وفى قصة سيدنا موسى والخضر ، البحث عن العلم والمعرفة ممن هم أكثر علما ، كذلك عدم الصبر إذا غمض عليهم شئ .
والغضب ، حينما قتل المصرى ، وغضبه من قومه حينما عبدوا العجل .
والضيق ، حينما أبق سيدنا يونس من قومه فالتقمه الحوت وهو مليم .
واتباع الهوى ، كحكم سيدنا داوود لمن له نعجة واحدة ضد أخيه .
والقلق والخوف ، حينما بعث سيدنا موسى ، فخاف من أن يقتله فرعون انتقاما للمصرى الذى قتله .
وهم ككل البشر ، يرجون هداية الله سبحانه وتعالى ، ومغفرته . والآيات الدالة على ذلك كثيرة ( الأعراف - 151 .. القصص - 16 .. ص - 24، 25 .. ص -35 .. الأنعام - 77 ) .
" مداخلة : أضيف هنا ، موقف سيدنا نوح فى مراجعة الله سبحانه ، فى مسألة غرق ابنه ، وهذا يدل على عاطفة الأبوة ، رغم أن ابنه كان من الكافرين ، وهنا عاتبه الله على هذه المراجعة ، بقوله ( .... إنه عمل غير صالح .... ) ، وحسب سياق الآية ، فالعمل الغير صالح ، هو هذا السؤال لله ، بعد أن قضى الأمر ، والدليل على ذلك ، أن سيدنا نوح عليه السلام ، سارع فى التوبة من هذا السؤال قائلا ( قَالَ يَا نُوحُ إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صَالِحٍ فَلاَ تَسْأَلْنِ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنِّي أَعِظُكَ أَن تَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ {46} قَالَ رَبِّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ أَنْ أَسْأَلَكَ مَا لَيْسَ لِي بِهِ عِلْمٌ وَإِلاَّ تَغْفِرْ لِي وَتَرْحَمْنِي أَكُن مِّنَ الْخَاسِرِينَ {47} سورة هود ) ، فطلب المغفرة والرحمة هى من السؤال المتسرع والذى يعتبر مراجعة لله فى أمر قد قضاه " .
كل هذه اللقطات ، لتبين أن الرسل عليهم الصلاة والسلام بشر ، وأن تكريمهم من الله ، لا يخرجهم عن طبيعتهم البشرية ، فلا يصح أن يؤلهوا " .
طبيعة الرسول الإنسانية ، تتضح أكثر فاعلية ، فى الآيات التى تتكلم عن تطلعاته النفسية والروحية ، بالإضافة إلى الأحداث اليومية فى حياته . ويقوم علماء المسلمين فى البحث عن مثل هذه اللمحات ليقربوا إلينا بشريته عليه السلام .
ومن غير المعقول أن يكون تعرضه ، عليه السلام ، فجأة لنور الوحى لم يؤثر على وجدانه وتفكيره فى نفسه . حتى أنه قال للسيدة خديجة حال عودته من الغار ( أى خديجة ما لى لقد خشيت على نفسى .. فأخبرها الخبر ) ، إلى أن طمأنه سبحانه وتعالى بما جاء فى سورة الضحى ، وبشره برفع ذكره كما جاء فى سورة الشرح .
وفى سورة القلم " ن وَالْقَلَمِ وَمَا يَسْطُرُونَ {1} مَا أَنتَ بِنِعْمَةِ رَبِّكَ بِمَجْنُونٍ {2} وَإِنَّ لَكَ لَأَجْراً غَيْرَ مَمْنُونٍ {3} وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ {4} " .
كما نرى فى عدة مواقف ، تصحيح الله له لما بدر منه ، كما جاء فى سورة عبس وتفضيله علية القوم من قريش على ابن أم مكتوم ، وسورة الأحزاب ، عن زواجه ببنت عمه زينب ، بعد طلاقها من زيد بن حارثة الذى كان قد تبناه سابقا ، وما جاء فى سورة التحريم ، حينما فضل مرضاة أزواجه وحرم ما أحل الله له .
ورغم التشايه بيننا وبين الأنبياء عليهم السلام وأنهم مشتركون معنا فى البشرية ، إلا أنهم على درجة عالية من النقاء بحث اصطفاهم سبحانه وتعالى لحمل رسالته إلى البشر .
يتبع
آخر تعديل بواسطة أبو إيهاب ، 29-08-2007 الساعة 08:40 AM.
|