مجلة الخيمة حوار الخيمة دليل المواقع نخبة المواقع Muslim Tents
التسكين المجاني التسكين المدفوع سجلات الزوار بطاقات الخيمة للإعلان في الخيمة
الأسئلة الشائعة قائمة الأعضاء التقويم البحث مواضيع اليوم جعل جميع المنتديات مقروءة

العودة   أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية > القسم الثقافي > خيمة الثقافة والأدب
اسم المستخدم
كلمة المرور

 
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
  #2  
قديم 24-03-2002, 03:08 AM
محمد ب محمد ب غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Oct 2001
المشاركات: 1,169
إفتراضي

هي أطروحة ممتعة شيقة بالفعل وهي من الأطروحات التي تفيد القارئ حتى لو اختلف معها. والأستاذ يتيم الشعر يدلني باختياره على ذوق نقدي رفيع..وتعرف عقل الإنسان من قوله كما تعرفه من اختياره..
فالقارئ يفيد من الفكرة البانية للأطروحة وهي الفصل ما بين التعميم والتخصيص في الرثاء(ولك أن تعمم على المديح أيضاً)
ولكنك ترى في الأـطروحة من البداية انحيازاً للتخصيص على التعميم إذ التعميم عند "كثير من النقاد" يفقد القصيدة رونقها وشاعريتها ويجعلها أقرب إلى نواح النائحة المستأجرة منه إلى الثكلى.
وقبل ذلك نرى التشكيك في مناسبة التعميم لعصرنا إذ هو من شعر ما مضى.
بالمناسبة أود أولاً الإشارة إلى أن تشاؤم أبي العلاء في قصيدته المذكورة"غير مجد.." لم يكن نتيجة لموت صديقه فهو كان متشائماً دوماً لا يكاد يبهجه شيء وفلسفته في الحياة هي التشاؤم.
لدينا ثلاث مقولات في الأطروحة:
1-أن التعميم يخص زماناً مضى-لا يتناسب مع زماننا.
2-أن التعميم يفقد القصيدة رونقها وشاعريتها ويخل بمصداقيتها فيجعل الرثاء فيها كنواح المستأجرة.
3-ثم هناك مقولة ضمنية يبنى عليها منطقياً كل ما ورد في الأطروحة: إن التخصيص والتعميم أمران مختلفان ومتنافيان ولا يتداخلان مما يجعل عدم التعميم أمراً ممكناً! ولنحاول فحص هذه المقولات:
المقولة الأولى لم أجد في الأطروحة برهاناً عليها فهل زماننا لا يتصور فيه التعميم؟ أم يجب فيه عدم التعميم ومن عمم فقد وجب عده خارج زمنه؟
حيث أن البارودي عمم وغيره عمم أيضاً فهناك في زمننا من يعمم فهل هم خارج زمنهم؟ هل هذا حكم استقرائي ناتج عن رؤية التيار الغالب في عصرنا أم هو حكم استنتاجي من خاصية جوهرية في عصرنا تفرض التخصيص؟ لم أجد في الأطروحة تبريراً لهذه المقولة.
أما أن التعميم يفقد القصيدة رونقها فهو أيضاً مما لا برهان عليه وهل فقدت قصيدة أبي العلاء رونقها بالتعميم؟ انظر إلى رونق وروعة قصيدة أبي تمام:
كذا فليجل الخطب وليفدح الأمر..فليس لعين لم يفض ماؤها عذر
..
وفيها الأبيات الخالدة
وما كان إلا مال من قل ماله...وذخراً لمن أمسى وليس له ذخر
فتى دهره شطران فيما ينوبه..ففي بأسه شطر وفي جوده شطر
فتى مات بين الطعن والضرب ميتة..تقوم مقام النصر إذ فاته النصر
وما مات حتى مات مضرب سيفه..من الطعن واعتلت عليه القنا السمر
وقد كان فوت الموت سهلاً فرده..إليه الحفاظ المر والخلق الوعر..
لا أجد رونقاً أكثر من هذا الرونق!وبحق قال من قال:ما مات من رثي بمثل هذا الشعر!
على أن هذه النقطة تقودني إلى النقطة المنطقية الأخيرة:
هل التعميم والتخصيص متنافيان وهل الكلي ينافي الجزئي المتعين الفردي؟
وهل التخصيص ممكن أصلاً في الصفات؟.
احذف أسماء العلم من قصيدة العشماوي فتجد نفسه حيال كليات معممة!وصحيح أن تزاحم الكليات يعطي تضييقاً للجزئيات المشمولة بها ولكن النتيجة تظل أيضاً تعميماً!
وما أكثر من تنطبق عليهم أبيات من نوع:
نظر السحاب إليك نظرة معجب..وسقاك ماء المكرمات مبردا
ورأيت أبراج المعالي صافحت..كف السماء فصار عزمك مصعدا
أصبحت في ثغر الجهاد قصيدة..طرب الزمان للحنها وتنهدا
ومضى على درب الجهاد مبكراً..لم تبلغ العشرين منه المقصدا
جعل الجهاد مطية لجهاده..فشدا بألحان الجهاد وغردا..
إلى آخره..
ولا يخل هذا بمستوى القصيدة الفني الرفيع لعمري ولا يجعلها من قبيل نواح المستأجرة!
أقول هذا للتدقيق وأنا بالتأكيد أتفهم المعنى الذي يقصده الأستاذ جمعة وهو الدعوة إلى التخصيص في القصائد بقدر الإمكان ولكن للتعميم دوراً وهو بالفعل وكما ورد في مقدمة المقال يهب الشعر الخلود بل حتى ما هو خاص في القصيدة كذكر الأماكن والأزمنة لا يهم القارئ إلا إن نظر إليه كمثال يمكن تعميمه! فليست الأماكن المحددة والأزمنة المعينة بذاتها هي ما تهب لوحدها القصيدة رونقها وإن كانت تهبها بالفعل مصداقية واقعية بل الرونق يأتي أيضاً من جمال الوصف وصدق العاطفة علاوة على انحياز القارئ المسبق لأفكار تدافع عنها القصيدة..
والله أعلم..
الرد مع إقتباس
 


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع
بحث في هذا الموضوع:

بحث متقدم
طريقة العرض

قوانين المشاركة
لا بإمكانك إضافة موضوع جديد
لا بإمكانك إضافة مشاركات جديدة
لا بإمكانك إضافة مرفقات
لا بإمكانك تعديل مشاركاتك

كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

حوار الخيمة العربية 2005 م