كنا ............فكانت
لقد أحسنت يا خطاطبة في كل ما قلت:
فلقد كان المسلمون على طريق آخر غير الذي يعيشون عليه الآن…. منذ100 سنة تقريبا كانت فلسطين بأيدي المسلمين، ولكن: لم يكن الربا متفشيا ولا البنوك الربوية منتشرة. ولم يكن هناك تبرج ولا اختلاط. الخديو عباس طرد رجلا من القصر لأنه دعا إلى كشف المرأة وجهها –الوجه فقط- وهو قاسم أمين. كان التعليم القرآني من الصغر لجميع أبناء المسلمين، ثم الفقه والحديث وغيره من العلوم الإسلامية….ولذلك كانوا يستحقون فلسطين…..فلما بدلوا من حالهم وغيروا من طريقهم، كان التغيير والتبديل من الله، الذلة بعد العزة، والهزيمة بعد النصرة،وضياع فلسطين.
" ذلك بأن الله لم يك مغيرا نعمة أنعمها على قوم حتى يغيروا ما بأنفسهم وأن الله سميع عليم"……..فما هو التغيير الذي غيره المسلمون بأنفسهم حتى يغير الله ما بهم من نعمة فلسطين…..؟؟؟؟؟
أكثر المسلمين الآن يضعون أموالهم في البنوك الربوية التي تصب في البنوك العالمية الصهيونية…..في وسائل الإعلام: ليست المسألة كشف الوجه من عدمه، بل المسألة كشف الساقين والصدور بل وأكثر من ذلك من الأوضاع المخلة التي يراها الجميع… والمسلمون جميعا ينظرون ولا يغضون البصر ولا ينكرون المنكر…… وفي التعليم: هيمنة نظام التعليم العلماني الذي يختزل علوم الدين، وبالنسبة للطبقة الغنية فهيمنة المدارس التنصيرية والأجنبية. ومن لم يتعلم علوم الشريعة لا يستطيع العمل بمنهج الإسلام، لأنه لا يعرف عنه شيئا….. وفي الجامعات: النظام التعليمي علماني مقنع، والاختلاط بين الطلبة والطالبات في سن المراهقة…..
وعن طريق العملاء وتلاميذ الغرب يبادرنا أعداؤنا بحلول واقتراحات للخروج من الأزمة، حتى يقطعوا طريق التفكير في الحلول الصحيحة، قبل أن نفكر في حلول غير التي يطرحونها لنا…. فيقترحوا علينا مثلا: زيادة البعثات إلى الجامعات الغربية، زيادة الخبراء الأجانب، والاستشارات الأجنبية في جميع المجالات، جامعة الدول العربية، القومية العربية…. إلخ….. ثم لا نزداد بها إلا هزيمة وتبعية وضنكا ونكسات. وهي حلول لم يذكر أيا منها من بيده القدس وفلسطين، وهو الله عز وجل الذي بيديه الأرض جميعا… بل ذكر حلولا أخرى قد تخالف وتناقض كثيرا من الحلول التي يخدعوننا بها: "إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم" "إن أحسنتم أحسنتم لأنفسكم وإن أسأتم فلها"
لقد كنا صالحين فكانت فلسطين لنا، ولما أصبحنا غير صالحين لم تصبح فلسطين لنا، ولو عدنا لعادت فلسطين كما كانت يوم أن كنا.
__________________
أبو سعيد
|