الاسلام بين كيد الاعداء
الاسلام بين كيد الاعداء وجهل الابناء "فالواجب ايها الغرباء.....تفضلوا....."
يعتبر الفكر الإرجائي من أبرز العوامل التي عملت على إفراغ لا إله إلا الله من مقتضياتها إذ يقولون إن الإيمان هو التصديق القلبي أو هو التصديق القلبي و الإقرار اللساني و ليس العمل داخل في مسمى الإيمان !! و قد نعجب من دخول هذا الفكر الساحة الإسلامية .. و الإسلام كله عمل .. فكيف تدسس ذلك الفكر الدخيل لقد جاءت البلوة من المنطق و الفلسفة حيث أُريد الإيتان بتعريف فلسفي أو منطقي للإيمان فقال قائلهم أن التعريف يجب أن يكون تحديدا للشئ بحيث يكون هو هو و لا يتغير و لا يزيد و لا ينقص و هو التصدي و الإقرار .
إنها مهزلة أن تتحكم مقررات البشر في تحديد التعريف لدين الله الذي حدده منزله سبحانه و تعالى و رسوله صلى الله عليه و سلم و سار عليه سلف الأمة ،لكن المهزلة ظلت فترة من الوقت محصورة في دائرة علم الكلام و ظل المسلمون يتلقون الإيمان من الكتاب و السنة و لا يلتفتون إلى علم الكلام ، لكن الطامة جائت حين بدا الناس يتفلتون من التكاليف و حين كان الناس في الأجيال المفضلة الأولى يجدون من يذكرهم لا بالقول وحده لكن بالقدوة العملية فكانت لمشكلة محصورة في حدود لا تشكل خطرا على كيان الأمة .
فلما زاد حجم التفلت مع التباعد الزمني عن الأجيال المفضلة و قل حجم التذكير هنا بدأ الفكر الإرجائي ينتشر و يتسع نطاقه ليغطي المساحة التي إنحصر عنها العمل بمقتضيات لا إله إلا الله ،فكلما إنحصرت دائرة الفهم السليم بلا إله إلا الله زاد إنتتشار الفكر الإرجائي ،إلى أن وُجد من يقول من قال لا إله إلا الله فهو مؤمن و لو لم يعمل عملا واحدا من الإسلام مع كل سوء و إنحراف في هذه القولة الأخيرة فقد وجد في العصر الأخير ما هو أسوء منها حيث اُعتبر النطق بالشهادة باللسان مانعا من الحكم على أحد بالكفر و لو نقضها بأقواله و أفعاله (من دون جهل أو تأويل) نعم كل بني آدم خطاء و يجب أن يدركون أنهم على خطأ حين يرتكبونه هنا سيظل الإنحراف محصور مهما إتسع نطاقه لأنه إنحراف في السلوك وحدهُ ، بينما التصور صحيح ، أما حين يكتسب الخطأ شركية الوجود (بفضل الفكر الإرجائي) ،فهنا يكمن لب المشكل فلو تفلت الناس من مقتضيات لا إله إلا الله و هم شاعرون أن إيمانهم في خطأ من ذلك التفلت فقد يحفزهم ذلك للعودة خاصة إذا وجدوا من يذكرهم .. أما إذا تفلتوا ثم جائهم من يطمإنهم إلى كمال إيمانهم رغم تفلتهم فمنذا الذي يجد في ضميره رغبة في العودة إلى تحمل التكاليف التي تفلت منها بسبب من الأسباب .
لقد كان الفكر الإرجاي نوعا من المخذر يوهم العصاة و المنحرفين و المقصرين و الغافلين عن أداء واجباتهم م أنهم بخير لا خطر عليهم ماداموا يصدقون في داخيلة أنفسهم أن الله واحد و ينطقون بألسنتهم بالشهادة، ثم جاء الإستبداد السياسي فكانت النكبة القاصمة صحيح أن الرسول صلى الله عليه و سلم شدد في النهي عن الخروج على الحاكم المطبق لشرع الله و أن وقع منه الجور مخافة الفتنة التي تشق صف المسلمين و تقضي على وحدتهم و تشغلهم عن رسالتهم العظمى في هداية البشرية ، و لكنه لم يدع الناس للسكوت على الظلم بل أنذهم عن أن سكتوا عليه أن يعمهم الله بعقاب ، و كانت تلك المواقف المشرفة لورثة الأنبياء في وجه الظلم ، ولو ذاقوا في سبيل ذلك ما ذاقوا ، كما حدث ابن حنبل و إبن تيمية و العز بن عبد السلام .
