:بسم الله الرحمن الرحيم،
الحمد لله رب العالمين، الهادي إلى الحق وسواء السبيل، وإلى صالح الأعمال، وإلى خير الدنيا والآخرة، والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين، محمد بن عبد الله الذي أخرج اللهُ به الناس من عبادةِ العباد إلى عبادتهِ وحدهِ، ومن جورِ الأديان، إلى عدلِِ الإسلام، والذي أبان اللهُ عزَّ وجل َّ بهِ الحقِ من الباطلِ، والضلالَ من الهدى، أما بعد:
الفصل الثالث – تأسيس ملكوت الله المزعوم.
شهادات طرف ثالث، أي شهادات مبنية على السمع.
" استناداً إلى .............."
الأمر المحير جداً ، فيما يختص بالشهادات المسيحية المقسوم عليها باليمين المزعوم، ( أي الكتابات المنسوبة لكل من متى، ومرقص، ولوقا، ويوحنا)، هو أنها لا تدلل على حقيقة تبعيتها لِمَنْ نُسبت إليهم. لا بل إن أُصولها المزعومة " نسخ الأناجيل الأصلية " لا تحمل – ولا وحدة منها على الإطلاق – تواقيع مؤلفيها أو حتى بصمة إبهامة. إنهم يتبجحون ألان بحيازة 5000 نسخة " أصلية " ، هذه النسخ الأصلية المزعومة، لا يوجد بينها نسختان متطابقتان أبداً. كل واحدة مختلفة عن الأخرى تماماً. أمرٌ محيرٌ فعلاًً. لذلك فلا غرابة أن المسيحيين أنفُسُهم، يصدرون الأناجيلَ بعبارة " الإنجيل استناداً إلى القديس متى " ، " الإنجيل استناداً إلى القديس مرقص " ، " الإنجيل استناداً إلى القديس لوقا " ، " الإنجيل استناداً إلى القديس يوحنا " .
ولا داعي للاستفسار مِنْ عُلماءِ الديانة المسيحية، عن مدلول تكرار، جملة " استناداً إلى ...... " في صدر كل إنجيل، فإن المعنى الضمني جليٌ وبينٌ، وهو أنها لا تحمل توقيع من نسبة إليهم، أي هي لا تحمل تواقيع أصحابها عليها، فإنه يفترض أن يكون كتبها من تعنون بأسمائهم اليوم.
لا بل إن مترجمي، الرواية الدولية الحديثة للكتاب المقدس ( NEW INTERNATIONAL VERSION ) ، قد حذفوا هذه الجمل " استناداً إلى ...... " من الأناجيل الأربعة المعتمدة( من الكنيسة وليس من الرب )، في أحدث ترجمة لهم، بجلافة وصلافة، ومن غير طقوس، بل ويمكن القول بصراحة، بأن نصف الكتبة المزعومين للأناجيل الأربعة المعتمدة، لم يكونوا من بين تلاميذ يسوع المسيح الاثنى عشرة المنتخبين.
إذاً بداهةً القضيةُ خاسرةٌ.
بكل تواضع، أجرؤ على أن أُعلن أن مثل هذه الوثائق غير الموثقة وغير المصدقة، سوف تستبعد فوراً في أي ساحةٍ للقضاء، في أي بلدٍ متحضرٍ، بعد تقديمها والنظر فيها، في مدةٍ أقصاها دقيقتين زمنيتين لا غير.
وإضافةً إلى كل ما تقدم بيانهُ، فإن أحد هؤلاء الشهود المزعومين، وهو القديس مُرقص، يقرر أنه في أعظم الأوقات حرجاً في حياة يسوع المسيح : " فتركوه كلهم وهربوا " ( مرقص 50:14 ). إذا فالشهود المزعومين ليسوا شهود عيان للأحداث، أبداً. إلا إذا كان القديس مُرقص، لم يخبرنا بالحقيقة كاملةً، و " كما تقتضي حقيقة البشارة " (غلاطية 14:2)، مع الافتراض بأنه يلقي بشهادته هذه تحت القسم!
