ثالثاً : البيان والسياسة :
إن الذي يقرأ بيان المثقفين لا يشك لحظة أنه كتب ، ووضعت حدوده ، وصرفت طرقه ؛ بحيث يتوافق مع (سياسة ومواثيق هيئة الأمم المتحدة) القائمة على مباديء (الحرية والمساواة والعدل) ، حيث يبدأ البيان ويكرر عدم التفريق في (العدل) و (الظلم) و(القتل) بين الناس (مهما اختلفت أديانهم) ، فيحرص على ذكر (الأديان) وعدم التفريق بينها في مواضع ، وهذا موافق لميثاق هيئة الأمم ، وليس موافقاً للقرآن إلا بتحريف لنصوصه كما يحرفه أهل الأهواء ، كما أنهم يوافقون على نبذ الصراع والصدام ، ويريدون (السلام العادل) ، و (التعايش السلمي) ، ولا يعارضون (الحريات) ، و يطلبون (الحوار) من أجل (التعاون) لما فيه (خير البشرية) و (الإنسانية) ، إلى آخر ما تفوهوا به ، وقد سمعت من غير واحد أن هذا البيان روجع من قبل بعض السياسيين .
ولم يلتفتوا في هذا إلى الشرع الذي من أصل الأصول فيه (الكفر بالطاغوت ) و(البراءة من الكفر وأهله) ، بل أنكروا هذه العداوة تلميحاً في مواضع ، وأنكروا (الجهاد) في مواضع ، ولم يذكروا ملة (إبراهيم) ، بل ولم يدعوهم (إلى الإسلام) ، فقد استحوا من ذلك ، فهذه الورقة لا يستبعد أن تتبناها هيئة الأمم المتحدة في (تقرير ضرب المجاهدين) في كل مكان لأنهم يمثلون (الصدام والصراع) الذي أنكره (مثقفو المسلمين) ، و في (إنكار مقررات ومناهج وكتب المسلمين ) التي تقرر عداء الكفار وجهادهم ، وكل هذا بناء على ما كتبه هؤلاء (المثقفون) !!.
رابعاً : البيان والتقريب بين الأديان :
يخطيء من يظن أن الدعوة إلى (تقريب الأديان) تعني إحداث دين جديد ، أو الدخول في دين آخر ، فهذا يندر من يفعله ؛ لثبوت فشله ؛ لذلك لجأ كثير من كفار العالم إلى الدعوة إلى (تقريب الأديان) ، ويسمى (حوار الأديان) ، أو (حوار الحضارات) ، أو (نبذ التعصب الديني) ، أو (الحوار الإسلامي المسيحي) ، ونحو هذا ، ولا يطالبون فيه إلى أن يغير أحد دينه ، بل الكل على دينه ، وزعمه بأنه على الحق ، ولكنهم يبحثون عن الأهداف المشتركة لتحقيق (التعاون) من (أجل التعايش) و (نبذ الصراع) ، والتقريب بين الأديان يقوم على ثلاثة أسس :
الأول : الحوار من أجل التعايش والتعاون.
الثاني : الانطلاق من الأهداف المشتركة ، وترك القضايا الشائكة (التي تحتلف عليها الأديان) .
الثالث : نبذ التعصب الديني .
وقد قام هذا البيان على هذه الأسس ، فبدأ بذكر الأهداف المشتركة التي ينبغي الانطلاق منها في (الحوار من أجل التعايش) ، و كرر وأعاد أن المسيحيين قريبين من المسلمين ، و تبرأ من الجهاد أو (الصدام) أو (الصراع) أو (لغة القوة) ، كما تودد إلى الكفار وبين أن الإسلام جاء لاستقرار (المؤمنين وغير المؤمنين) ، وأنه يحرم قتل (المسلمين وغير المسلمين) ، في لغة يفهم منها البليد أن الإسلام قد أتى بشريعة لا يعادي فيها الكفار ، وأنهم لا يفرقون بين (المسلم) و(غيره) حتى لو قالوا: إن (الإسلام حق) ، ويكون (الولاء والبراء) في هذا الحوار على أمر آخر ، فالولاء لأصحاب (التعايش السلمي) على اختلاف أديانهم ، والبراء من (أعداء التعايش السلمي) على اختلاف أديانهم ، فالجامع هو (التعايش) ، والمفرق هو (الإرهاب) ، وقد قرّره أصحاب هذا البيان الممسوخ أبلغ تقرير حين زعموا أنهم (ضد الصراع) و (الصدام) وهم مع (التعايش) و (التعاون) ويرغبون في (فتح حوار لأجل خير البشرية) و (مستقبل الأجيال) ، وأن إقامة العلاقات الإنسانية على الأخلاق الكريمة ، فهذا معقد (ولائهم) .
كما قرروا مساندتهم للأمريكيين ضد الإرهابيين – أعداء التعايش السلمي – (سواء كانوا مسلمين أو غير مسلمين ) ، وهذا معقد (براءتهم) .
فليس ولاؤهم للمسلمين مطلقاً ، ولا برءاتهم من الكفار مطلقاً ، كما قرره القرآن ، والسنة ، وعليه إجماع أهل الإسلام من (سنة) و (أهل بدع) ، بل الولاء (لأصحاب التعايش) ، والبراء من (أعداء التعايش) من الإرهابيين وغيرهم ، بغض النظر عن دينهم .
وبطلان كلامهم ، وما سعوا إليه ظاهر لكل من عرف التوحيد والإسلام ، ولو كان من (عامة الناس) ، والكلام في نقض هذه الأباطيل تجدها بالتفصيل في كتاب (التنكيل) إن شاء الله تعالى .
نتابع لاحقاً ان شاء الله
__________________
عفوا أيها الادارة الحكيمه
لماذا تم ايقافي هل من سبب مقنع؟؟
ام انه خطأ ؟؟
اتمنى ان اجد الرد قريبا...!!!
|