يقول جماعة من اليهود والنصارى ومن قلدهم ، أن محمدا صلى الله عليه وسلم مرسل إلى العرب دون أهل الكتاب ، ويلبسون بقولهم إن كان دينه حقا فديننا أيضا حق ، والطرق إلى الله متنوعة ، ويشبهون ذلك بالمذاهب الأربعة ، فإنه وإن كان أحد المذاهب راجحا فأهل المذاهب الأُخر ليسوا كفارا
وهذا القول ظاهر البطلان لأنهم لما صدقوا برسالته لزمهم تصديقه بكل مايخبر به ، وقد قال انه رسول الله إلى الناس عامة ، والرسول لا يكذب فلزم تصديقه حتما ، وقد ارسل رسله وبعث كتبه في اقطار الأرض إلى كسرى وقيصر والنجاشي والمقوقس وسائر ملوك الأطراف يدعو إلى الاسلام ، ثم مقاتلته لأهل الكتاب وسبي ذراريهم واستباحة دمائهم وضرب الجزية عليهم أمر معلوم بالتواتر والضرورة ، فإنه دعا المشركين إلى الإيمان به ، ودعا أهل الكتاب إلى الإيمان به ، وجاهد أهل الكتاب كما جاهد المشركين
والقرآن الكريم مملوء من دعوة أهل الكتاب إلى اتباعه ويكفّر من لم يتبعه منهم قال تعالى " ياأيها الذين أوتوا الكتاب آمنوا بمانزلنا مصدقا لما معكم " وقال تعالى قل ياأيها الناس إني رسول الله إليكم جميعاً الذي له ملك السماوات والأرض
واستفاض عنه عليه الصلاة والسلام قوله ( فضلت على الأنبياء بخمس ) ذكر منهاكان النبي يبعث إلى قومه خاصة وبعثت إلى الناس عامة
وقد جاء في الأحاديث الصحيحة أنه قال والذي نفسي بيده لا يسمع بي من هذه الأمة يهودي ولا نصراني ثم لا يؤمن بي إلا دخل النار
قال سعيد بن جبير ( تصديق ذلك في كتاب الله ) ومن يكفر به من الأحزاب فالنار موعده ، ومعنى الحديث متواتر عنه معلوم بالاضطرار، فإذا كان كذلك لزم أنه عليه السلام رسول إلى كل الطوائف
mohd_moug@hotmail.com