
13-06-2006, 05:27 AM
|
من كبار الكتّاب
|
|
تاريخ التّسجيل: Apr 2001
الإقامة: وأينما ذُكر اسم الله في بلدٍ عدَدْتُ أرجاءه من لُبِّ أوطاني
المشاركات: 5,873
|
|
تتمة ..
وختام الكلمة الأخيرة إلى المؤسسات الحقوقية والخيرية الأمريكية الصامتة عن الحق ، نقول : إن قوتكم وحريتكم واستقلاليتكم تدعوكم لقول الحقيقة وتبيان الحق عن ما عرفتموه عن زملائكم (المؤسسات الإسلامية) في ساحات الفقراء والمحتاجين والأطفال والمهجرين والمشردين ، وإن هذا الصمت لن يغفر لكم التاريخ ، ولن تسمح به الأجيال ، فإن التاريخ يدون الأجيال تحفظ العبر من شاشات الأحداث ، ولعلكم لا تكونون من الخاسرين الذي يتجاوزهم التاريخ ويحترقون بتأييدهم الصامت ، فسوف ترفضكم مناطق الصراع دون غيركم ، وتلفظكم أفواه الفقراء ، لا سيما حينما تقدمون لهم ما لا يشتهون.
إننا نؤمن بأن الأيام دول ، وحركة التاريخ لا بد أن تدور ، والحدث الذي كان في الحادي عشر من سبتمبر لم يكن من أكبر الأحداث التاريخية في عصرنا ، ولم يكن يأخذ هذا البعد التاريخي ثم السياسي والعسكري إلا بسبب أنه تناقض مع ما زرعته السينما الأمريكية والإعلام الأمريكي أنكم قوة لا تخترق فكيف تغلب وتقهر ، فالغرور قد ساقكم إلى عبادة القوة كما كان الرومان قبلكم.
إن أبرز عوامل سقوط خصمكم السابق هي نفسها ما تنتهجون بعد نهاية الاتحاد السوفيتي كقطب واحد في الغطرسة والهيمنة والإرهاب ، وإن نجاحكم السابق في بقاء قوتكم أمام خصمكم القديم ما رفعتموه من شعارات العدل والحرية والديموقراطية والتي انتهت بحرب المؤسسات الإسلامية الإغاثية التعليمية الخيرية الضعيفة !! أمام قوتكم مما يدل على حقيقة ضعفكم.
لقد أصبحتم بأمس الحاجة إلى تسخير مؤسساتكم المعنية بالأبحاث والدراسات لعمل دراسة بواعث وأسباب ما تسمونه بالإرهاب لتختصروا على أنفسكم المسافات الزمنية والمكانية باكتشافكم أن الإرهاب يقود للإرهاب.
إنكم بهذه التصرفات تجندون كل مسلم ومتبرع عدواً لكم ، وتدعمون معدلات نمو الكراهية لكم ، فعودوا إلى رشدكم وصوابكم فإن حلقات مسلسل السقوط المعنوي قد تتابعت مؤشرة إلى الضعف ثم السقوط الواقعي فلا تغرنكم القوة ، فقوة الدول الناجحة في فرض إرادتها وسياستها من خلال عدلها وحريتها وقوة مبادئها وليس من خلال بطشها وإرهابها وعنفها ، إنكم بحاجة ماسة إلى إعادة النظر في سياستكم وسياسة إعلامكم تجاهنا وتجاه أعمالنا داخل دولنا وخارجها.
وأخيراً ..
إننا ندعو العقلاء في الحكومة ومن يمثلون الشعب الأمريكي في مؤسساته أن يدركوا عواقب التعميم والمكارثية الجديدة ، وأن لا ينساقوا وراء اليمين المتطرف واللوبي الصهيوني ، فإن التعميم توسيع للدوائر وبالتالي إشعال للفتيل ولعب بالنار وعواقبه وخيمة.
ولعلنا نضم إلى صوتنا أصواتاً أخرى من أصوات الحق والعدل التي تناديكم بين حين وآخر لتعرفوا حجم مشكلتكم معنا ومع غيرنا ، حيث نادى المفوض الأوروبي للعلاقات الخارجية (كريس باتين) قائلاً : "إن الولايات المتحدة ستستفيد أكثر إذا احترمت توجهات الرأي العام العالمي وعملت بتناسق معه".
وقال : " إن الرئيس الأمريكي الأسبق (جون كنيدي) قال في خطاب تنصيبه رئيساً للولايات المتحدة : لا تسألوا ماذا ستفعل أمريكا لكم ، ولكن ماذا سنفعل معاً لحرية الإنسان " .
كما ناداكم (ألفان) من المثقفين والأكاديميين والفنانين الأمريكيين حينما أعدوا بياناً بعنوان (ليس باسمنا) ويقصدون ذلك حروب دعوى الإرهاب ، وذلك في يوم ذكرى الحادي عشر من سبتمبر 2002م ، جاء فيه : "إننا نؤمن بأنه يجب على أصحاب الضمائر تحمل مسؤولية ما تفعله حكوماتهم ، ويجب علينا أولاً معارضة الظلم الذي يرتكب باسمنا ، لذا ندعو جميع الأمريكيين والأمريكيات إلى مقاومة الحرب والقمع اللذين فرضتهما إدارة بوش على العالم أجمع لكونهما عملاً ظالماً غير أخلاقي وغير شرعي ، وقد اخترنا مناصرة شعوب العالم أجمعين " ، وتساءل البيان : " أي عالم سيصبح عالمنا إذا باتت الحكومة الأمريكية حرة طليقة ترسل فرق الكوماندوز والمجرمين والقنابل حيث تشاء ؟ ".
لقد وضعوا سيناريو مفرطاً في التبسيط عن (الخير في مواجهة الشر) والذي تم تناوله من قبل وسائل الإعلام طيعة وخوفاً في آن واحد ، فقالوا لنا : إن التساؤل عن سبب حدوث هذه الكارثة (11 سبتمبر) يقارب الخيانة ، وأنه لم يعد ثمة حيز لأي جدل أو أي أسئلة سياسية أو أخلاقية شرعية !! .
وختاماً لهذه الرسالة نقول .. شكراً لكم سلفاً على إتاحة الفرصة لنا لخطابكم !! ، وشكراً على حسن الإجابة أو الاستجابة.
التوقيع
المؤسسات الخيرية الإسلامية في أنحاء العالم
__________________
معين بن محمد
|