ألا تتفقون معي أن قضية مبنية، على شهادة شهود، معلوماتهم أصلاً تعتمد على ما رواهُ لهم الآخرون فقط، قضية خاسرة. ألا تتفقون معي أنها سوف تستبعد مرتان، من قبل القضاة العدول، في مدةٍ أقصاها دقيقتان، في أي مجلس عدل وحق، في أي بلاد متحضرة. سيتم ذلك مرتين، خلال 120 ثانية، ولن تتجاوزها. ومع ذلك فإن هذه العقيدة المبهمة، ذات الألفي عام عُمراً مازالت قائمةً، ويتوهم أتباعها البالغ عددهم حولي 1,250,000أدمي بأن نجاتهم (خلاصهم) ستتحقق من خلال هذه الأوهام والخزعبلات، التي لا توافق عقلاً ولا منطقاً ولا حقائق علمية. والتي يجب كذلك أن تنبذ. بل أنها جديرةٌ بالمزيد من الحذر، فلتتم دراستها، بصورةٍ وافيةٍ، وإبطالها علمياً وعقلياً ومنطقياً، فسنفترض أن هذه الشهادات المكذوبة على متى، ولوقا، ومرقص، ويوحنا، وكائنها شهادات مستوفية لقانونيتها، ولنستأنس البحث فيها، والنظر في مزاعمها.
فمن أين نبدأ؟
فل يكن كما يجب، منذ البداية الأولى – الانطلاقة العظمى – وعلى التحديد قبل 24 ساعة فقط، على الأحداث المُروعة، تهيئوا ، وتابعوا بدقة، لا تجعلوا فكرةً واحدةً تغيب عن ملاحظتكم، ...{ وخيم الظلام على الأرض كلها من الظهر وإلى الساعة الثالثة، ............(متى 1:27) ...... وإذا حجابُ المقدس قد انشق شطرين من الأعلى إلى الأسفل، وزلزلت الأرض، وتصدعت الصخور، وتفتحت القبور، فقام كثيرٌ من أجساد القديسين الراقدين، وخرجوا من القبور بعد قيامته، فدخلوا المدينة المقدسة، وتراءوا لأناسٍ كثيرين ....... (متى 27 : 51-53).... } ، ياله من سيناريو مذهل، مغر لإنتاج فبلم سينمائي يحقق ريعاً مالياً قد لا يقل عن بليون دولار أمريكي، محطماً كافة الأرقام القياسية التي سبقته. وإن اليهود هم المسؤولين عن هذه الجريمة النكراء، إنهم في قفص الاتهام، بشبهة زعم قتل يسوع المسيح والرب، ومها كان مقدار تورطهم في هذه الجريمة النكراء، سواء بوقوفهم في صف من أراد إنفاذها، أو تغافلهم عن منع إنفاذها.
كما أن الإطلاع على هذه المقولات الكتابية، تبين الذل والمهانة والخزي الذي يعيشه المسيحيين أمام اليهود، فهم قتلة ربهم وإلههم وسيدهم. لا بد أنهم يشعرون بأن اليهود لديهم هيمنةً وسلطاناً عليهم، من قتل ربهم وإلههم، لا يصعبُ عليه إفنائهم! ومن هنا بدأ العبث بأكذوبة الصلب!
جلوس حول المائدة.
في ليلة الاحتفال بعيد الفصح، جلس يسوع المسيح وتلاميذه الاثنى عشر، حول مائدة ضخمة، في بيت مضيفهم، " وهو الذي أحبه يسوع " ، والذي تصادف أن اسمه يوحنا. ولا عجب ولا غرابة، فإن اسميِّ يسوع ويوحنا كانا شائعين في عصر يسوع المسيح. كما هي شائعة أسماء توم، وداك، وجون في الزمان الحالي. فلقد تواجد حول المائدة، أربع عشر رجلاً، وبإمكانك إحصائهم إن شئت ، ولكن تأكد أنهم لن يكونوا ثلاث عشر، الرقم المشؤوم، فإن المسيحيين مولعون بالأساطير والخزعبلات. وسوف تبين لك قراءة هذا الكتاب وغيره من الكتب المسيحية، أسباب ذلك.
الزحف إلى بيت المقدس.
