على المحجة البيضاء
السلام عليكم ورحمة الله
أولاً ) نبذة عن أحوال الأمة الإسلامية أواخر الخلافة الإسلامية
نوجز قصة قصيرة تبين أهم أوجه الحياة اليومية لأفراد وجماعات المجتمع المسلم وتمتد هذه القصة عبر عدة أبواب
تبدأ وقائع أحداث هذه القصة الحقيقية الواقعة في الفترة الزمنية ما بين نهايات حكم الخلافة الإسلامية و بداية عهد المستعمر الصليبي , مثل الإنجليزي والفرنسي وغيره الفعلية , بالسلاح والرجال وعلى أرض الواقع , حكم النفس بالنفس
............... لقد كانت وحدات خاصة من جيش الخلافة الإسلامية تعمل على تجنيد شباب المسلمين العرب وتدربهم على حمل السلاح لمواجهة الأخطار المحدقة بالأمة الإسلامية من كل جانب , وأكبرها كان من العدو الداخلي للأمة وهو الجمعيات الماسونية في ذاك الزمان , وكل من ناصرهم من الذميين وأبناء المسلمين المغرر بهم ,
كان يتم تجميع الشباب القادرين على حمل السلاح بالتعاون مع الباشا المعين من قبل الدولة العثمانية لتلك المنطقة , ويتم إرسالهم إلى الأستانة في تركيا ثم إلى الحدود الشمالية للقتال دفاعاً عن حمى الأمة المهاب , فالحرب مشتعلة هناك وأعداء الأمة كثر والوضع تحت السيطرة لأن العدو الذي تراه أمامك وتحاربه أمره هين , فلم يستطع حتى الصمود كثيراً أمام بسالة المجاهدين المسلمين ,
ولكن الطامة الكبرى والسلاح الأكبر بيد أعداء الأمة , هي ما وراء الخطوط والجبهات , فقد كان للتنظيمات الصهيونية الماسونية السرية أكبر الأثر في تغيير مجريات الأحداث , وعلى أيدي أبناء الأمة المخدوعين المغرر بهم ,
لقد كانت الأمة تعيش في أمن وسلام وعزة بين الأمم , لها هويتها القدوة المتقدمة بمعنى التقدم الحقيقي الراسخ الذي يعمق الطمأنينة للنفس البشرية باختلاف ألوانها وأجناسها ومعتقداتها الدينية , ومن الناحية الاقتصادية فقد كانت السنين سنين غلال وخيرات وعدل السلطان يملأ كل مكان وسماحة شرع الإسلام فوق الرؤوس تيجان وزكاة أموال المسلمين ليس لها مكان لكثرتها فكانت خير الأيام بظل عدل الإسلام دين الله في الأرض , كان الصدق بين الناس عنوان والكذب عار وخزي لمن والاه والعهد مصان والحياء سمة الأمة جمعاء والتواصي بالحق والصبر وعمل الصالحات مهمة كل فرد مسلم , وقراءة كتاب الله تعالى ومنهاجه الذي ارتضى لابن آدم كما وصى نبينا رسول الله قائدنا إلى الأبد , محمد صلى الله عليه وسلم , لقد كانت أكبر شبكة مواصلات في العالم تقيمها الدولة العثمانية وعلى أفضل النظم الهندسية والتقنية وبكل إتقان , حتى كان القطار يربط ما بين مكة وحلب واسطنبول وغيرها وكذلك محطات الاستراحة والتزود بالوقود وكل احتياجات الطريق , وكذلك تصنيع أحدث أنواع السلاح والعتاد , فقد كان لأموال الزكاة التي تجبى من الأمة الإسلامية أوجه خير وبناء وتعليم وعلاج لتصرف فيه فقد كان التقدم العلمي والخلقي والثقافي عن سائر الأمم في جميع المجالات وإتقان العمل والوفاء والصدق والأمانة سمة من سمات أمتنا .
