"جيشان الداخل الإنساني" في اعتقادي يتمخض عن أشكال تعبيرية مختلفة تتراوح بين الشكل المباشر والشكل الفني الأبعد عن المباشرة والذي يتبع طرقاً مختلفة في تشكيل جوه وإعطاء معادل فني موضوعي للحالة والظرف الخارجي الملموس.وهذه الأشكال على مختلف مستوياتها التعبيرية لا تتناقض بالضرورة ولا يكفي للحكم على نص بأنه "أدب وفن رديء" مجرد أنه اتبع قواعد شكل ومستوى دون شكل ومستوى آخر.
ثم إن "ما يظهر" من هذا الجيشان الداخلي يرتبط بالداخل بجميع الأحوال مهما كان الشكل التعبيري ويؤدي بالتالي الوظيفة التربوية الروحية نفسها سواء عبر عنها مثلاً محمود درويش أم عبر عنها الشاعر الشعبي الفلسطيني"أبو عرب" ومن هنا يتبدى خطأ اعتقاد الأستاذ بزيع أن الأشكال المباشرة التي تضايقه هي من كل بد تسيء لجوهر الفعل المقاوم ومشروعه فالأبعاد البعيدة لهذا المشروع التي ترضيه قد تظهر "بالفعل" في الشكل المطلوب عنده وقد تكمن بالقوة وتفعل فعلها في الشكل المباشر الذي يهجى في مقال"الجدانوفية المتجددة وثقافة الحشود".
|