دخل يسوع المسيح بيت المقدس، دخول الفاتحين، يقرع طبل النصر، على رأس جمهرة من أتباعهِ ومحبيهِ، الهائجين حماسةً وغبطةً، تظللهم الآمال الوردية، في تأسيس " ملكوت الله " بين لحظة وأخرى. وتحقيقاً للنبؤة التي بشرت بحدوث هذا الزحف العظيم، امتطى حماراً: " ابتهجي جداً يا بنت صهيون، واهتفي يا بنت أُورشليم، هوذا ملكك آتياً إليك، باراً مخلصاً وضيعاً، راكباً على حمار، وجحش بن أتان......" ( زكريا 9:9) ، لذلك يسجل لنا القديس متى، كيف تم تحقيقها قائلاً: " فذهب التلميذان وفعلا كما أمرهما يسوع وأتيا بالأتان والجحش، ثم وضعا عليهما رداءهما، فركب يسوع. وكان من جمع كثير، فبسطوا أرديتهم على الطريق، وقطع غيرهم أغصان الشجر، ففرشوا بها الطريق. وكانت الجموع التي تتقدمه والتي تبعه تهتف: هوشعنا لأبن داود! تبارك الأتي باسم الرب! هوشعنا في العُلى! ولما دخل أورشليم ضجت المدينة كلها وسألت من هذا؟ فأجابت الجموع: هذا النبي يسوع من ناصرة الجليل. " (متى 21 :6-21). والآن نتيح الفرصة للقديس لوقا، الطبيب المحبوب، حتى يعرض علينا شهادته، فتزيد الصورة جلاءً ونقاوةً: " وبينما هم يُصغون إلى هذا الكلام، أضاف إليه مثلاً لأنه قرب من أُورشليم، وكانوا يظنون أن ملكوت اللهِ يوشك أن يظهر في ذلك الحين. " (لوقا 11:19).
{ لفائدة القارئ الفطن، فإنه تم حذف الفقرات التي وردت في شهادة (متى 21: 6-21) من الطبعات العربية الحديثة لغرابتها، فكيف يمكن لإنسان أن يركب على حمارين معاً، إلا في عروض السرك الطريفة وأنشطة البهلوانات المسلية. و "هوشعنا" ، وأيضا " أُوصانا " في بعض الطبعات الأخرى، هتاف ترحيب جماهيري مثل قولك: هيهْ، هيهْ، مرحى، مرحى. }
أَمملكة سماوية؟ ؟ ؟
وتتسارعُ الأحداثُ، وتتلاحق البياناتُ لتهيئة النفوس، فيقول يسوع الإله والرب: " أما أعدائي الذين لمْ يردوني ملكاً عليهم، فأتوا بهم إلى هنا، واضربوا أعناقهم أمامي. " (لوقا 27:19). " تبارك الأتي باسم الرب! " (لوقا 38:19). ويضيف القديس يوُحنا، على ما تقدم، هُتاف الحشود الصاخبة: " وخرجوا لاستقباله وهم يهتفون هوشعنا! تبارك الأتي باسم الرب ملكك إسرائيل " (يوحنا 13:12). لكن، مهل.....اً هنالك أطراف أُخرى للقضية، ليست راضيةً عن ما يجري، تراقب وتتأمل، " فقال الفريسيون بعضهم لبعض: ترون أنكم لا تستفيدون شيئاً. هوذا العالم قد تبعهُ (أي يسوع) " (يوحنا 19:12) ... إذاً فما الأمر ... " اليوم دينونة هذا العالم. اليوم يُطرد سيدُ هذا العالم إلى الخارج " (يوحنا 31:12).
فمن يُطيقُ مواجهة أصحاب هذه العقول المنتشية، والمقتنعة بفتنة المجد الوشيك الظهور؟ وإذا فعلامَ التعجب والاستغراب من تصرفات يسوع المسيح العملية؟ وشروعه في أداء مهامه الإصلاحية؟ " فوجد في الهيكل، باعة البقر والغنم والحمام والصيارفة جالسين. فصنع مجلداً من حبال، وطردهم جميعاً من الهيكل مع الغنم والحمام، ونثر دراهم الصيارفة وقلب طاولاتهم. " (يوحنا 2: 14-15).
