مجلة الخيمة حوار الخيمة دليل المواقع نخبة المواقع Muslim Tents
التسكين المجاني التسكين المدفوع سجلات الزوار بطاقات الخيمة للإعلان في الخيمة
الأسئلة الشائعة قائمة الأعضاء التقويم البحث مواضيع اليوم جعل جميع المنتديات مقروءة

العودة   أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية > القسم العام > الخيمة المفتوحة
اسم المستخدم
كلمة المرور

 
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
  #2  
قديم 01-11-2000, 09:27 PM
الثقافي الثقافي غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Oct 2000
المشاركات: 6
Post

بسم الله
السلام عليكم
الجزء الثاني من نكبة فلسطين متى يمكن ان تزول؟

عقب ذلك دخلت قوات نظامية صغيرة من الدول العربية، متفرقة غير متعاونة، لحماية الشعب الفلسطيني من هذه الكارثة، استجابة لغضبة الشعب العربي وتظاهراته، ولم تكن بريطانيا تسمح لها بدخول فلسطين قبل ذلك، لو ارادت، لكن قدراتها العسكرية وعددها كان اقل بكثير من القوات الصهيونية التي اصبحت الان تسمى بـ "اسرائيلية". جاءت القوات النظامية الى فلسطين دون خطة موحدة، او معرفة بالبلاد او بالعدو، وكان عددها مجتمعة حتى لو كانت تحت قيادة موحدة لا يتجاوز ثلث القوات "الاسرائيلية" ونصفها في آخر مراحل الحرب، ولذلك لم تتمكن من وقف المد "الاسرائيلي"، الذي سرعان ما انتشر ليحتل اللد والرملة ويمد جسرا الى القدس ويحتل مساحات واسعة في الجليل. كانت هذه اشارة اولية الى هزيمة العرب، كان احتلال اللد والرملة من الفصول المأساوية في تاريخ فلسطين، اذ استيقظ سكان المدينتين والمهاجرون اليهما من قرى يافا المحتلة على اخبار انسحاب القوات الاردنية بقيادة الانجليزي جلوب باشا وهجوم القوات "الاسرائيلية" من الشمال والشرق. قتل من لجأ الى المساجد والكنائس، وطرد الاهالي بقوة السلاح وبترويع المذابح، واتجهت قافلة بشرية من ستين الفا في رمضان وتحت شمس الصيف اللاهبة الى رام الله. ولما طال الطريق، تساق المتاع القليل الذي حملوه على جانبي الطريق ثم تبعه الشيوخ والمرضى ثم الاطفال. والقوات "الاسرائيلية" تحثهم على السير، ومن عثر على ماء ليشرب اطلقوا عليه الرصاص، وعندما اعلنت الهدنة الثانية قفز عدد اللاجئين الى 630.000، وتم طردهم من 378 قرية حتى ذلك التاريخ، واحتلت "اسرائيل" ارضا تساوي 3 اضعاف الارض اليهودية وهي من اخصب الاراضي واكثرها كثافة سكانية، وبذلك انتهت فعليا حرب فلسطين.
لكن النهم "الاسرائيلي" لم يشبع، فاتجهت قواته نحو الجنوب لتحتله وتهزم الجيش المصري اكبر قوة عربية، وفي منتصف اكتوبر، احتلت "اسرائيل" مساحات واسعة من الجنوب حتى بئر السبع وجنوب القدس، وامتدت على الساحل الجنوبي واصبح عدد اللاجئين 664.000 طردوا من 418 قرية حتى ذلك الوقت.
ونقلت "اسرائيل" قواتها من الجنوب الى الشمال، واحتلت الجليل باكمله و12 قرية من لبنان في اوائل نوفمبر 1948، وسيطرت بذلك على كامل شمال فلسطين وتعدت الحدود اللبنانية عند اصبع الجليل.
