مجلة الخيمة حوار الخيمة دليل المواقع نخبة المواقع Muslim Tents
التسكين المجاني التسكين المدفوع سجلات الزوار بطاقات الخيمة للإعلان في الخيمة
الأسئلة الشائعة قائمة الأعضاء التقويم البحث مواضيع اليوم جعل جميع المنتديات مقروءة

العودة   أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية > القسم العام > الخيمة المفتوحة
اسم المستخدم
كلمة المرور

 
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
  #2  
قديم 17-02-2003, 08:42 AM
ahmednou ahmednou غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Sep 2002
المشاركات: 477
إفتراضي

والشك عند ديكارت أو غيره ظني وليس قطعيا ولا يقينيا، يعني أن الشيء المشكوك في وجوده قد يكون موجودا فعلا، بل مجرد التفكير في كونه موجودا أو لا ليدل على إمكانية وجوده….وإذا كان هناك نص يوافقه العقل، تقابل ذلك الظن الأول بالنص والعقل، أي الظن باليقين، فنرد الشك، ويصبح الشيء المشكوك فيه موجودا:{إن يتبعون إلا الظن وإن الظن لا يغني من الحق شيئا} {إن يتبعون إلا الظن وما تهوى الأنفس ولقد جاءهم من ربهم الهدى}….. وهذه النظرية ليست نظرية جديدة، بل إن الشك يلقيه الشيطان في قلب ابن آدم منذ أن خلق الله عز وجل آدم، فشككه الشيطان في أسماء ربه وصفاته العليا ورحمته بآدم وحواء حتى أكلا من الشجرة… ويلقي الشيطان هذا الشك في قلوب جميع الخلق. وفي القرآن الكريم ما يكفي للرد على مثل هذه النظريات وفي كلام كبار المفسرين والعلماء والمفكرين. أمثال الإمام الغزالي الذي اشتغل بالفلسفة فترة ثم عدل عنها إلى الوحي، وألف كتبا للرد على الفلاسفة الذين يقولون بهذه النظريات، مثل كتاب تهافت الفلاسفة وغيره فاطلع على كتب هذا الرجل…وإن ما في القرآن وكلام المفسرين والعلماء والمفكرين ما يلقي بالأوهام والشكوك والظنون في مكان سحيق…..


وقد نُقِل عن ديكارت كلاما غير هذا وهو قوله: أنا أفكر إذن أنا موجود، وأنا موجود إذن فالله موجود…. ولذلك يقال إن ديكارت كان ممن ينشر فكرة الإيمان بالله في عصر النهضة…. وأيضا يقال عنه أنه لم يضع نظرية الشك حتى يقف عند الشك، بل حتى يصل من الشك إلى اليقين… ولكن استخدمت في العصر الحديث خطأ، وهو الاقتصار على الشك…..

وهذه النظرية لا تصلح للحياة العملية مطلقا….
فلو أن عاملا في مصنعك، وهو فقير لا يملك قوت عياله ويخشى عليهم الموت جوعا، قلت له لو أنتجت هذه الماكينة التي تقف عليها مائة كيلو هذا الأسبوع، أعطيتك ألف ريال، ولو أنتجت أقل من تسعين كيلو طردتك ولم أعطك شيئا، فهل يقف هذا العامل يقول: الألف ريال غيب، وأنا أشك، ولن أعمل حتى يصل اليقين إلى قلبي، فإنه إن وصل له اليقين بعد مدة فقد أضاع وقتا طويلا، وإن لم يصل هلك هو وعياله جوعا… فما رأيك؟ ماذا ترى فيما يجب على هذا العامل فعله..؟
ولو كنت في رحلة مع أصدقائك، وأتاكم صديق لا تعهدون عليه كذبا وقال إن هناك عصابة سوف تقوم بعد قليل بالهجوم على المكان وقتل كل من فيه وسلب جميع أمتعتكم، فقام الجميع مسرعين وحملوا أمتعتهم وهربوا….فإنك لن تقف مكانك وتظل تقول: أنا أفكر إذن أنا موجود، وأنا موجود وأسمع إذن صاحبي موجود… حتى تصل إلى أن العصابة سوف تكون موجودة أم لا، فإنك حينئذ تضيع وقتا لا تستطيع الهروب من تلك العصابة أو اللحاق بأصحابك…
وإذا كان طالب في الجامعة، قال له زملاؤه إن الامتحان بعد ستة أشهر، فاستعد له، فقال هذا الطالب: إن الامتحان غيب لم يأت بعد، وأنا أطبق عليه نظرية الشك، فلن أذاكر، فإذا أتى موعد الامتحان، ولم يذاكر هذا الطالب كلمة واحدة، وتبين له أن الغيب الذي كان يشك فيه موجود على الحقيقة…. فماذا يفعل…؟؟
وكذلك في الدراسة كلما قال الأستاذ في كلية الهندسة نظرية تطلق عليها نظرية الشك، وجميع النظريات في الكلية عبارة عن مبادئ للهندسة في السنين الأولى، فالنتيجة طبيعية وهي الرسوب كل عام في السنة الأولى ولن تفلح أبدا. ولكنك هنا
سوف تضع عقلك وفكرك بين يدي الأستاذ يقلبه كيف يشاء وتصدق منه ما يشاء، لأن عقلك لم يصل إلى مثل عقله…. وكذلك الغيبيات فإن عقل البشر لا يستطيعون أن يصلوا إلى جميع كنها وحقائقها….فيتبعون حينئذ من يعلمها من النص وكلام الأنبياء شاهدوا وسمعوا ما لم يسمعه الآخرون ولم يشاهدوه:{ولقد جاءهم من ربهم الهدى}…. وإن الإنسان إذا لم يتبع النص المؤيد بالعقل أصبح خاويا، وسوف يتبع الهوى والوهم . وقد جمع الله عز وجل هذا في قوله:{ إن يتبعون إلا الظن وإن الظن لا يغنى من الحق شيئا}…{ إن يتبعون إلا الظن وما تهوى الأنفس، ولقد جاءهم من ربهم الهدى}….فكيف نطبق هذه النظرية فيما هو أخطر وأشد من حياتنا الدنيا، وهي الحياة التي سوف نعيش فيها ملايين السنين إلى ما لا نهاية…. فإنك إن فعلت هذا ظللت تفكر في هل الله موجود؟ أنا أشك، هل الملائكة موجودة؟ أنا أشك، هل الأنبياء موجودون؟ أنا أشك. هل بقية الغيبيات موجودة؟ ….. وهكذا حتى يضيع عمرك فإن وصلت إلى أن جميع الغيبيات موجودة بعقلك فقد أضعت عمرا طويلا كان بإمكانك التزود فيه للآخرة… وإن لم تستطع الوصول فالنار والعذاب الأبدي… فإن كان السفر إلى الآخرة طويلا، فلا يكن زادك فيه قليلا، فتعطب في الطريق، فتجد نفسك في الخسران المبين والهلاك الأبدي.