إجهاض الثورة الانقلابية.
لقد أصبح طرد عُظماء اليهود – وهم أصحاب السلطة على المعبد – وشيك الوقوع. وهو مقدمة لنفي الرومان من البلاد – وتحرير اليهود من هيمنتهم فلا يجب أن ننسى أن الرب يهودي من حيث الجسد – كما أنها بشرى ظهور " ملكوت الله " . ولكن ... يال الحسرة ... فإن الآمال الوردية لمْ تتحقق. لقد تلاشى ذلك الأداء الاستعراضيّ كسراب، ... بالرغم من كل الهتافات " هوشعنا " ، مرحى ، " لأبن داود " ، " أُوصانا " ، مرحى " ملك إسرائيل". لقد فشلت المحاولة، ,وأجهضت، لأن صخبها سبق أوان وقوعها، بأربعين عاماً فقط.
لقد أخفق " يسوع " في أدراك التحذير، الذي لمحَ به الفريسيون، وذلك بوجوب كبح جماح تلاميذه؛ " يا معلمُ انتهر تلاميذك " (لوقا 39:19). ولكنه أخطاء في التقدير. فيال الرب . وعليه الآن أن يتحمل النتائج وتبعة فشلهُ. فلمْ تَكُنْ أُمتَهُ مستعدةٌ لتقديم أي تضحية، بالرغم من كل تلك الجلبة الصبيانية المتهورة التي رافقتها.
مبررات اليهود لما أقدموا عليه.
لقد أدرك عظماءُ الكهنة – وهم قادة اليهود – أن هذا الرجل بمفرده، يقود الأمة للهلكة، فلابد من التصرف. لذلك: " فقال أحدهم قيافا، وكان في تلك السنة عظيم الكهنة: أنتم لا تدركون شيئاً، ولا تفطنون إنه خير لكم أن يموت رجل واحد عن الشعب ولا تهلك الأمة بأسرها. " (يوحنا 11: 49-50). قد يكون هذا قرار حكيم، إلا أنه لا يمكن أسر يسوع المسيح علانية، وهذه الجموع المتكتلة والمنفعلة من العامة الغوغاء تُحيط به. فلا بد من التلطف لهذا الأمر، وانتظار الفرصة السانحة، أو المناسبة المواتية، لإلقاء القبض عليه سراً. ولحسن الطالع تم افتضاح نزعات يهوذا الأسخريوطي، والتي أبان عنها بنفسه طواعيةً، وربما لأمر ما في خواطره. والرجل المعني أحد تلاميذ يسوع المسيح المنتخبين، فتبين لهم أنه خائن رخيص، ولا يتورع عن بيع سيده ومعلمه وربه، بثمن بخس، ......، ثلاثين قطعة حقيرة من الفضة.
· " فتناولت مريم حقة طيب من النادرين الخالص الغالي الثمن، ودهنت قدمي يسوع ثم مسحتها بشعرها. فعبق البيت بالطيب. فقال يهوذا الأسخريوطي أحد تلاميذه، وهو الذي أُوشك أن يسلمه: لماذا لم يُبع هذا الطيب بثلاثمائة دينار، فتُعطى للفقراء؟ ولم يقل هذا لاهتمامه بالفقراء، بل لأنه كان سارقاً وكان صندوق الدراهم عنده، فيختلسُ ما يلقى فيه. " (يوحنا 12: 3-7).
· " ولما كان صندوق الدراهم عندهم يهوذا، ظن بعضهم أن يسوع قال له: اشتر ما نحتاج إليه للعيد، أو أمره بأن يعطي الفقراء شيئاً. "(يوحنا 29:13).
فما حقيقة مقصد يهوذا.
