخي بالوصول إلى حل جذري للصراع العربي الإسرائيلي قبل مغادرته البيت الأبيض، وأن حجم التوتر الذي أصابه عادل حجم خيبته من عقوق ياسر عرفات وعدم تقديره لجهود ودور الولايات المتحدة ورئيسها شخصياً(!)

وقال آخرون بأن حاجة زوجته هيلاري لأصوات اليهود لتصل إلى مقعد في مجلس الشيوخ، كان وراء موقف الرئيس الذي ترنو إحدى عينيه إلى موقف تاريخي وترنو الأخرى إلى استمرار الأسرة في الساحة السياسية من خلال نافذة الزوجة، وبذلك يكون قد رد لها جميل مساندتها له خلال أزماته الحادة التي عصفت به لاسيما عند فتح ملفات مغامراته النسائية.

وبالتالي فالرئيس في عيون هؤلاء الكتاب إنسان كبقية الناس يصيبه طيش الزعامة فيعبر عن غضبه بألفاظ جارحة ومواقف متشددة تأخذ طابع المنة من جهة والتهديد من جهة أخرى.

ولكن الذين رأوا على أجهزة التلفاز كيف استقبل عرفات في غزة بعد عودته من أقصى الغرب، بعبارات (صلاح الدين العصر)، أخذت تهديدات الرئيس الأمريكي منحى آخر في تفكيرهم، فهم رأوا بأم العين كيف حصل الزعيم الفلسطيني بالإضافة إلى ألقابه الوطنية والقومية والرسمية على لقب إسلامي كان إلى فترة قريبة حكراً على رموز الحركة الإسلامية وحدها.

فعرفات - بما أشيع عن تصلبه في وجه المفاوض الإسرائيلي - أسقط عنه ثوب التخاذل والتنازل وأصبح (فاتحاً) يرتفع اسمه إلى مصاف صلاح الدين الأيوبي، وشتيمة إسرائيلية واحدة وتصلب أمريكي إضافي كان كافياً لمسح كل ما وصف به عرفات في الشارع الفلسطيني نفسه من صفات سلبية منذ مؤتمر (مدريد) ثم (أوسلو) فتوقيع الاتفاقيات التي أجمع الشارع الفلسطيني - بما فيه كوادر في حركة (فتح) - أنها دون الحد الأدنى المقبول، ولا تكافئ التضحيات الجسيمة التي بذلها الشعب الفلسطيني ووراءه الشعوب العربية من أجل حقه الطبيعي والتاريخي في أرضه ووطنه.

وهذا لا يعني بحال من الأحوال التهوين من مهمة البحث عن حل للمشكلة بعدما تفاقمت وقامت أجيال لا تعرف شيئاً عن الوطن المغصوب سوى ما تراه في شاشات التلفزة وما تسمعه من أفواه الأمهات والجدات، وبعدما عاشت التهجير عن أرض الوطن معاناة ذات مفارقات حادة بين مخيمات الانتظار القاسية وبلدان الهجرة البعيدة والبحث الدائم عن لقمة العيش بدون أي شعور بالاستقرار بانتظار الغد الذي لم يأت بعد.

إن قيادة الشعب الفلسطيني في الشتات نحو أرضه ووطنه لم تكن في يوم من الأيام مهمة سهلة، ولكن المعترضين يسألون عن ثمرة ما تم حتى الآن، ذلك لأن إعلان (الدولة) ضرورة إسرائيلية قبل أن يكون مطلباً فلسطينياً، فالتنازل القانوني الذي تطالب به إسرائيل لا يمكن أن يأتي على صهوة فارس تنظيم شعبي ثوري، وإنما يحتاج إلى شخصية قانونية تتمتع بتمثيل الفلسطينيين وباعتراف الأمم المتحدة، وبهذا وحده يتم إقفال ملف شائك لوطن سليب يقف وراءه خمسة ملايين، فلسطيني وراءهم مائة وخمسين مليون عربي، وراءهم مليار مسلم يتذكرون عند كل صلاة أن بيت المقدس كان قبلتهم الأولى.

فإعلان الدولة بالشروط الإسرائيلية لا يعتبره الناظرون في عمق المستقبل إنجازاً فلسطينياً ولا عربياً ولا إسلامياً، وإن كان أحد الإنجازات ذات الفائدة في ميدان إعلان الهوية الوطنية وتثبيتها قانونياً، ولكن ما الذي تعنيه دولة بلا سيادة أكثر مما يعنيه مسؤول مغفل يتم استغلاله للتوقيع على كل شيك بلا رصيد؟ وعلى كل بضاعة فاسدة انتهت صلاحية استخدامها الآدمي؟ ذلك لأن الرؤية الإسرائيلية للدولة الفلسطينية لا تختلف عن رؤية عصابات المافيا للشركات الموهومة التي تبيّض أموالها المشبوهة.

ولذلك يكبر حجم القلق في الجانب الإسلامي الفلسطيني - على مصير القدس واللاجئين تحديداً - مع توسع مظاهر الاحتفاء بعودة عرفات من (كامب دايفيد) لإدراكهم أن توهم الصمود لا يعني الصمود نفسه، وأن التصعيد الرئاسي الأمريكي الجائر يصب في مصلحة الحل الأمريكي الإسرائيلي، وليس في مصلحة القضية الوطنية كما يراها العرب والمسلمون، والأعمال بخواتيمها وثمراتها، وليست بشعاراتها وضجيجها.

وبعيداً عن تهديدات (حزب الله) اللبناني، و(الجهاد) الفلسطيني بضرب مصالح الولايات المتحدة الأمريكية في حال تنفيذ توعّد الرئيس كلنتون بنقل سفارة بلده من تل أبيب إلى القدس المحتلة، فإن الحل يكمن داخل الملعب الفلسطيني، ويحتاج إلى حصانة من نوع ما في هذه اللحظات الحرجة التي يقف فيها الإسرائيليون والفلسطينيون على مفترق طرق قطف الثمار أو ضياع الجهود، ففي غياب مؤسسات تمثيلية حقيقية في الجانب الفلسطيني تملك الولايات المتحدة والدولة العبرية استغلال بطولة رئيس السلطة من اتخاذ القرار القاتل تحت عنوان (بذلنا كل ما في الإمكان، ولم يعد أمامنا إلا الإذعان)//
 


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع
بحث في هذا الموضوع:

بحث متقدم
طريقة العرض

قوانين المشاركة
لا بإمكانك إضافة موضوع جديد
لا بإمكانك إضافة مشاركات جديدة
لا بإمكانك إضافة مرفقات
لا بإمكانك تعديل مشاركاتك

كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

حوار الخيمة العربية 2005 م