كلما تكبر الشخصية تكبر السرقة !
كلما كبرت الشخصية تكبر السرقة
عنوان استوحيته من مسرحية غنائية لبنانية ، قديمة ، كان اسمها (يعيش) . وكانت تتحدث عن الفساد ودوافع الانقلابات في أواسط القرن الماضي ، وكيف ان من يقوموا بالانقلاب يعودوا لممارسة الغش والفساد اللذان كانا سببين من أسباب انقلاب الجدد على من انقلبوا عليهم وكان أي مشاهد للمسرحية ممكن له ان يطلق عنان خياله لنقل مكان المشاهد لأي قطر عربي .
مع ذلك ليس هذا ما حداني لكتابة هذه الخاطرة ، فمعروف لكل صغير وكبير ، ان المركز ومن هم قريبون منه أكثر سرقة لممتلكات الوطن ممن يليهم من حماة أي نظام ، فمدير الجمارك مثلا سرقته ورشوته تختلف عن أي فرد هامشي من موظفي الجمارك الذي يكتفي بكروز سجائر !
إنما الذي حداني للكتابة هو حتى لو كانت الشخصية دولة راقية فهي شخصية كبيرة وبالتالي فان سرقتها أكبر ، فكما يحتال الموظف المرتشي ، او من هم قريبون من مركز الحكم على قوانين الدولة التي يديرونها ، تلك القوانين التي يضعونها هم ايضا، فمن خلال الضغط على من سيقرر ان كانت تلك مخالفة يجب وقفها او معاقبة من يعملها ، فان من يرتشي او من يريد عكس ذلك فانه يستطيع طالما انه شخصية كبيرة .
كما ان دولة مثل الولايات المتحدة الأمريكية والتي تهم في تفصيل القوانين الدولية ، فانها بالضغط والترغيب والترهيب تستطيع حرفها وتغييرها من اجل مرور سرقتها وتسميتها بأنها ليست سرقة .
كما جزئيات الدولة العظمى ، كالشركات العملاقة تغش شعوب الأرض ، كما فعلت شركات الدجاج المجمد عندما تحقن الدجاج بمساحيق من الخنازير والأبقار التي أصيبت بجنون البقر ، وهي تكون رخيصة الثمن فيحقنوها بتقنيات عالية وتكسير سلاسل الD.N.A لكي يصعب التعرف على محتويات المنتج ، الذي يمزج مع ماء بطرق شيطانية ويصدروه لشعوب العالم الذين حرموهم القدرة على تغذية أنفسهم ليسرقونهم .
إذن كلما كبرت الشخصية كبرت السرقة !!
__________________
ابن حوران
|