و تحالف الإستبداد السياسي مع الفكر الإرجائي فحدث إنحصار تدريجي في الشمول الرائع الذي نزلت به لا إله إلا الله محمد رسول الله (من الأمور العامة) و إنحصر الدين في الشعائر التعبدية على أنها هي لب الدين و هي مظهره العملي كذلك .
حقيقة ، لقد بقي خيرا كثيرا في الأمة بالرغم من هذا كله فإنه رغم كل هذا الإنحصار الذي حدث لم يستطع بفضل الله أن يقضي على الأمة أو يقضي على الدين في حياة الأمة فقد سبق في مشيئة الله أن يبقي هذا الدين إلى يوم القيامة إذ يبعث الله لها على مدى القرون من يجدد لها أمر دينها و يدعوها إلى العودة إليه ، هذا الخير الكبير الذي بقى جعل الناس يتغاضون عن الإنحصار الذي وقع و لكن هذا قد أدى بدوره إلى مزيد من الإنحصار في الجوانب الإجتماعية خاصة ممها إستغله الغزو الفكري فيما بعد ليقول للناس هذا هو الدين قائما ! لكن الأرض مملوءة بالفساد و الظلم ، لقد فرطت الأمة كثيرا في الأمانة التي ناطها الله بها حين أهملت مقتضيات لا إله ألا الله ما أهملت و أخرجت منها ما أخرجت و كانت نتيجة ذلك خسرانا كبيرا لا في حياتها وحدها (إذ سارت غـثــاء كغثاء السيل) ، و لكن في حياة البشرية كلها التي ربطها الله بأحوال هذه الأمة منذ أخرجها للناس إن جماهير المسلمين غافلة عن دينها فقد ألفت الفسق و الكفر و الإلحاد و أصبحت ترى كل ذلك فتظنه لا يخالف الإسلام و ان الاسلام لا ينهي عن كل ذلك حدث كل هذا كله بفضل الفكر الارجائي الشرير ،فمن واجبنا الذي سيحاسبنا الله عليه يوم القيامة إن لم نقم بأدائه أن نبين للناس حقائق ما هم عليه ليعرفوا أين هم من دين الله ليصحح من يشاء الله أن يهديه منهم سواء السبيل .
فمن يكون لي نصير في كشف زيف هذا الفكـر و خطورته على التصور الإسلامي الصح.
وافرغت لااله الا الله من محتواها تحت الضغط الغزو الفكري وبمساندةالخنجر المسموم _المرجئة- واصبحت مجرد كلمة تنطق باللسان ويحسب قائلها انه قد حاز الاسلام كله وانه اقام الشهادة المطلوبة منه بمجر ان نطق بتلك الكلمه وان الجنة تنتظره في نهاية المطاف مهما كان قلبه خاليا وغافلا عن حقيقتها ومهما يكن سلوكه مناقضا لمقتضياتها وجاء كتاب المعالم حول كتاب معالم في الطريق =هدا الكتاب الفه سيد قطب وهو من اخر مؤلفاته اذ سيق سيد االى السجن بعد ظهور الكتاب بفترة وجيزة وهو الدى كان سببا في صدور حكم الاعدام عليه وقد كتبه سيد باسلوب واضح مدعم بالبراهين لقدكان في كتابه هدا جريئا في غاية الجراة صريحا في غاية الصراحة بين في مقدمة الكتاب انه لابدا من طليعة مؤمنة تقوم بالبعث الاسلامى وتعزم على السير في الطريق لتعيد القيادة الايمانية الى البشرية .
