مجلة الخيمة حوار الخيمة دليل المواقع نخبة المواقع Muslim Tents
التسكين المجاني التسكين المدفوع سجلات الزوار بطاقات الخيمة للإعلان في الخيمة
الأسئلة الشائعة قائمة الأعضاء التقويم البحث مواضيع اليوم جعل جميع المنتديات مقروءة

العودة   أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية > القسم الإسلامي > الخيمة الإسلامية
اسم المستخدم
كلمة المرور

 
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
  #1  
قديم 14-01-2001, 10:26 AM
صلاح الدين صلاح الدين غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: May 2000
المشاركات: 805
Post التطبيع التربوي: أجساد الأحرار وعقول العبيد

عقدت الجامعة العبرية، آخر الأسبوع المنصرم، مؤتمراً تحت عنوان:

(انعكاس صورة الآخر في الكتب الدراسية على الصراعات في الشرق الأوسط)،

بحث في صورة الفلسطيني في الكتب المدرسية الإسرائيلية، وصورة الإسرائيلي في الكتب المدرسية الفلسطينية. انقسمت فيه الآراء حول دور مناهج التربية الإسرائيلية ولكنها أجمعت على سلبية الجانب الفلسطيني.

فقد رأى المؤتمرون تجاوباً إسرائيلياً تجاه تعديل صورة الفلسطيني في مناهج الدراسة العربية، مما اعتبره البعض تنازلاً لا مبرر له أمام موجة العنف والحقد العربي تجاه دولة إسرائيل والشعب اليهودي في البلاد العربية(؟). بينما أجمع المؤتمرون على سلبيات كتب التدريس في مناطق الحكم الذاتي الفلسطيني، سواء كانت من وضع مؤسسات السلطة الوطنية التربوية أو مستوردة من البرامج المصرية (في غزة) والأردنية (في الضفة). فهي لا توضح حق الكيان الإسرائيل في الوجود والاستمرار، وترفض الشعب اليهودي جزءاً لا يتجزأ من شعب المنطقة العربية.

وقد خلص المؤتمرون إلى أن ثمة تغيرات إيجابية طرأت على الكتب الإسرائيلية منذ السبيعينيات مقارنة بالفترة السابقة، كالنظرة إلى الفلسطيني وحقوقه والتحرر من الآراء المسبقة عليه(؟) وربطت الخلاصة هذا التطور باتفاقيات السلام الموقعة مع مصر أولاً ثم مع القيادة الفلسطينية.

وعلق عاموس يوفيل (من مركز متابعة تأثيرات السلام) بقوله: (إن التيار الرسمي العلماني والتيار الرسمي المتدين، يوجد بهما محاولة حقيقية للتخلص من آراء مسبقة عن الفلسطيني) ورأى أن كلا التيارين يعملان على (تربية من أجل التسامح)(؟) وعلل استنتاجه بأنه لم يجد رسوماً تشكيلية أو صوراً سلبية في الكتب المدرسية الإسرائيلية التي درسها، (ترسم العرب بشكل منفر كما كان عندما تعلم قبل أربعين سنة في مدرسة ابتدائية).

وعزا (د. إيلي بوديه) من معهد ترومان ذلك إلى أمرين أساسيين:
الأول: تغيرات في البنية النسيجية الصهيونية طرأت في العقد الأخير، ومعلومات كثيرة تدفقت حول عدة مواضيع لم تكن معروفة لدى التيار الصهيوني من قبل(؟).
الثاني: الوضع السياسي، نتيجة عملية السلام، أدت إلى نضوج في المجتمع الإسرائيلي، الأمر الذي انعكس على الكتب الدراسية كنتاج المجتمع. فالنص – في رأيه - يعكس التغييرات التي طرأت في المجتمع. وأن التغييرات التي طرأت في المجتمع الإسرائيلي تم التعبير عنها في النص المتوفر بين أيدي الطلبة اليهود الإسرائيليين(؟)

ولكن كيف يرى الإسرائيليون الصورة لدى الطرف الآخر (الفلسطيني)؟ وهو الطرف المغيب عن المؤتمر، ولكنه المطالب بتحسين صورة اليهودي وتقبل الكيان الإسرائيلي في عقول أجيال قادمة من الفلسطينيين. لا يسلمون - فقط – بما عقدته قيادتهم من اتفاقيات على المستوى السياسي البحت، وإنما عليه هضم المشروع الصهيوني، وتبني وجهة النظر الإسرائيلية في السياسة والاقتصاد والثقافة إلخ.

