* هناك نصوص من القرآن والسنة تحرم الخروج على ولي الأمر ألم تتدبر هذه
الأدلة لماذا؟
كل اللقاءات التي تجمعنا بمشايخ الصحوة في ذلك الوقت كانوا لا يتطرقون
فيها لمثل هذه الآيات والأحاديث، وان جاء ذكرها فهم يؤولونها بحيث يقولون
ان هذه الآيات وهذه الأحاديث لا تنطبق على ولاة الأمر في هذا الزمان والسبب
لأنهم يحكمون بغير ما أنزل الله لأنهم يوالون الكفار ولأنهم ادخلوا الكفار البلاد
الإسلامية وغير ذلك من الشبه فنضطر لقبول مثل هذا الشبه وتقبلها.
* هناك أدلة شرعية تجيز دخول القوات الأجنبية لنصرة المسلمين؟ ألم تتدبروا
ذلك أيضاً؟
لا لم أتدبر ذلك لأن كل من أجلس معه وأستمع إلى اشرطته وأقرأ ما يكتب،
يعتبر ذلك موالاة لهم، وان العلماء وعلماء اللجنة الدائمة سهلوا دخول القوات
الأجنبية للاستعانة.
* كيف كنتم تحصلون على الكتب والأشرطة التي تقرأونها وتسمعونها؟
الكتب التي حصلت عليها في الغالب دخلت هذه البلاد عن طريق التهريب وهناك
كتب موجودة في الأسواق ترى الخروج على ولاة الأمر بل وتكفرهم عياناً بياناً
وعلى سبيل المثال عقيدة أهل السنة والجماعة في الولاء والبراء لسعيد
عبدالغني وهو كتاب موجود بالأسواق ويقرر الخروج على ولاة الأمر.
ناهيك عن الأشرطة المتداولة كما ان هناك كتابا مصدره الانترنت تحت
عنوان «الباحث عن حكم قتل أفراد وضباط المباحث» وهو كتاب سيىء يجيز
قتل أفراد الأمن.
* من خلال متابعتك لشبكة الإنترنت وما يدور في ساحة الشباب الآن، بنظرك ما
هي أهم الأشرطة والكتب والمواقع التي يقوم الشباب المتأثرون بنهج التكفير
بالرجوع إليها؟
المواقع كثيرة منها الإصلاح والقلعة والساحات العربية «السياسية» وغيرها من
المواقع المشبوهة والكتب والأشرطة كثيرة، فخذ على سبيل المثال من الأشرطة:
أشرطة «استعدوا للجهاد» وهذا فيه دعوة للجهاد.. «لا لجهاد الكفار بل لجهاد
ولاة الأمر في هذه البلاد واغتيالهم» وهذا وزع منه آلاف الأشرطة. ولذلك وصلت
الجرأة ببعض المتأثرين بهذا المنهج إلى تشغيل شريط سمعي لأسامة بن لادن
في الطابور الصباحي لأسامة بن لادن ومدرسة أخرى تعرض على طلابها صورا
من التدريبات على الأسلحة في ميادين المعارك!
وشريط آخر «السلاح السلاح» لأحد الدعاة في هذه البلاد وفيه دعوة للخروج
على ولاة الأمر وسب واتهام علماء هذه البلاد بالنفاق وغير ذلك.
شريط آخر فيه دعوة لقتال رجال الأمن وانهم في حكم المرتدين وتكفير لولاة
الأمر وغير ذلك.. وغيرها من الأشرطة التي تنشر على الشباب..
أما عن الكتب فهي كثيرة اذكر منها: كتب محمد المقدسي والتي فيها تكفير
لولاة الأمر في هذه البلاد، وهذه تنزل عن طريق الشبكة وتصور عن طريق مراكز
خدمات الطالب وكتب سيد قطب ومجلة السمو التي أوضحت عن أهدافها وما
تريده بالضبط من هذه البلاد.. وبعض المقالات التي تنشر عبر شبكة الإنترنت
وفيها دعوة لقتل رجال الأمن وفتاوى تجيز حكم التستر على الخلايا الارهابية
والكتب التي توزع بشكل كبير كتاب الباحث في حكم قتل أفراد وضباط
المباحث الذي يجيز قتل رجال الأمن وكتاب كيف تضع المتفجرات وكتاب تعلم
صنع السم القاتل بطريقة سهلة وغير من الكتب المحرضة على الإرهاب.
* خلال تداخلك مع التيار المنحرف المتطرف هل تحدثنا عن فكر الجماعات الانتحارية؟
أولا احب ان انبه إلى ان المنهج التكفيري بحاجة إلى معالجة جذرية وبحاجة
ماسة، فقد تحول هذا التيار بمرحلة جديدة وهي تكفير الدولة خصوصاً عام 1411
هـ عند دخول القوات الأمريكية إلى البلاد واتهام ولاة الأمر بالعمالة، بعد ذلك
اخرجت اللجنة الدائمة فتوى تجيز دخول القوات الأمريكية بعدها بدأ اسقاط
العلماء حيث كانت البداية بإسقاط اللجنة الدائمة لهيئة كبار العلماء ونعني
بالاسقاط هو اسقاط المهابة بحيث لا يسمع لها. وبدأت الاوصاف السيئة تنهال
على هيئة كبار العلماء بأنهم لا يفقهون الواقع وينبغي علينا ان نبحث عن
علماء آخرين غير هؤلاء العلماء.