وكان كتاب المعالم قد بلغ من اثارة حنق الذين لا يطيقون لا اله الا الله ليس لان هذا الكتاب كله مركز حول المعنى الحقيقى لتلك الشهادة وكونها منهج حياة لكن لان سيد قطب في هذا الكتاب بالذات اراد ان يعيد لها المدلول الحقيقى الذي نزلت به من عند الله والذي صنع الله به في الارض تلك المة التي كانت خير امة اخرجت للناس ولانه اراد ان يبن للمسلمين ان تلك الشهادة التي ينجى صاحبها يوم القيامة ويزيل بها الجاهلية من وجه الارض ليست هي كلمة تقال بالسان او هيام بالوجدان او عواطق تجيش انما هي اعتقاد بالجنان ونطق باللسان وعمل في الميدان ولما جاء هذا الكتاب بهذا المدلول لم يطق اعداء لااله الا الله ان يفسد عليهم سيد جهد فرن من الزمان وهم يبذلون جهودا كبيرة لصرف الناس عن المدلول الحقيقي لتلك الشهادة وهكذا صدر-من اكثر من مكان في الارض- ان يقتل سيد قطب
والكتاب كله يعتبر وصية من سيدقطب للعاملين من بعده وهو يغادر هده الحياة الدنيا و الفصل الاخير منه =هدا هو الطريق= الدي تحدث فيه السيد عن قصة اصحاب الاخدود التى وردت اشارة لها في سورة البروج
يقول=لقد كان في استطاعة المؤمنين ان ينجو بحياتهم في المقابل الهزيمة لايمانهم ولكن كم كانو يخسرون هم وكم كانت البشرية كلهاتخسر كم كانو يخسرون وهم يقتلون هدا المعنى الكبير معنى زهادة الحياة بلا عقيدة وانحطاطها حين يسيطر الطغاة على الارواح بعد سيطرتهم على الاجساد = و بين رحمه الله ما توحيه خاتمة اصحاب الاخدود قائلا= لم يكن بد من هدا النمودج الدي لا ينجو فيه المؤمنين
ولا يؤخد فيه الكافرون دلك ليستقر في حس المؤمنين =اصحاب الدعوة الى الله= انهم قد يدعون الى نهاية كهده النهاية في طريقهم الى الله وان ليس لهم من الامر شيئ انما امرهم وامر العقيدة الى الله وان عليهم ان يؤدوا واجبهم ثم يدهبوا وواجبهم ان يختاروا الله وان يوثروا العقيدة على الحياة وان يستعلوا بالايمان على الفتنة وان يصدقوا الله في العمل والنية ثم يفعل الله بهم وباعدائهم كما يفعل بدينه ودعوته ما يشاء_
بهده الكلمات ختم سيد قطب كتابه وختم حياته الفانية وغادر الدنيا يحمل معه اسمى وسام وسام الشهادة=نحسبه كدالك= وكان ذلك فجر يوم الاثنين29_08_1966_ تقدم سيد واخوانه الى حبل المشنقة وتنفس الصبح على منظر الشهداء_نحسبهم كدالك_ وقد علقت اجسادهم بحبال المشانق = وهكذا كان الدعاة الى الله ورحم الله كل من قتل في سبيل الله في كل بقاع الارض .
فقام بتصحيح جانب من العطب الذي اصاب فهم المسلمين للااله الا الله فدعا الى تحكيم الشريعة والى وجوب اقامة دولة الاسلام استجاب لدعوته نفر من المسلمين في مشارق الارض ومغاربها الى ان جاء السفاح جمال عبد الناصر واقام مذبحة من ابشع المذابح التي عرفها التاريخ ومر الحادث بكثير من القلوب كان لم يمسها على الاطلاق بل كان اسوا بكثير فقد صفق المرجئة للسفاح ويده لا تزال تقطر من دماء المسلمين فلو كان الناس يعلمون حيقيقة لا اله الا الله وارتباطها الوثيق بتحكيم شريعة الله ....اكانوا يقفون هذا الموقف المنكر الغريب
لا يمكن ان يمر قتل داعية-سيد او غيره-يدعو الى لتحكيم الشريعة بهذه البساطة التي مر بها ولا يمكن ان
تمر المذابح التي تقام للدعاة بهذه البساطة فضلا ان تجد من يبررها ويصفق لها فالسكوت الكامل عن تحكيم الشريعة ثم السكوت على المذابح التي تقام للمسلمين الداعين لتحكيمها فامر لا يمكن ان يحدث الا ان تكون تلك الجهالة بحقيقة لا اله ا لا الله وارتباطها الوثيق بتحكيم الشريعة كبير جدا جدا
وساهم الخنجر المسموم -المرجئة-بنشر سمومه وساهم في تمييع القضية تماما مما اتاح للظلمة الانفراد بالعاملين للاسلام ويضربهم ضرب ابادة وهو امن من غضب الجماهير
فيا اخواني الغرباء
هيا بنا نوضح ونبين ونبرز حقائق لا اله الا الله محمد رسول الله نوضحها بالتي هي احسن فذلك واجبنا في هذه الغربة غربة الاسلام بين المسلمين
__________________
التوقيع
المستفبل لهذا الدين "سيد قطب"
|