وفي معرض إجابة الدارسين الإسرائيليين على سؤال: كيف تنعكس صورة اليهودي، ومن ثم إسرائيل في أعين الفلسطينين من خلال الكتب المدرسية الفلسطينية؟ جاءت الإجابة حملة شعواء على السلطة الوطنية الفلسطينية لأنها لم تلتزم باتفاقيات أوسلو في شأن التطبيع الثقافي والتربوي. ورأوا أن المناهج الفلسطينية ينقصها العامل الأساس وهو الاعتراف بكيان دولة إسرائيل وبحق الشعب اليهودي في الوجود والتمدد في المنطقة.

قال د. أرنون غروس، وهو مستشرق إسرائيلي، ورجل أعمال يتقن اللغة العربية: (قبل بدء عملية السلام الأخيرة، كانت الكتب المدرسية الفلسطينية مليئة بالألفاظ البذيئة ضد الشعب اليهودي وضد دولة إسرائيل، وهذه الألفاظ لم تعد موجودة اليوم في الكتب المدرسية الجديدة، ولكن هناك شيء لم يحدث، وهو الاعتراف بدولة إسرائيل وبحقها في البقاء، وكذلك الاعتراف بالسكان اليهود في هذه البلاد وعددهم خمسة ملايين نسمة).

ويحمل إيتمار ماركوس (من مركز متابعة تأثيرات السلام) رجال التربية في السلطة الفلسطينية مسؤولية هذا الخطر الكامن على مستقبل الكيان الإسرائيلي اليهودي، ويرى أن القرار في أصله قرار القيادة السياسية في السلطة الفلسطينية، فلا رجال السياسة ولا رجال التربية الفلسطينيين – كما يرى – قد استكملوا الانتقال النفسي الذي ترقبه الإسرائيليون بعد اتفاق أوسلو. فهو يرى السلطة الفلسطينية ما زالت تعيشون نفس وجهات النظر التي كانت تعيشها قبل اتفاقيات أوسلو .

ويؤكد البروفيسور آمنون كوهين (رئيس معهد ترومان) أن الموضوع التربوي مرتبط بشكل مباشر بالسياسة، سواء من الجانب الإسرائيلي أو الجانب العربي. في إشارة واضحة منه لأهداف المؤتمر ومخرجاته وتوجهات المشاركين فيه.

إن الصراع كما تراه الصهيونية – بكل تياراتها – ليس صراعاً سياسياً أو أمنياً فقط، وإنما هو صراع وجود يعتمد على الإنسان نفسه، وعلى تشكيل توجهاته وتصوراته ومفاهيمه، وغرس قيم معينة توجهه في التخطيط والتنفيذ. والأمر الواضح الذي ترمي إليه الصهيونية في دراستها للمشهد الثقافي والتربوي العربي هو تطويع عرب المستقبل للرؤية الصهيونية. وقد يصح في ذلك أنهم يسعون إلى إنشاء جيل عربي يحمل أجساد الأحرار وعقول العبيد.
 


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع
بحث في هذا الموضوع:

بحث متقدم
طريقة العرض

قوانين المشاركة
لا بإمكانك إضافة موضوع جديد
لا بإمكانك إضافة مشاركات جديدة
لا بإمكانك إضافة مرفقات
لا بإمكانك تعديل مشاركاتك

كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

حوار الخيمة العربية 2005 م