* ما رأيك في الإرهابيين الذين قاموا بالتفجيرات الأخيرة بالرياض؟
ما قام به هؤلاء الإرهابيون منكر عظيم وفجور وتعد على الأنفس المعصومة التي
دخلت هذه البلاد بعهد وأمان ولا ننسى ان النبي عليه الصلاة والسلام قال «من
قتل معاهداً لم يرح رائحة الجنة» وهذه التفجيرات التي حصلت هي امتداد لما
حصل من تفجيرات في مدينة الرياض في حي العليا عام 1416ه ولو تأملنا
لأعمار هؤلاء الإرهابيين نجدها لا تتجاوز الخمس وعشرين سنة تقريبا وهؤلاء كم
كانت اعمارهم عام 1416هـ؟ «تقريباً 17 سنة» السؤال الذي يطرح نفسه: أين
نحن من هؤلاء أثناء هذه السنة؟ لماذا لم يكن هناك دراسة متكاملة لعلاج هذا
الفكر المنحرف منذ ذلك الوقت كي لا يحصل في المستقبل ما نراه الآن وخاصة
اننا نرى حملة مسعورة تستهدف الآن صغار السن الذين هم دون سن العشرين.
* نسمع ونرى الآن ان اصحاب التيار المنحرف بدأوا بالتشكل وبتغيير ملامحهم..
إلى أي شيء تعزي هذا الأمر؟
صحيح بدأت التيارات المتطرفة بتغيير صورتها التي يسير عليها بلبس البنطال
وحلق اللحية والاستعانة «بالسكسوكة» واصطحاب النساء معهم، كل هذه
تكتيكات جديدة لا يعلم خافيها إلا الله.
* هناك من يقول: إن العلماء في هذه البلاد يتحملون جزءا من مسؤولية هذه الأحداث؟
غير صحيح وبكل صراحة نحن نعرف من الذين يقولون مثل هذا الكلام، وبكل
صراحة واضحة منهج التكفير وهذه التفجيرات تبناها بعض ممن يدعون مشايخ
الصحوة في هذه البلاد، فهم من عزل الشباب عن العلماء ولنا في أحداث حرب
الخليج الثانية عبرة، فمن الذين كفروا ولاة الأمر واعتبرهم موالين للكفار، ومن
الذي اتهم سماحة الشيخ عبدالعزيز بن باز رحمة الله عليه بانه لا يفقه الواقع وانه
ليس عندنا أي مرجعية علمية ومن الذي قال انتهى زمن رفع النصيحة للسلطان
بل جاء زمن مواجهة الدبابات.. هذا كلام بعض مشايخ الصحوة.. والآن نجدهم عبر
القنوات الفضائية يستنكرون هذه الأحداث؟؟ ويتهمون العلماء انهم سبب هذه
الفتن في هذه البلاد مع انهم والله هم السبب الأول والأخير فيما يجري في هذه
البلاد.
* برأيك كيف نستطيع التصدي لهذا التيار؟
يجب ان نركز على الشباب صغار السن ونوعيهم بخطر هذه التيارات ومدى
خطورة الاندفاع واتباعها لها يجب ان نتابع متابعة دقيقة الكتب والأشرطة
بالأسواق، كما يجب ان تقوم وزارة التربية والتعليم بتكثيف الحملات التوعوية
لتخريج جيل صالح.
كما يجب ان تقوم وزارة الشؤون الإسلامية وهي معنية بهذه الأمور بأن تحرص
على انتقاء الدعاة المميزين أصحاب المناهج السليمة ويتم التنسيق مع وزارة
الإعلام ويكون لهم لقاءات شبه مستمرة ببيان معتقد أهل السنة والجماعة في
الجهاد ومعتقد أهل السنة والجماعة في التكفير وفي الموالاة وأعتقد انه لو
حصل هذا سيكون بإذن الله له تأثيره بالإصلاح الذي ننشده.
* حدثني عن طريقة معاملتك مع الأسرة؟
لا أخفيك جميع إخوتي واجهوا مصاعب معي بالتعامل مع المنهج الذي أسير
عليه بالغلظة والشدة والتنفير والسب واللعن.
* كلمة أخيرة
أشكر الله سبحانه وتعالى على منه الاستقامة الحقيقية والسير في معتقد أهل
السنة والجماعة ولزوم دروس المشايخ الكبار في هيئة كبار العلماء أسأل الله
ان يزيل عني زلتي.
وأود ان أشير انني قمت بجمع كتاب «الفتاوى العصرية في القضايا العصرية»
أسأل الله ان يتم طباعته ونشره وقد احتوى هذا الكتاب على فتاوى العلماء
في قضايا قتل رجال الأمن والتفجيرات والعمليات الانتحارية، واني اقدم دعوة
لأصحاب الخير ان يعينوا على طباعة هذا الكتاب وتوزيعه.
وهاكم الرابط ::
http://www.al-jazirah.com.sa/621319/ln27d.htm
اعتنى بنشره ::
أسير الدليل النجدي
غفر الله له وللمؤمنين والمؤمنات ..