(( هدية رمضانيـــة ))

[ابو حمد]

عندما يأتي لك قريب أو صديق عزيز عليك كيف ستستقبله ؟ وكيف ستكـون إقامته عندك ؟ سـوف تبذل كل ما بوسعك لراحتـه وإسعاده حتى يذهب وهو في منتهى السعادة على الاستقبال وحسن الضيافة ويثني عليك عند أهله وأقربائه عندما يرجع لهم .
ألا يجـدر بنا أن نستقبل ضيفنا الكـريم ضيفنـا العـزيز استقبالا يليق به حتى يشهـد لنا عندما يذهب ، ويشهـد لنا عند مـن ؟ عند خالقنا سبحـانه وتعالى، لذا يجب على كل مسلم أن يغتنم هذه الفرصة ويرجع إلى ربه ويترك كل ما كان عليه من اللهو واللغو والغيبة والنميمة وقول الزور وشهادة الزور وسماع الغناء ومشاهدة الأفلام الماجنة والساقطة والمجلات الهدّامة ويرجع إلى الله سبحانه وتعالى رجعة أبدية لأنه هو الذي يضـر وينفـع وهـو الذي يعطي ويمنع .
أخي إلى متى الغفلة ؟ إلى متى الرقود ؟ إلى متى التراجع ؟ ألا ترى أمتنا الإسلامية وما أصابها ؟ ألا ترى الأعداء وقد تكالب عليها من كل جانب ؟ ألا يحزنك هذا ؟!!!
أخي انهض وافتح عينيك وشاهد وتأمّل وسوف تعرف أننا مقصرون جداً في حق الله تعالى .
هذا الشهر الكريم فرصة عظيمة لمراجعة الحسابات وقلب الموازين وفتح صفحة جديدة مع الله لعلنا ننجو من سخطه وعذابه ، استغل أخي الحبيب كل ساعة بل كل دقيقة لا بل كل ثانية في هذا الشهر الكريم لا تغفل عن ذكر الله لحظة واحدة ، اعلم وفقنا الله وإياك أن الحسنات في هذا الشهر تتضاعف فاجتهد فيه بالأعمال الصالحة .
أخي الحبيب ... أخي في الله ... أخي الغالي ...
طالما سمعنا وطالما قرأنا وطالما شاهدنا فهل فعلنا شيء ؟!! القرآن يتلى ، والأحاديث تُقرأ ، ولكن لا تحرّك ساكناً فلماذا يا ترى ؟!
ألهذا الحد قسـت قلوبنــا ....
ألهذا الحد إنعدم إحساسنــا ....
ألهذا الحد وصلت غفلتنــا ....
والله ثم والله إننا مسئولون عـن كـل شـيء صغيراً كـان أم كبيراً ، وسـوف تشهـد علينا جوارحنا عـن كـل شيء فعلناه ألا تقرأ وتسمع قول الله تعالى : { حتـى إذا مـا جـاؤهــا شهــد عليهـم سمعهـم وأبصارهم وجلودهم بما كانوا يعملون } .
أخيراً أخي في الله لا مفر من الموت وسـوف يأتي يوم يُقـال عنك بأنك فارقت الحياة ، وسـوف يأتي يوم يُقـال عنك يرحمه الله ، أين سيكـون المصير بعد ذلك يا عبد الله ؟ هل إلى الجنة نسأل الله أن نكون نحن وإياك من أهلها ، أم إلى النار أعاذنا الله وإياك منها .
نسأل الله أن يعيننا على صيام رمضـان وقيامه وتلاوة كتابه آناء الليل وأطراف النهار على الوجه الذي يرضيه عنّا ...آمـــــيـن
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم .


والخطاب أيضا موجه لأخواتي في الله