استأثر الجليل باكبر عدد من المذابح، وذلك لان المنطقة جبلية، ولترويع الاهالي الذين رفضوا النزوح من الجليل الواقع في دولة عربية حسب قرار التقسيم. من اجل ذلك اقترفت "اسرائيل" في الجليل 24 من اصل 34مذبحة امكن تسجيلها، ولكن لم تخل قرية واحدة من قتل او تدمير او ترويع. لا شك ان المذابح كانت سياسة "اسرائيلية" مدروسة لترويع الاهالي وطردهم والاستيلاء على ارضهم، كانت هذه شهادة الآلاف من الناجين من هذه المذابح، ولكن الغرب لم يستمع او يقتنع.
وفي السنوات الاخيرة، ظهرت ابحاث لمؤرخين "اسرائيليين" اطلعوا على الملفات "الاسرائيلية" التي اصبحت مفتوحة لهم تؤكد وجود هذه المذابح وتعزوها الى ظروف الحرب، لكن هذا الرأي بدأ يفقد قيمته لوضوح البرهان على تكرار المذابح بشكل ثابت في جميع الظروف، والعثور على اوامر صريحة من القادة بالتخلص من الاهالي، والان فتحت ملفات مراقبي الهدنة التي اكدت هذا الامر، وذكرت تقارير المراقبين انه لكثرة المذابح "ليس لدينا الوقت والامكانات للتحقيق في كل هذه الفظائع". لكن الدول العربية فقدت قدرتها على القتال لانقاذ الاهالي، ولم تستطع ردم الخلافات بينها وتكوين قيادة موحدة، ولذلك سارعت الى توقيع اتفاقيات هدنة مع "اسرائيل" بداية مبصر ثم الاردن ولبنان واخيرا سوريا. وبعد توقيع الاتفاقيات، احتلت "اسرائيل" دون طلقة رصاص واحدة النقب الجنوبي حتى وصلت الى ام رشرش (ايلات الان)، وزرعت علمها على خليج العقبة، وبينما كانت مفاوضات الهدنة تدور، تنازل الملك عبدالله عن 436 كيلومترا مربعا في المثلث الصغير الخصب والمليء بالسكان، وحسب شروط الهدنة خرجت القوات المصرية المحاصرة من الفالوجا بكامل سلاحها، وكان من بين ضباطها جمال عبدالناصر، وتخطت بذلك "اسرائيل" خط التقسيم في جميع الجهات باحتلالها 78% من ارض فلسطين أي بزيادة 24% من مشروع التقسيم، فاحتلت الجليل الاوسط المخصص للدولة العربية، واحتلت مثلثا يصلها بالقدس عبر اللد والرملة، رغم ان القدس منطقة دولية وما حوله عربي، حسب قرار التقسيم. وفي الجنوب تمددت "اسرائيل" نحو البحر الميت، واحتلت مدينة بئر السبع العربية، واحتلت ثلثي المنطقة الساحلية المخصصة للعرب التي بقي منها قطاع غزة الصغير.
وبذلك احتلت "اسرائيل" 6.300 كيلومتر مربع خارج مشروع التقسيم، واصبح كسبها من الارض العربية اثني عشر ضعفا للارض اليهودية عام 1948. كان هذا كسبا، أي كسب. اما على الصعيد الانساني فقد خلفت هذه النكبة وراءها حوالي 900.000 لأجئ طردوا من 531 مدينة وقرية، نزحوا الى الجنوب المتبقي في قطاع غزة والى الشرق، فيما اصبح يعرف بالضفة الغربية والى الشمال نحو سوريا ولبنان. واصبحت النكبة بقعة سوداء في التاريخ، دفع ثمنها قادة وحكام بحياتهم وازيلت عروش وسقطت انظمة، ولا يزال يدفع ثمنها اليوم خمسة ملايين لأجئ داخل فلسطين وحولها وفي الشتات.

إلى القاء مع الجزء الثالث
الثقافي
 


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع
بحث في هذا الموضوع:

بحث متقدم
طريقة العرض

قوانين المشاركة
لا بإمكانك إضافة موضوع جديد
لا بإمكانك إضافة مشاركات جديدة
لا بإمكانك إضافة مرفقات
لا بإمكانك تعديل مشاركاتك

كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

حوار الخيمة العربية 2005 م