مجلة الخيمة حوار الخيمة دليل المواقع نخبة المواقع Muslim Tents
التسكين المجاني التسكين المدفوع سجلات الزوار بطاقات الخيمة للإعلان في الخيمة
الأسئلة الشائعة قائمة الأعضاء التقويم البحث مواضيع اليوم جعل جميع المنتديات مقروءة

العودة   أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية > القسم الإسلامي > الخيمة الإسلامية
اسم المستخدم
كلمة المرور

 
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
  #2  
قديم 20-03-2005, 08:28 PM
صبرا".. زهرة المدائن صبرا".. زهرة المدائن غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Feb 2005
المشاركات: 48
إفتراضي

--------------------------------------------------------------------------------

ورغم وجوب استعمال الإنسان العقل في الوصول إلى الإيمان بالله تعالى فإنه لا يمكنه إدراك ما هو فوق حسه وفوق عقله ، وذلك لأن العقل الإنساني محدود ، ومحدودة قوته مهما سمت ونمت بحدود لا تتعداها ، ولذلك كان محدود الإدراك ، ومن هنا كان لا بد أن يقصر العقل دون إدراك ذات الله ، وأن يعجز عن إدراك حقيقته ، لأن الله وراء الكون والإنسان والحياة ، والعقل في الإنسان لا يدرك حقيقة ما وراء الإنسان ، ولذلك كان عاجزاً عن إدراك ذات الله . ولا يقال هنا : كيف آمن الإنسان بالله عقلاً مع أن عقله عاجز عن إدراك ذات الله ؟ لأن الإيمان إنما هو إيمان بوجود الله ووجوده مدرك من وجود مخلوقاته ، وهي الكون والإنسان والحياة . وهذه المخلوقات داخلة في حدود ما يدركه العقل ، فأدركها ، وأدرك من إدراكه إياها وجود خالق لها ، وهو الله تعالى . ولذلك كان الإيمان بوجود الله عقلياً وفي حدود العقل ، بخلاف إدراك ذات الله فإنه مستحيل ، لأن ذاته وراء الكون والإنسان والحياة ، فهو وراء العقل . والعقل لا يمكن أن يدرك حقيقة ما وراءه لقصوره عن هذا الإدراك . وهذا القصور نفسه يجب أن يكون من مقويات الإيمان ، وليس من عوامل الارتياب والشك فإنه لما كان إيماننا بالله آتياً عن طريق العقل كان إدراكنا لوجوده إدراكاً تاماً ، ولما كان شعورنا بوجوده تعالى مقروناً بالعقل كان شعورنا بوجوده شعوراً يقينياً ، وهذا كله يجعل عندنا إدراكاً تاماً وشعوراً يقينياً بجميع صفات الألوهية . وهذا من شأنه أن يقنعنا أننا لن نستطيع إدراك حقيقة ذات الله على شدة إيماننا به ، واننا يجب أن نسلم بما أخبرنا به مما قصر العقل عنه إدراكه أو الوصول إلى إدراكه ، وذلك للعجز الطبيعي عن أن يصل العقل الإنساني بمقاييسه النسبية المحدودة إلى إدراك ما فوقه . إذ يحتاج هذا الإدراك إلى مقاييس ليست نسبية وليست محدودة ، وهي مما لا يملكه الإنسان ولا يستطيع أن يملكه .

وأما ثبوت الحاجة إلى الرسل ، فهو أنه ثبت أن الإنسان مخلوق لله تعالى ، وأن التدين فطري في الإنسان ، لأنه غريزة من غرائزه ، فهو في فطرته يقدس خالقه ، وهذا التقديس هو العبادة ، وهي العلاقة بين الإنسان والخالق وهذه العلاقة إذا تركت دون نظام يؤدي تركها إلى اضطرابها وإلى عبادة غير الخالق ، فلا بد من تنظيم هذه العلاقة بنظام صحيح ، وهذا النظام لا يأتي من الإنسان لأنه لا يتأتى له إدراك حقيقة الخالق حتى يضع نظاماً بينه وبينه ، فلا بد أن يكون هذا النظام من الخالق . وبما أنه لا بد أن يبلغ الخالق هذا النظام للإنسان . لذلك كان لا بد من الرسل يبلغون الناس دين الله تعالى .

والدليل أيضاً على حاجة الناس إلى الرسل هو أن إشباع الإنسان لغرائزه وحاجاته العضوية أمر حتمي ، وهذا الإشباع إذا سار دون نظام يؤدي إلى الإشباع الخطأ أو الشاذ ويسبب شقاء الإنسان ، فلا بد من نظام ينظم غرائز الإنسان وحاجاته العضوية ، وهذا النظام لا يأتي من الإنسان ، لأن فهمه لتنظيم غرائز الإنسان وحاجاته العضوية عرضة للتفاوت والاختلاف والتناقض والتأثر بالبيئة التي يعيش فيها ، فإذا ترك ذلك له كان النظام عرضة للتفاوت والاختلاف والتناقض وأدى إلى شقاء الإنسان ، فلا بد أن يكون النظام من الله تعالى .

وأما ثبوت كون القرآن من عند الله ، فهو أن القرآن كتاب عربي جاء به محمد عليه الصلاة والسلام . فهو إما أن يكون من العرب وإما أن يكون من محمد ، وإما أن يكون من الله تعالى . ولا يمكن أن يكون من غير واحد من هؤلاء الثلاثة ، لأنه عربي اللغة والأسلوب .

أما أنه من العرب فباطل لأنه تحداهم أن يأتوا بمثله ) قل فأتوا بعشر سور مثله ( ، ) قل فأتوا بسورة مثله ( وقد حاولوا أن يأتوا بمثله وعجزوا عن ذلك . فهو إذن ليس من كلامهم ، لعجزهم عن الإتيان بمثله مع تحديه لهم ومحاولتهم الإتيان بمثله . وأما أنه من محمد فباطل ، لأن محمداً عربي من العرب ، ومهما سما العبقري فهو من البشر وواحد من مجتمعه وأمته ، وما دام العرب لم يأتوا بمثله فيصدق على محمد العربي أنه لا يأتي بمثله فهو ليس منه ، علاوة أن لمحمد عليه الصلاة والسلام أحاديث صحيحة وأخرى رويت عن طريق التواتر الذي يستحيل معه إلا الصدق ، وإذا قورن أي حديث بأي آية لا يوجد بينهما تشابه في الأسلوب وكان يتلو الآية المنزلة ويقول الحديث في وقت واحد ، وبينها اختلاف في الأسلوب ، وكلام الرجل مهما حاول أن ينوعه فإنه يتشابه في الأسلوب لأنه جزء منه . وبما أنه لا يوجد أي تشابه بين الحديث والآية في الأسلوب فلا يكون القرآن كلام محمد مطلقاً ، للاختلاف الواضح الصريح بينه وبين كلام محمد . على أن العرب وهم أعلم الناس بأساليب الكلام العربي لم يدع أحد منهم أنه كلام محمد أو أنه يشبه كلامه ، وكل ما ادعوه أنه يأتي به من غلام نصراني اسمه ( جبر ) ولذلك رد عليهم الله تعالى فقال : ) ولقد نعلم أنهم يقولون إنما يعلمه بشر لسان الذي يلحدون إليه أعجمي وهذا لسان عربي مبين ( .

وبما أنه ثبت أن القرآن ليس كلام العرب ، ولا كلام محمد ، فيكون كلام الله قطعاً ، ويكون معجزة لمن أتى به .

وبما أن محمداً هو الذي أتى بالقرآن ، وهو كلام الله وشريعته ، ولا يأتي بشريعة الله إلا الأنبياء والرسل ، فيكون محمد نبياً ورسولاً قطعاً بالدليل العقلي .

هذا دليل عقلي على الإيمان بالله وبرسالة محمد وبأن القرآن كلام الله .

وعلى ذلك كان الإيمان بالله آتياً عن طريق العقل ، ولا بد أن يكون هذا الإيمان عن طريق العقل . فكان بذلك الركيزة التي يقوم عليها الإيمان بالمغيبات كلها وبكل ما أخبرنا الله به . لأننا ما دمنا قد آمنا به تعالى وهو يتصف بصفات الألوهية يجب حتماً أن نؤمن بكل ما أخبر به سواء أدركه العقل أو كان من وراء العقل ، لأنه أخبرنا به الله تعالى . ومن هنا يجب الإيمان بالبعث والنشور والجنة والنار والحساب والعذاب ، وبالملائكة والجن والشياطين وغير ذلك ، مما جاء بالقرآن الكريم أو بحديث قطعي . وهذا الإيمان وإن كان عن طريق النقل والسمع لكنه في أصله إيمان عقلي ، لأن أصله ثبت بالعقل . ولذلك كان لا بد أن تكون العقيدة للمسلم مستندة إلى العقل أو إلى ما ثبت أصله عن طريق العقل . فالمسلم يجب أن يعتقد ما ثبت له عن طريق العقل أو طريق السمع اليقيني المقطوع به ، أي ما ثبت بالقرآن الكريم والحديث القطعي وهو المتواتر .......