ثانياً ) جيوش الخلافة الإسلامية في سطور
في صبيحة أحد أيام الصيف وقد أصبح موسم حصاد القمح يشغل الناس, والعمل في أوجه , كان الأخوان الفتيان في ذلك الزمان ( عبد الرحمن وعبد الوالي ) يعملان في حقلهما بجد ونشاط , فقد نشر الرعاة أغنامهم منذ الصباح الباكر في حفظ الله تعالى ورعايته.
وقارب موعد تناول وجبة الإفطار , فالحصاد ين المنهمكين في حصاد المحصول منذ ساعات الفجر الأولى , أصابهم الجوع واعتراهم التعب وحان موعد إفطارهم , وإذا بأولاد من القرية أتوا مسرعين منذرين , أن الباشا والدرك العثماني للشباب يجمعون , فقال رجل مسن من العمال : تواروا يا شباب حتى حين ,عن أعين الباشا والجنود , فالجميع يفعل هذا ويعمل المستحيل ليهرب من الخدمة العسكرية , أو يفتدي نفسه بحجج واهية . فابتسم الأخوان لبعضهما والوجه منهما استنار كبدر , فقد تشاورا دون حتى لفظ أو كلام , إنها البشرى , تلك التي جاء يزفها الأطفال , والفرصة ليست دوما ً تتكرر , فقد شربا حليب التقى ونهلا من معين العلم ودين الله والفقه , خير كنوز الأرض والقمح والغلال والأهل والأولاد وغنيمات لها الله تعالى.
فاضت أعينهما بفرح لعمل طالما تمنياه , جهاد في سبيل الله به نصر مؤزر رابح أو شهادة خير من الدنيا وكل الأنعم , لقد علما أن خير منزلة للمسلم الشهادة في سبيل الله تعالى لتكن كلمة الله تعالى هي العليا .
جلسا تحت ضل أحد أشجار الزيتون يناقشان هذا الأمر الذي يقوم به الباشا والدرك فقد وصلت الأخبار من القرى المجاورة منذ عدة أسابيع مع بعض الفارين من الباشا وجنوده الذين يجمعون الأفراد ليؤدوا حق الجهاد المفروض على كل مسلم ,
وبعد قليل حضر الباشا والدرك مستغربين ثبات الرجلين مكانهما وعدم محاولة الهرب وكأنهما لا يعلمان بالأمر كأنهما يعتقدان أن الجابي قد بعث الدرك ليجمع أموال الجباية ولكن الوقت غير الوقت ,
سأل الباشا الشابان أتعلمان لمَ حضرت والدرك 0000إنناء نريد منكما أن تجهزا نفسيكما للسفر مع من جمعناه من أبناء الجبل , إلى حيث أمر السلطان , خليفة المسلمين الذي وجه لنا هذا الكتاب الذي أحمل ................ فتهللت أسارير الأخوين , فالجهاد أمر به الرب تعالى في كتابه , وقد أمتهنه السلف ونشروا دين الله تعالى وشرعه في شتى بقاع الأرض , ونور الله تعالى قد دخل كل قلب لقيهم ولهم عرف, وعلى نهجهم القويم اطلع , إنها الفرصة أمامهم حائلة ليثبتوا لأنفسهم وأمام الله خالقهم عز وجل أنهم لأمره ممتثلين طائعين ولرفع كلمته عالياً خفاقة لا يعلوها إلا الله تعالى بعرشه , جاهزين .