والشك في الشيء لا يؤثر في وجود ذلك الشيء من عدمه، فقد تشك في شيء، ويكون هذا الشيء موجودا بالفعل، ولكنك تشك فيه ولا تعترف بوجوده، ثم تراه أمام عينك في وقت يكون فيه مصيرك متوقفا على الإيمان بهذا الشيء في الفترة السابقة، فماذا تفعل حينئذ؟…..:{"قل أرأيتم إن كان من عند الله ثم كفرتم به من أضل ممن هو في شقاق بعيد"}….{"قل أرأيتم إن كان من عند الله وكفرتم به وشهد شاهد من بني إسرائيل على مثله فآمن واستكبرتم… إن الله لا يهدي القوم الظالمين"}…. فماذا سوف تفعل في النار حينئذ إلا قولك:{يا ليتني اتخذت مع الرسول سبيلا} كقولك حين تطرد من كلية الهندسة : يا ليتني اتخذت مع أستاذي وممن يعلم أكثر مني سبيلا…..

وأما قولك :دي مش حكي ناس متعلمين….. فبالطبع لا بد أن تكون المناقشة في هذا على أقل مستوى فكري… لأن الله عز وجل لم يجعل الدين للمتعلمين فقط، وإنما جعله كالماء والهواء يعني الضروريات… فإذا أردت أن تشرب الماء فهل تقول إن غير المتعلمين يشربون الماء فلن أشربه، وإن غير المتعلمين يتنفسون الهواء فلن أتنفسه…. فكذلك الدين لأنه من أهم الضروريات: إما جنة أبدا أو نار أبدا… جعله الله للجميع يتنفسون منه ويشربون ولم يجعله لطائفة معينة في عصر معين… فالأدلة على وجود الله يجب أن تكون في أبسط صورتها تناسب المتعلمين وغير المتعلمين في جميع العصور والأزمان والبلدان… وأما المتعلمون فإن لهم زيادة وأدلة أخرى تزيد عن أدلة البسطاء… ولم يفتح هذا الموضوع بعد لمناقشته…..


وأما من يرسب في القاع ومن يطفو على السطح فأنا أوافق:{أنزل من السماء ماء فسالت أودية بقدرها فاحتمل السيل زبدا رابيا، ومما يوقدون عليه في النار ابتغاء حلية أو متاع زبد مثله، كذلك يضرب الله الحق والباطل، فأما الزبد فيذهب جفاء وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض. كذلك يضرب الله الأمثال}(الرعد) فأما ما يطفو على السطح فهو الزبد ولسوف يذهب جفاء ليظهر ما يرسب في القاع وهو ما ينفع الناس فينتفعون به….
__________________
أبو سعيد
 


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع
بحث في هذا الموضوع:

بحث متقدم
طريقة العرض

قوانين المشاركة
لا بإمكانك إضافة موضوع جديد
لا بإمكانك إضافة مشاركات جديدة
لا بإمكانك إضافة مرفقات
لا بإمكانك تعديل مشاركاتك

كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

حوار الخيمة العربية 2005 م