الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم ، أما بعد
فإذا التبست عليك الطرق ، واشتبهت عليك الأمور ، وصرت في حيرة من أمرك ، وضاق بها صدرك ، فارجع إلى عجب القرآن الذي لا حيرة فيه ، فقف على دلائله من الترغيب والترهيب ، والوعد والوعيد والتشويق ، وإلى ما ندب الله إليه المؤمنين من الطاعة وترك المعصية ، فإنك تخرج من حيرتك ، وترجع عن جهالتك ، وتأنس بعد وحدتك ، وتقوى بعد ضعفك ، فليكن دليلك دون المخلوقين ، تفز مع الفائزين ، ولا تهُذه كهذ الشعر ، وقف عند عجائبه ، وما أشكل عليك فردّه إلى عالمه ، ولا قوة إلا بالله العلي العظيم .
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم