أعتذر لكم ، فلم يصلنى إلى الآن رد دار الإفتاء ، وأعتقد أن هذا الرد سيتأخر لما بعد عيد الأضحى المبارك ... أعاده الله عليكم وعلى المسلمين بخير ووحدة ، نابذين وراءهم كل ما يفرق ، متفاهمين بالحسنى ، عاذرين بعضهم بعضا لأن الخلاف لابد منه ، ولولاه ما سارت الحياة ولأصبحت جامدة ... علما بأنه سبحانه وتعالى خلقنا مختلفين كما ورد بالآية الكريمة فى أواخر سورة هود . "وَلَوْ شَاء رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلاَ يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ {118} إِلاَّ مَن رَّحِمَ رَبُّكَ وَلِذَلِكَ خَلَقَهُمْ وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ لأَمْلأنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ {119}"
ونظرا لهذا التأخير من دار الإفتاء ، سأجتهد رأيى ، فإن كان صوابا فمن الله سبحانه وتعالى الذى علم بالقلم علم الإنسان ما لم يعلم ... وإن كان خاطئا ، فمنى ومن الشيطان وأستغفر الله من سيئاتنا وزلات ألسننا .
سأذكر كلام الأخ الحبيب "أبو طه" ، باللون الأزرق ، وأتبعه بردى باللون الأحمر :::
قد ياتي من يقول لك ..... مع كل ما ادخلوا على دين المسيح عليه السلام ما ليس منه وحرفوه ...مع كل هذا سماهم الله ( اهل كتاب ) وهذا ايضا قد يوهم البعض انهم على الحق او ان دينهم المحرف نعترف فيه .... (((وللاسف نسمعها من جهال كثر انهم اهل كتاب يعني على حق))) .... وايضا على حسب افتراضك فلو قلنا لهم انفسهم يا اهل الكتاب .... قد يظنون اننا نعترف فيهم
1 – من سماهم "أهل الكتاب" ، هو الله سبحانه وتعالى ورسوله عليه الصلاة والسلام . وما دام الأمر كذلك ، فلا اجتهاد لأحد ، ولا تزيد فى القول لأحد .
2 – لقد سماهم الشرع بأهل الكتاب ، فى الوقت الذى كانت فيه كتبهم التى يرجعون إليها محرفة ، ومع هذا أطلق عليهم اللقب ، لأنهم فعلا يتبعون كتابا ... رغما من تحريفه ... فأصله منزل من السماء وموحى به ، وهذا يجعلهم مختلفين عن أهل الشرك الذين لا كتاب لهم أنزله الله ليهتدوا به .
3 – أما عن من يظنون لذلك ، "بأننا نعترف بهم" ، حينما يطلق عليهم الإسلام هذه الصفة ، فلا أظن أنا وكثير غيرى بذلك ، لأنهم يعرفون رأى الإسلام فيهم ، وأن كتبهم محرفة ، كما أن علماؤهم يوقنون بأنها محرفة ، ترجمة ، وزيادة ، ونقصانا ، فى مجامعهم التى فرضت عقائدهم التخريفية على النصارى بالسيف ، وهذا ما يثبته التاريخ الذى لا يكذب .
4 – كلمات ، "أهل كتاب" .. "كفار" .. "مشركين" ، كل هذه الكلمات تنطبق عليهم كما بين القرآن الكريم ... كلام الله سبحانه ... وقد فصل القرأن الكريم ، لماذا أطلقت عليهم هذه الصفات ، فهم قد كفروا بالحق لما جاءهم ، وأشركوا مع الله آلهة أخرى .
5 – كلمة "مسيحى" ، تختلف تماما عن كلمة "أهل الكتاب" ، أولا .. للإعتبارات السابقة ، فكلمة "مسيحى" ، ليست من كلمات الوحى ، ولكنها أقحمت من البشر فيما بعد الوحى ، وقد كان المفروض الإلتزام بما أوحاه الله لنا ... ثانيا .. الألوهية التى وردت فى هذه الأناجيل ، لو نسبنا هذه الأناجيل لسيدنا عيسى عليه السلام ، فكأننا نقر بأنه هو الذى أله نفسه ، والعياذ بالله .
|