فحمداً لله تعالى بصوت هز الوادي شاكرين لأمره طائعين , وأرسلا لذبح الشياه ضيافة لمن جاءوا على أمر من أمور الدين قائمين , فاستغرب الباشا والدرك المكلفين ردة فعل هذين المسلمين حيث أن الجهل كان عدواً للناس في ذاك الزمان فكان الخوف من السفر للجهاد في النفوس قد تفشي , واستقر الكثير من , القال والقيل عن ما يحصل لمن فعل وكل ذاك يعود للجهل , وبعد صلاة الظهر جماعة تناولوا جميعا الغداء وبعض التين عن شجيرات البستان وأقطف من العنب اللذيذ وحب الرمان ,.................. ثم جهز الأخوين نفسيهما للسفر واستودعا الله تعالى في الأهل والمال .........ورافقا الباشا والدرك إلى حيث يجتمع بقية المجاهدين ,
بعد مرور ما يقارب الثلاثة أشهر من تدريب هذان الأخوان ضمن فرقتهما العسكرية على القتال وفنونه وكيف يكون الصدام مع العدو في ساحات الوغى ...... أرسلت هذه الفرقة كتعزيز للقوات التي تحارب مند سنوات على جبهات القتال دفاعاً عن الحدود الشمالية للدولة الإسلامية المترامية الأطراف فقد كانت يوغسلافيا ساحة العمليات , وفي أواسط روسيا أماكن تجمع جنود المسلمين وقيادتهم لنشر دين الله تعالى في بقية أرجاء الدنيا والأقطار, وتشهد في فرنسا بلاط الشهداء وسور الصين بخيولنا أمة الإسلام قد جسناه . لقد أستبسل الأخوان في ساحات القتال وتوالت السنون والجهاد بأمر الله تعالى على يد خليفة المسلمين قائم فقد كنا دوما فرقة العرضيين المسلمين العرب توضع في الطليعة بمقدمة الجيش ففينا سلالات عمر وعلي وسراقة والعباس , لانهاب الموت في سبيل الله تعالى بل نهواه ونرجوه حين كل لقاء فهو قمة الجزاء والقرب من الله تعالى واقصر الطرق لأعلى درجات الجنة , فمع عظم أجسام جنود مملكة الروس الكفرة إلا انهم كانوا فريسة سهلة آمام شجاعة وبسالة قواتنا المسلحة , لقد كان كل فجر جديد يعني لنا نصر جديد على أعداء الله , ولكن كانت تنتابنا بعض الأوقات حالات نقص في الإمدادات وخاصة في السنة السابعة لقتالنا في تلك البقاع , وأصبح الجند في كثير من الأيام يكفيهم القليل من الزاد حتى وصلت الأمور في بعض المراحل إلى أن نذبح بعض الدواب المستخدمة كوسائل نقل من البغال لسد رمق جوع القوات الباسلة ولكن هناك شيء يجري لا نعلم كنهه .
حتى انتهت المعارك بالنصر المؤزر على الأعداء , وعاد الأخوين لديارهم بشوق الغائب وراتب من ذهب عصملي خالص , صرفه لهم القائد , فوصل الغياب إلى أهلهم سالمين لربهم حامدين ....... بعد سير حثيث , استغرق حوالي الشهرين , بالليل مهتدين بالنجوم وبالنهار مهرولين شوقاً للأوطان والأهل المنتظرون بشوق وحنين, فجبلهم معروف زينة الجبال يلبس أجمل التيجان انها قلعة صلاح الدين الأيوبي حبيب كل أبي , لكنهم استغربوا أن هناك اسم جديد لقلعة البطل الحبيب , أنهم استبدلوا اسم القلعة باسم آخر, فلماذا ونحن لنا الشرف أن ننتسب إلى قاهر الصليبيين وداحرهم فاتح بيت المقدس ؟..............