يرى رجال الدين المسيحي، أن الطمع في كسب الذهب، هو الدافعُ المحرضُ ليهوذا لارتكاب هذه الفعلة الدنيئة. ويتجاهلون براعتهُ في تصريف الشؤون المالية، أفلم يكن هو المؤتمن على مال المجموعة المنتخبة ليسوع المسيح؟ وكانت أمامه فرص متعددة ومتواصلة للسرقة مِن هذا المال، ولو بمقادير ضئيلة، عند الإنفاق. إذاً لماذا يُعرضُ هذا المصدر المنتظم لكسب المال للضياع، مقابل ثلاثين قطعة حقيرة؟ فإن كل ذي بصيرة يرى أن وراء تصرفه هذا شأن أعظم بكثير من هذا التعليل الواهي. فحقيقة الأمر، إن التخاذل المُفاجئ، الذي ظهر على يسوع المسيح، هو الذي استفز يهوذا وأثار سُخطه، فبعد كل تلك المُظاهرات الولدانية الصاخبة من تلك الجموع حول يسوع المسيح، أثناء زحفه الملكي معهم إلى بيت المقدس، وقد جللتهُ تلك المشاعر الفياضة والعبارات الملتهبة، تحثها الآمال الوهمية: " يا أبتِ، قد أتت الساعة " (يوحنا 1:17). " فمجدني الآن عندك يا أبتِ " (يوحنا 5:17). " أما أعدائي أولئك الذين لم يردوني ملكاً عليهم، فأتوا بهم إلى هنا، وأضربوا أعناقهم أمامي. " (لوقا 28:19). أصبح الأمر يستوجب استفزاز يسوع المسيح فحسب، حتى يرد بالمعجزات والخوارق، ويسقط من السماء النيران والشهب الملتهبة على رؤوس أعدائه، ومن غير ريب سيأتي بفيلق الملائكة، التي كان يفاخر بأنها تحت تصرفه، ورهن إشارته، " وتظن أنه لا يمكنني أن أسأل أبي، فيمدني الساعة بأكثر من أثني عشر فيلقاً من الملائكة؟ ولكن كيف تتم الكتب التي تقول أن هذا ما يجب أن يحدث؟ " (متى 26: 53-54)، والذي بالنتيجة، سوف يمكنه وتلاميذه من حكم العالم. ولكن هنالك إساءة في التقدير، مجدداً.
لقد أدرك يهوذا، بحكم اتصاله المباشر بالمعلم، يسوع المسيح، أن يسوع المسيح كان عطوفاً ورقيقاً ومحباً للناس. كما أنه كان المسيح الحق، وليس زائفاً يخدع الناس بمعسول الكلام. ومع ذلك لم يكن يهوذا قادراً على تميز القول الفصل، من الحكمة المُطلقة، في كلام يسوع المسيح. فلو حاول أن يناقش يسوع المسيح، في هذا الأمر الجلل، فلن يتلفظ له، إلا بالطيب من القول، ليزيد من حيرتهِ وارتباكهِ. إذاً فلا مناص من استفزازهِ. وليكن ما سيكون.
هذه هي حقيقة الغاية التي كان يسعى لها يهوذا، وهذا هو سر المكيدة التي دبر لها الرجل.
افتضاح الخائن.
لم يكن يسوع المسيح في حاجةٍ إلى الروح القدس، لينبئهُ بهواجس يهوذا فإن اختلاسه للنظرات، وسلوكه المشبوه، أبانا ليسوع المسيح ما كان يختمر في ذهنهِ، ويجول في خاطرهِ. ففي " العلية الكبيرة " (مرقص 15:14) وحول المائدة، بينما كان يسوع المسيح يتناول وتلاميذه، ما يعرف بالعشاء الأخير، أذن يسوع المسيح لِيهوذا فإنفاذ فعلته بهذه الكلمات :
" فقال له يسوع: أفعل ما أنت فاعل وعجل " (يوحنا 27:13).
فانطلق يهوذا لِيُنجِز الصفقة، ويوجه الطعنة الغادرة إلى ظهر ألهِهِِ. ( ؟ ).
وإلى اللقاء في الفصل الرابع. بعون الله تبارك وتعالى، وتوفيقه.
وجزى الله شيخنا الجليل / أحمد بن حسين ديدات، عنا على ما قدمه لنا من جهد، في فضح تحريفات المسيحيين.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
أخوكم / أبو محمد ؛ عساس بن عبد الله العساس.
والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، وسيد الأولين والآخرين، المبعوث رحمة للعالمين. وآخر دعوانا أن الحمد للهِ رب العالمين.
)