وعلى ذلك وجب الإيمان بما قبل الحياة الدنيا وهو الله تعالى ، وبما بعدها وهو يوم القيامة . وبما أن أوامر الله هي صلة ما قبل الحياة بالحياة بالإضافة إلى صلة الخلق ، وأن المحاسبة عما عمل الإنسان في الحياة صلة ما بعد الحياة بالحياة بالإضافة إلى صلة البعث والنشور ، فإنه لا بد أن تكون لهذه الحياة صلة بما قبلها وما بعدها ، وأن تكون أحوال الإنسان فيها مقيدة بهذه الصلة ، فالإنسان إذن يجب أن يكون سائراً في الحياة وفق أنظمة الله ، وأن يعتقد انه يحاسبه يوم القيامة على أعماله في الحياة الدنيا .

وبهذا يكون قد وجد الفكر المستنير عما وراء الكون والحياة والإنسان ، ووجد الفكر المستنير أيضاً عما قبل الحياة وعما بعدها ، وأن لها صلة بما قبلها وما بعدها . وبهذا تكون العقدة الكبرى قد حلت جميعها بالعقيدة الإسلامية .

ومتى انتهى الإنسان من هذا الحل أمكنه أن ينتقل إلى الفكر عن الحياة الدنيا ، وإلى إيجاد المفاهيم الصادقة المنتجة عنها . وكان هذا الحل نفسه هو الأساس الذي يقوم عليه المبدأ الذي يتخذ طريقة للنهوض ، وهو الأساس الذي تقوم عليه حضارة هذا المبدأ ، وهو الأساس الذي تنبثق عنه أنظمته ، وهو الأساس الذي تقوم عليه دولته . ومن هنا كان الأساس الذي يقوم عليه الإسلام -– فكرة وطريقة - هو العقيدة الإسلامية .

) يا أيها الذين آمَنُوا آمِنُوا بالله ورسوله والكتاب الذي نزل على رسوله والكتاب الذي أنزل من قبل ومن يكفر بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر فقد ضل ضلالاً بعيداً ( .

أما وقد ثبت هذا وكان الإيمان به أمراً محتوماً كان لزاماً أن يؤمن كل مسلم بالشريعة الإسلامية كلها ، لأنها جاءت في القرآن الكريم ، وجاء بها الرسول r وإلا كان كافراً ولذلك كان إنكار الأحكام الشرعية بجملتها ، أو القطعية منها بتفصيلها ، كفراً ، سواء أكانت هذه الأحكام متصلة بالعبادات أو المعاملات أو العقوبات أو المطعومات ، فالكفر بآية ) وأقيموا الصلاة ( كالكفر بآية ) وأحل الله البيع وحرم الربا ( وكالكفر بآية ) والسارق والسارقة فاقطعوا أيديهما ( ، وكالكفر بآية ) حرمت عليكم الميتة والدم ولحم الخنزير وما أهل لغير الله به ( الآية . ولا يتوقف الإيمان بالشريعة على العقل ، بل لا بد من التسليم المطلق بكل ما جاء من عند الله تعالى ) فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجاً مما قضيت ويسلموا تسليماً .


ان كان هناك من استفسار من احد الاخوة فليتفضل و ساقوم بعون الله بالرد على استفساراتكم و اسالتكم.

و بارك الله فيكم و لكم و ارجوا من الله الافادة للجميع
 


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع
بحث في هذا الموضوع:

بحث متقدم
طريقة العرض

قوانين المشاركة
لا بإمكانك إضافة موضوع جديد
لا بإمكانك إضافة مشاركات جديدة
لا بإمكانك إضافة مرفقات
لا بإمكانك تعديل مشاركاتك

كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

حوار الخيمة العربية 2005 م