التقى المجاهدين الأخوين الصنديدين مع الأهل والأحباب , وسعدت بهم كل العشيرة وأهل القرية , فقد كانت هذه اللحظة أمنية لبعد المسافات ووعورة الطريق وما يحفها من مخاطر كقول الشاعر :
وقبر حرب في مكان قفر وليس قرب قبر حرب قبر
ولكن كثير من الأمور تغيرت , كما تغير اسم قلعة صلاح الدين , فقد تولى أمور البلد أناس جدد , وأصبحت الصبايا أمهات , والصبيان الذين كانوا يلعبون الشقطة في الطرقات , رجالا ً, لم يبقى شيء على ما هو . حتى أن البيت الكبير الذي يسع العائلة بأبنائها السبعة أصبح يضيق بهم فمنهم من تزوج لينجب بنين وبنات , فهناك الكثير من العمل ينتظر ,
وعاد الأخوان ليمارسا حياتهما الطبيعية وتوسعة أعمالهما التي فيها الله تعالى بارك , فقد كانت أراضي الدولة الإسلامية ملك لأبنائها , حيث أن الأراضي البور الغير مستصلحة والغير مملوكة للأفراد , تصبح ملكاً لمن استصلحها وزرعها وبنا بها , وكانت عملية استصلاح الأراضي تجارة رابحة فالمطر وفير والحصاد يسير والرزق على الله تعالى , كان الأخ الأكبر متزوجاً ولديه أسرة كبيرة , وكان أخوه الأصغر رفيق الجهاد أعزب لا زوج له , فتقدم لخطبة إحدى فتيات القرية , فاشترط أبوها سبع سنوات عمل مهراً لابنته , أو ثلاثون عصملية من الذهب الخالص , فتم الاتفاق وحضرت الجاهة , وقرأت فاتحة عقد الزواج , ومرت السنوات على زواج سعيد ناجح وأنجبا البنين والبنات , وأنشئوا بنيهم على نهج لا إله إلا الله محمد رسول الله .
وبعد سنين طوال توعكت صحة الأخ الأصغر ولزم البيت لا يخرج للعمل ........., أخذته الأفكار وغابت به عمراً زمنياً عتيداً مديداُ ,
أحداث وأحداث سطرت ذكراه التي هي نقطة من بحر تلك الحقبة الزمنية , طريح الفراش , أقعده المرض , ذاك الذي كان طليعة فرسان كتائب الرحمن العثمانية ..., لم يكن هناك فرق في هذا الجيش بين عربي وعجمي , هندي أو مصري , لم يكن هناك غير المساواة والعدالة الكاملة ما بين الأبيض والأسود والعربي والعجمي , فلم يكن يحدد مكان الجندي وموقعه , إلا نوع مهارته القتالية أو التصنيعية أو الحسابية أو غيره , ومدى إقدامه في ساحات الوغى والصدام مع العدو , وتقواه وعلمه بدين الله تعالى هما الواعز الأكبر لكل ذلك , لم يكن حسبه أو نسبه ليغير مكانه أو نوع واجبه الذي يؤديه في جيوش الرحمن ,كانت العدالة و التراحم والتفاني والأثرة بين الأخوة بالله والتقيد بدقة بأوامر الله تعالى ونواهيه , سببا لتساوي الرئيس والمرؤوس والقائد والجندي في ساحات المعارك وساعات الوغى والنزال , إن لطف القائد وسماحته وحكمته وإقدامه وتقدمه للنزال والطعان , له أكبر الأثر في نفوس الجند وبالتالي في نتائج المعارك اليومية الصغيرة أو الكبيرة, التي تخوضها القوات الإسلامية , ليكن النصر المؤزر حليفاً لجند الرحمن من لدن القوي العزيز , ناصر جنده , عبيده الذين أطاعوا أمره فطبقوا شرعه وأقاموا الصلاة وآتوا الزكاة وصاموا رمضان وعلموا أن الله معهم ويعلم سرهم ونجواهم كل حين , تمسكوا بما أوصى به سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم من تمسك بكتاب الله تعالى القرآن الكريم والسنة المطهرة وتفقه بأمر دينهم من أمر ونهي وأمور الشرع ,
:
من كتابنا على المحجة البيضاء
العطار
__________________
الحمد لله الذي جعلنا مسلمين , وندعو الله الثبات والهدى فكلما تقربنا أكثر من مركز قوتنا , خالقنا عز وجل بالعبادات المفروضة والنوافل ازددنا قوة ومن من الحق عز وجل أقوى الذي خاطبنا على لسان قائدنا الأبدي نبينا رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم ( ما زال عبدي يتقرب لي بالنوافل حتى أكن يده التي يبطش بها وعينه التي يرى بخه ---- ألخ )
فلنختار بين القوة بالله الواحد وبين الضعف المتمثل بلاستعانة بغيره من الوهم فأمة الكفر واحدة.
أخيكم بالله عبد الله : خليل محمد
|